2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
زهور يبرز دلالات رسالة رئيس المجلس الرئاسي الليبي للملك بعد حضوره مع تبون وسعيد

بعث رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد يونس المنفي، أمس الثلاثاء 23 أبريل الجاري، رسالة خطية إلى الملك محمد السادس، تسلمها بالرباط، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، من شقيق رئيس المجلس الرئاسي الليبي، سامي المنفي.
وجاء توجيه هذه الرسالة من المنفي، بعد حضوره رفقة الرئيسين الجزائري والتونسي في اجتماع المشروع الجزائري لإقامة تكتل مغاربي يقصي المغرب، وهو ما يجعل لهذه الرسالة وتوقيتها أبعادا مختلفة.
وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلوم السياسي بجامعة محمد الأول بوجدة محمد زهور، أن “مبادرة الجزائر ولدت ميتة ولا يمكن أن تكون بديلا عن الاتحاد المغاربي، وستظل هذه المبادرة مقتصرة على المسائل الأمنية المتعلقة بالهجرة، حيث لا يمكن لأي مبادرة يراد لها أن تكون شاملة وهادفة أن تنجح في غياب المغرب”.

وأوضح زهور، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “ظرفية المبادرة تحتم عليها الفشل في ظل الواقع القائم في ليبيا والأزمة الاقتصادية والسياسية في تونس والأزمات الداخلية بالجزائر”، مشددا على أن “أي مبادرة جاءت لتحل محل الاتحاد المغاربي لن يكتب لها النجاح”.
واعتبر المتحدث أن “موقف موريتانيا كان واضحا من هذا التحالف، حيث أدركت أن هذه المبادرة الجزائرية لن يكتب لها النجاح، دون أن ننسى أن ليبيا عبرت من أعلى مستوى بأنها لا يمكن أن تنخرط في مبادرة لا يكون فيها المغرب طرفا لأنها تقدر مجهودات المغرب في اتفاق الصخيرات، والعلاقات الليبية المغربية قوية”.
وأكد أن “زيارة وزير خارجية ليبيا وحمله لرسالة للملك محمد السادس هي للتعبير بشكل صريح على أن المشاركة الليبية في الاجتماع الثلاثي بتونس ليست موجهة ضد المغرب، وأنها(ليبيا) لن تنخرط في أي مبادرة قد تستهدف المغرب، علما أن مبادرة الجزائر لن تخرج عن نطاق مجال الهجرة، حيث جاءت استجابت للضغوطات الأوربية لتبني مقاربات جديدة لمكافحة الهجرة”.
وتابع أن “الجزائر هي من أفشلت الاتحاد المغاربي وأدخلته في مرحلة الغيبوبة، بالتالي لا يمكن لدولة تسببت في فشل اتحاد يعود تأسيسها لأربعة عقود، لا يمكنها أن تقود مبادرة أخرى، خاصة أنها ساهمت في أن يكون الاتحاد المغاربي على الوضع الحالي”.
وخلص إلى أن “الجزائر لا يمكنها أن تساهم في إنجاح أي اتحاد آخر لأن سياستها لا تسعى لنجاح التكتل المغربي، خاصة في ظل الظرفية التي توحي بالفشل، وأن أي اتحاد دون المغرب سيكون مصيره الفشل، بدليل أن الموقف الليبي والموريتاني ينسجم مع الموقف المغربي”، منبها إلى أن “اجتماع الدول الثلاث سيقتصر على الهجرة وكان بالإمكان تسميته تجسيد للشراكة الاستراتيجية بين الجزائر وتونس ولا يمكن أن تكون له أهداف اقتصادية وتنموية التي ستشمل المغرب العربي بشكل عام”.