لماذا وإلى أين ؟

تكتل تبون؛ المنفي وسعيد هروب للأمام للتغطية على الوضعية الداخلية ببلدانهم (معتضد)

بدعوة من قيس سعيد؛ رئيس تونس، انعقد أمس الاثنين اجتماع تشاوري بقصر قرطاج بالعاصمة تونس، بحضور الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، واتفق الرؤساء الثلاثة على تكرار الاجتماع بالتناوب مرة كل 3 أشهر في إحدى عواصم الدول الثلاث.

واتفق القادة الثلاثة خلال الإجتماع المذكور على “تكوين فرق عمل مشتركة تعهد لها أحكام تنسيق الجهود لتامين حماية أمن الحدود المشتركة من مخاطر وتبعات الهجرة غير النظامية وغيرها من مظاهر الجريمة المنظمة” و”توحيد المواقف والخطاب مع التعاطي مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة المعنية بظاهرة الهجرة غير النظامية في شمال البحر المتوسط والدول الأفريقية وجنوب الصحراء”.

في هذا الإطار، يرى الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية هشام معتضد، أن هذا الإجتماع التشاوري “يفتقد لأرضية سياسية صلبة ورؤية إستراتيجية واقعية وقيم مغاربية براغماتية تنسجم والفضاء الجيوسياسي للمنطقة”، مبررا ذلك بأن الدول الثلاث المعنية بهذا المشروع السياسي “تعيش أنظمتها هشاشة سياسة أو تفقد مؤسساتها لقيم الديمقراطية لعدم تجديد إنتخابها منذ سنوات أو تواجه أزمة ثقة حكومية في تدبير شأنها الداخلي”.

وقال معتضد في تصريح للصحيفة الرقمية “آشكاين”، إن الدول الثلاث “تعيش قياداتها على وقع الترقيع السياسي في تدبير الديناميكية السياسية لشؤونها الداخلية وتواجه مشاكل كبيرة وحقيقية فيما يتعلق بتقوية الجبهة الداخلية وتوحيد الصف السياسي الوطني لها حول مشروع واضح و مسؤول”، متسائلا “كيف يعقل أن يتجه هؤلاء القادة لتكتل خارجي في غياب أدنى مقومات التماسك السياسي داخلي لبلدانهم؟”.

هشام معتضد ــ الخبير في الشؤون السياسية و الإستراتيجية

وبخصوص أهمية هذا التكتل الثلاثي، رد الباحث في الشؤون الإستراتيجية، بأن هذا التجمع الثلاثي هو محاولة “للهروب إلى الأمام عبر خلق مشروع وهمي على الأوراق بهندسة بروتوكولية للتغطية على هشاشة الوضع الداخلي وإخفاق السياسات الداخلية لهذه الأنظمة التي لم تستطع أن تستجيب لتطلعات شعوبها الداخلية سياسيًا وإقتصاديا وإجتماعيا”.

أما في ما يتعلق بمستقبل هذه التكتل، أوضح المتحدث أن التركيبة السوسيو ــ سياسية لشمال إفريقيا والمنطقة المغاربية لن تقبل بتكتل مغاربي مبني على الإقصاء الإستراتيجي والإديولوجية السياسة”، مضيفا أن “المطلع على المسار التاريخي لتطور الفكر السياسي لتدبير الديناميكية السياسية لشعوب ودول هذه المنطقة يعرف جيدًا أن أي تكتل مبني على رغبة أشخاص أو نوايا أنظمة مصيره الفشل، لأن مشروع التكامل بين الشعوب المغاربية يجب أن ينبثق من رغبة الشعوب لا الأشخاص”.

ويردف متحدث “آشكاين”، أنه كانت عدة محاولات لخلق تكتلات إقصائية في المنطقة أو محاولات لبناء تحالفات لأغراض استفزازية أو شخصية أو حسابات سياسة ضيقة، وكان مصيرها الفشل لأن الوعي السياسي والإجتماعي للإنسان المغاربي وعقل التجمعات البشرية لشمال إفريقيا كانت دائما تنفض أي تلاعب سياسي برغبات مشاريعها المجتمعية أو تحسيسها بإستغلالها وإنشاء منصات سياسية لا تمثلها سياسيا ولا ثقافيا ولا إجتماعيا”.

وخلص معتضد بالإشارة أن هذا المشروع الثلاتي “يفتقد لأبجاديات إنشاء مشروع سياسي براغماتي وواقعي من الناحية الإستراتيجية، وبالتالي فهو يبقي مجرد حل سياسي ظرفي يستجيب فقط لإنتظارات القيادات الثلاث المشاركة فيه لأغراض سياسوية محضة وأجندات محددة السياق نظرًا للظرفية التي تعيشها هذه الأنظمة، ولا يمثل بالمطلق رغبة شعوب الدول وبعيدًا كل البعد عن الثقافة السياسة لدول شعوب منطقة شمال إفريقيا”، وفق المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
عدلوني
المعلق(ة)
24 أبريل 2024 11:32

اجتمع الغرقى و الثلاثة نكارين الخير ديال المغرب. الجزائر ايام محمد الخامس الله ارحمو تونس مع الحسن الثاني الله ارحمو و ليبيا مع محمد السادس الله انصرو.

Nasser
المعلق(ة)
23 أبريل 2024 22:12

En attendant cet échec annoncé, l’Algérie vient de devancer le Nigeria et devient la troisième puissance économique africaine. Concernant la situation dans les trois pays on vous renvoie à votre propre article juste au dessous de celui-ci. Celui sur figuig…..vous voyez. Félicitations L’Espagne a décidé de rouvrir le dossier pegasus et cest le maroc qui est visé.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x