اليازغي يرصد مصير مباراة نهضة بركان ونظيره الجزائري بعد “معركة الأقمصة”

تنتظر فئة واسعة من المغاربة، قرار الإتحاد الإفريقي لكرة القدم بخصوص المباراة الملغية التي كانت من المفترض أن تجمع نادي النهضة البركانية المغربي مع مضيفه نادي اتحاد العاصمة الجزائري، بعدما صادرت سلطات هذا البلد أقمصة النادي بالمغربي بذريعة تواجد خريطة المغرب كاملة على الأقمصة الرياضية.

ويتساءل العديد من المتتبعين للشأن الرياضي بالمغرب والجزائر عن القرار الذي سيتخذه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم؛ هل سيكون لصالح الفريق المغربي أم سيكون لصالح فريق الجارة الشرقية.

في هذا الإطار؛ كشف الباحث المغربي المتخصص في السياسة الرياضية؛ منصف اليازغي، أن نادي نهضة بركان تعامل مؤسساتيا مع “الكاف” في قضية الأقمصة بالجزائر، في الوقت الذي ضربت فيه هذه الأخير الجانب القانوني بسبب عدم تفعيل قرار “الكاف” القاضي بإرجاع الأقمصة للنادي المغربي.

وقال اليازغي إن “الكاف” سيصدر قرارا آخر حول المباراة ومآلها ونتيجتها، ويحق عندها للإتحاد الجزائر لكرة القدم أن يستأنف القرار لدى “الطاس”، لكن هذه الأخيرة لا تنظر في فحوى الشكاية أو خلافاتها الرياضية والسياسية؛ وإنما تقف عند حد التأكد من احترام “الكاف” للمساطر القانونية في القضية.

على مستوى العقوبة، يرى الخبير في السياسة الرياضية أنه لا يمكن الجزم بأن “الكاف” سيدين “الفاف” ويعلن خسارة النادي الجزائري، ولا يجب التسرع بالحديث حول ذلك في الوقت الراهن، بحيث أن من بين الإحتمالات كذلك أن تعاد برمجة المباراة، بالرغم من أنه أمر مستبعد بالنظر إلى أن “الكاف” سيقع في تناقض مع قراره السابق المتمثل في فرض قميص النادي المغربي ودعوة السلطات الجزائرية إلى منحه للنهضة البركانية.

وتطرق المتحدث إلى مسألة هامة، تتعلق بعدم اعتذار الفريق الجزائري عن لعب المباراة، وهي حالة غير مسبوقة تحتاج إلى تدقيق أكبر، كما أن الفريق المغربي لم يدخل أرضية الملعب، هل ذلك بسبب وجود قوى قاهرة تتمثل في قرار السلطات الجزائرية؟ هذا ما ستحسم فيه “الكاف”.

وفي حالة إذا كان الفريق الجزائري هو الذي أخل بالتزاماته وكان سببا في عدم إجراء المباراة بسبب قرارات نظامه السياسي، فإن المادة 11 من قانون الاتحاد الإفريقي لكرة القدم هي التي ستفعل في حق النادي الجزائري، وبالتالي سيعتبر خاسرا بثلاثة أهداف لصفر وسيؤدي غرامة 50 ألف دولار ومنعه من خوض منافسات ما بين الأندية على المستوى الإفريقي لمدة سنتين.

وبخصوص موضوع الخريطة، وعكس ما يردده الإعلام الجزائري، أكد الخبير الرياضي أن تقسيم المناطق في “الكاف” يشير إلى أن منطقة شمال إفريقيا تضم خمس دول منها؛ مصر، ليبيا، تونس الجزائر والمغرب بكامل ترابه، وخمس اتحادات كروية ليس من بينها الجمهورية الوهمية.

واستغرب المتحدث إقدام الإتحاد الجزائري على تزوير أقمصة النادي البركاني من خلال طبعها دون استشارة الشركة التي تربطها عقود قانونية مع الفريق المغربي، لافتا إلى أن هذا الأخير لو لعب بتلك الأقمصة المزورة كان سيضع نفسه تحت طائلة القانون أمام الشركة المعنية، كما سيعرض “الفاف” لعقوبات قانونية إن أكملت الشركة مسار مقاضاته.

ويرى اليازغي أن المغرب دبر هذا الملف بهدوء تام وحكمة وفي احترام تام للقانون، مبرزا أن الجامعة لم تعلق على الموضوع والسياسيين المغاربة لم يتدخلوا في الملف عكس الجزائر التي حولت القضية إلى مجال للصراع السياسي، معتبرا أن هذه القضية سيستفيذ منها المغرب مستقبلا لأنها ستصبح اجتهادا وسابقة سيسري عليها ما بعده، وستدخل أنديته أينما حلت وارتحت بأقمصة تضم الخريطة.