لماذا وإلى أين ؟

لكريني مجيبا عن 3 أسئلة لـ”آشكاين”: هذه أسباب اتهام الجزائر للمغرب بإغراقها بالمخدرات

أثارت التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة الجزائرية، أحمد أويحيى، التي اتهم فيها المغرب بـ”إغراق الجزائر بالحشيش والكوكايين”، إستياء لدى المغاربة، خاصة أن هذه التصريحات المستفزة تأتي بعد إتهام وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل للمغرب بـ”تبييض أموال تجارة الحشيش في دول أفريقية”، والتي خلقت أزمة ديبلوماسية كانت سوف تنتهي بقطع العلاقات بشكل كامل.

في هذا الصدد، حاورت “آشكاين”، رئيس منظمة العمل المغاربي، وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إدريس الكريني، لتحديد الأسباب الحقيقة وراء هذه التصريحات المتتالية، وتفسير التمثيل العالي الذي شارك به المغرب في إجتماع مجموعة 5+5 الذي انعقد بالجزائر العاصمة أيام يومين قبل تصريحات أويحيى، وكذا استشراف أفق العلاقات المغربية الجزائرية.

1/ ما هي خلفية التصريحات المتكررة للمسؤولين الجزائرين التي تتهم المغرب بإغراق بلادهم بالمخدرات؟

أعتقد أن الجزائريين بحاجة إلى تسليط الضوء على الإشكالات والقضايا الحقيقية التي تهم المواطن، وصانع القرار الجزائري هو اليوم مهووس بإختلاق وإفتعال الأزمات من أجل تصريف وجهات النظر لازمات وهمية وهذا معروف، فكثيرة هي الدول التي تلجئ لمثل هذه الأساليب المنحرفة للتشويش على القضايا التي تهم المواطن وخصوصا إذا إستحضرنا في التصريح ما قبل الأخير السؤال الذي طرح على وزير الخارجية الجزائري كان يتعلق بسياسات عمومية في المجال الإقتصادي وفي المجالات الإجتماعية لكن الجواب جاء ملتويا ويسلط الضوء على قضايا وهمية فيها نوع من تصريف المشكل نحو المغرب، وبالتالي أعتقد أن المغرب كان رد فعله عقلانيا إلى أقصى الحدود، فهو أولا فوت على صانع القرار الجزائري فرصة خلق أزمة حقيقة حيث أن المغرب فعلا قام بما تمليه خطورة هذا الموقف ولكنه لم يعطِ فرصة للطرف الجزائري لكي يحقق مبتغاه من خلق هذه الأزمة التي كان يراد بها خلق نوع من الصراع بشكل يجعل المواطن الجزائري يغير نظرته من قضاياه الحقيقية إلى أزمات مفتعلة.

2/ كيف تفسر انتقاد بوريطة للجزائر خلال لقاء مجموعة 5+5، بعد أن تداول الإعلام تخفيض التمثيل المغربي في هذا اللقاء؟

إن الحضور الوازن للمغرب في هذا اللقاء يتماشى مع السياسة الخارجية للبلاد التي تؤكد على أهمية التعاطي مع القضايا المنطقة بقدر من التنسيق والتعاون، ويبرز جدية المغرب فيما يتعلق بتمتين العلاقات مع الدول المغاربية، خاصة أن المغرب ظل لعدة سنوات، سواء الخطب الملكية أو اللغة الرسمية تدعو إلى فتح الحدود وإلى التعاون الإقتصادي والتجاري بين البلدين في إطار تعاون مغاربي مغاربي، وهذا الحضور يفوت على الجزائر فرصة لتحميل المغرب تبعات ما وصل إليه العمل المغاربي من وضعية كارثية على مختلف المستوايات الإستراتجية منها والإقتصادية.

ومن ناحية أخرى، فحضور المغرب هو ورقة إيجابية بالنسبة له على مستوى المرافعة بشأن القضايا الإستراتجية للمنطقة لانه واعٍ كل الوعي بأن كل ما يحدث من إشكالات في ليبيا أو في أي قطر مغاربي يهم المغرب. كما أن هذا الحضور أعطى للمغرب إمكانية ليوجه إنتقاداته بشكل ديبلوماسي ملطف للطرف الجزائري بإعتباره مسؤولا عما يعرفه العمل المغاربي المشترك، ولا ننسى أيضا حتى الخطب الملكية الأخيرة التي ظلت تتحدث عن الكلفة الكبيرة التي يشكلها بقاء الإتحاد المغاربي كأضعف التكثلات الإقليمية .

3/ ماهو أفق العلاقات المغربية الجزائرية؟

أعتقد أنه ما دمنا أمام نخب جزائرية تقليدية ولازلنا نفكر بمنطق ماضوي تتغير فيه الرؤيا الإستراتجية، في مقابل التطور الذي شهده المشهد السياسي المغربي والذي سمح بتجديد الخطاب والرؤيا حتى على مستوى التعاطي مع قضية الوحدة الترابية، هناك اليوم مشروع الحكم الذاتي وهناك تنمية تشهدها الأقاليم الجنوبية كما أن هناك انفتاح على الهيئات الحقوقية، اعتقد ما دام هذه المفارقة ما بين الدينامية التي عرفها المغرب وبين نخب تقليدية سوف يظل العمل المغاربي دون مستوى طموحات الشعوب بينما التحديات المطروحة على دول المنطقة وأيضا سوف نظل أمام علاقات مغربية جزائرية يطبعها المد والجزر خصوصا من طرف الجزائري الذي دائما ما يعلق على ربط إخفاقاته الداخلية بإشكالات وهمية.

وأعتقد بأن العلاقات المغربية الجزائرية قدرها ومصيرها هو طي هذه الصفحات القاتمة، وقدرها أيضا هو العمل في إطار مصالح المنطقة المغاربية والإستجابة لنبض الشعوب، وهذا إذا لم يتحقق اليوم، فبالتأكيد سوف يتحقق مستقبلا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x