2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
كُتاب ينتقدون بهرجة بنسعيد لمعرض الكتاب.. ومسؤولون يرفضون التعليق

وجه كُتاب ومتتبعون للشأن الثقافي بالمغرب، انتقادات حادة لوزير الثقافة، المهدي بنسعيد، متهمين إياها بتحويل المعرض الدولي للكتاب الذي تُقام فعاليته حاليا بالعاصمة الرباط من فضاء للإبداع الأدبي والفكري، إلى مُجرد مناسبة سنوية لخلق ”البهرجة”، بجلب أشخاص لا علاقة لهم بالثقافة لتأثيث المعرض.
وطرح حضور الممثل المصري المُثير للجدل محمد رمضان، الذي سبق وأن أدانه قضاء بلاده بالسجن، وهو يتجول بأروقة المعرض وبجانبه وزير الثقافة محمد مهدي بنسعيد، وقبله الفوضى التي خلقها مؤثر سعودي في جلباب كاتب، أكثر من علامات استفهام حول نوايا وزارة الثقافة، وهل فعلا تسعى من خلال المعرض إلى تشجيع الفكر والأدب والإبداع في إنتاجه، أم لها مآرب أخرى؟
معرض للفرجة بطابع تسويقي
عبد العزيز كوكاس، الكاتب والإعلامي المغربي، يرى أن معارض الكتب في كل دول العالم، فضاء لتلاقح ثقافي، للتعرف على هويات ثقافية وجغرافيات متنوعة والاستفادة من تجارب أدبية وفلسفية وفكرية…
لكن ما يُلاحظ في معرض الكتاب بالرباط في الدورة الحالية بالخصوص، وفق كوكاس متحدثا لجريدة ”آشكاين”، هو الانتقال إلى بُعد ”الفرجة”، حين عمدت الوزارة إلى استضافة رموز لا علاقة بالمعرض الدولي للكتاب، كما يجب أن يكون.

وأوضح مؤلف كتاب “في حضرة الإمبراطور المعظم كوفيد التاسع عشر”، أن الأمر سيسمح بـ ”إضفاء طابع تسويقي فرجوي على ما اعتبرناه ثقافة جادة هادفة”، مستدركا بقوله أن ذلك ”لا يعني أننا ضد الفن، لسنا ضد محمد رمضان أو أي فنان، لكن يجب أن نجعل لكل مجال اختصاصه، وأن يبقى معرض الكتاب في مجال اختصاصه وهو مجال الثقافة”، يؤكد كوكاس.
وقال ذات الكاتب ” لا نريد أن يتم سرقة لحظة المعرض ونحولها إلى مجال فرجوي واستعراضي ونستقدم إليها وجوها تزكي ثقافة البهرجة، خارج مجال المعرض الدولي للكتاب”، موضحا أن هذه الفئة من الفنانين ”لهم العديد من المهرجانات لا يشاركهم فيها لا الكُتاب ولا المثقفون ولا غيرهم”، مبرزا أن حتى الأسماء التي وقع عليها الاختيار بين هؤلاء الفنانين تحمل ”بعدا تجاريا تسويقيا”.
وأكد كوكاس، أن الوزارة الوصية تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية، في استضافة ما لا علاقة له بالثقافة بمعرض الكتاب، وأضاف: ”من يريد أن يصنع الفرجة فليصنعها خارج هذا المجال، أما المبتغى هو خلق صناعة ثقافية هادفة تُساهم في تنمية البلد”.
هذا الموقف يتقاسمه كوكاس، مع الأستاذ الجامعي رشيد لزرق، الذي شدد بدوره على أن المعرض الدولي للكتاب آلية للتبادل الثقافي والمعرفي على اعتبار أن الثقافة اليوم صارت أحد الوسائل الهامة لتدعيم القوى الناعمة للدولة وتكريس التلاقح و الحوار بين الحضارات.
وأوضح لزرق، ضمن حديثه لـ ”آشكاين”، أن المُستَخلص، مع التقدير لبعض الأسماء الحاضرة، هو ”غياب الحمولة الثقافية والاتجاه نحو هيمنة التسويق الفلكلوري وتغييب الأسئلة الملحة المطروحة حاليا”.

وأبرز أن المعرض كان ”يفترض أن يكون فرصة النقاد والمبدعين لإجابة على جملة من الأسئلة في ظل التحولات المجتمعية وعدم القدرة على مجاراة سيل الإبداع المتدفق في زمن الثورة الرقمية من كافة الأجناس وكان يفترض أن تخصص له اوراش بغاية التقييم الجماعي”، لكن، وفق لزرق دائما، ”يبدو أن المعرض يسير نحو الترويج و التباهي بدون حمولة ثقافية”.
ينسعيد لا علاقة له بالثقافة
الشاعر عبد المجيد مومر الزيراوي، الذي “مُنعت مؤلفاته من العرض في أروقة المعرض، لمُجرد أنه سبق وأن انتقد وزارة الثقافة في عهد بنسعيد، بسبب انزياحها عن تشجيع الإبداع الفني والثقافي الهادف”، حسب قوله، كان حادا في تشريح الوضع، وأكد أن الوزير بنسعيد ”رجل أعمال لا علاقة له بالثقافة ينهج سياسة فلكلورية، ربما السبب في فشل العديد من المشاريع التنموية الكبرى”.
وكشف أن بنسعيد ”يستعين بكل بشاعة بأناس لا علاقتهم بالثقافة، وربما قد يأتي بولد الشينوية ومولوينكس في الدورة المُقبلة للترويج لمعرض الكتاب”.

وقال مومير، متحدثا لجريدة ”آشكاين”، إن وزارة بنسعيد تُكرس لثقافة الاستلاب عبر اللجوء إلى أجانب و ”كأنه معندناش مثقفين في المغرب”، متسائلا عن السر وراء تشجيع وزير الثقافة لأنواع من الفن ”الهابط”، من قبل مغني راب يروج للمخدرات (طوطو)، واليوم ” جايب محمد رمضان كيعري علينا سدرو والمرة الجايا اقدر ايجيب شي حد اللي غادي احيد سروالو !”.
وكشف أن ”الوضع الكارثي” الذي يشهده المشهد الثقافي، راجع إلى تداخل المصالح، مشيرا أن الوزير ربما يلجأ إلى هذا النوع (محمد رمضان) لإنجاح مشروعه التجاري لإنتاج السيارات.
رفض واسع للتعليق
جريدة ”آشكاين” اتصلت بمجموعة كبيرة من وزراء الثقافة السابقين وأيضا بعد رؤوس هيئات ثقافية، أمثال محمد الأشعري، محمد أمين الصبيحي، عثمان الفردوس، محمد الأعرج، محمد الدرويش، رئيس مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، عبد الحميد عقار الرئيس السابق لاتحاد كتاب المغرب. بعضهم لم يريد التعليق عن الموضوع (الأشعري، الفردوس، الدرويش، عقار)، والبقية لم يجب على الاتصال.
عثمان فردوس، وزير الثقافة السابق، أرسل رسالة يسأل عن الموضوع وحين تم إخباره بذلك لم يجب. الأشعري الذي شغل نفس المنصب قبله اعتذر عن الإدلاء بوجهة نظره في الموضوع في الوقت الحالي، أما عبد الحميد عقار، الرئيس السابق لاتحاد كتاب المغرب، فأكد أنه لم يزر المعرض منذ ما قبل ”كوفيد-19”. بينما قال الدرويش إنه لا يمكن تقديم تقييم إلا بعد انتهاء فعاليات المعرض لرسم ”صورة واضحة وحفاظا على الموضوعية”، طالبا إعفاءه من مسألة التعليق، رغم أنه تحدث عما وصفه بـ ”الإيجابيات” دون الخوض في مزيد من التفاصيل،
هذا، وحاولت الجريدة ربط الاتصال ايضا بوزارة الثقافة لأخذ رأيها في الموضوع، لكن ظل هاتف مسؤوليها يرن دون جواب.
لما تصل الامور الى غير اهلها فانتظر الساعة. بالفعل هذه الاشياء البهلوانية والتي لا علاقة لها بالثقافة باحضار شخص لا علاقة له بالميدان مشمئز. تصور لو كان فنان مغربي في مصر هل ستكون هذه البهرحة .بهدلة وقلة الحياء وانحطاط للكرامة
هذا ما يقع حين تسند الأمور إلى غير أهلها.
و من يقول ان بنسعيد له علاقة بالثقافة فهو متملق!! حسب رأيي كمواطن.
و على فكرة ليس الوحيد الذي يشغل منصب وزير و قد ابلى البلاء الحسن!!
نحن لا نقصد شخصه بل صفته التي تجعل منه كغيره مسؤولا امام الراي العام .
لقد سبق للمرحوم الحسن الثاني أن استضاف فنانين مرموقين في المغرب و أولهم عبد الحليم حافظ وأم كلتوم و في أواخر حياته كرم الفنان عادل إمام. والآن وزير في الحكومة المغربية يستقبل فنان مصري و كل ذلك ما هو إلا تعبير عن العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين على امتداد عقود.