لماذا وإلى أين ؟

جرد بأبرز القمم العربية منذ تأسيس جامعة الدول العربية سنة 1945

عرفت مسيرة القمم العربية منذ الإعلان عن الميثاق العام لجامعة الدول العربية في مارس 1945 انعقاد 32 قمة عادية، و15 قمة طارئة، و4 قمم اقتصادية تنموية، إضافة إلى 10 قمم عربية إقليمية (4 قمم عربية أفريقية و4 قمم عربية لاتينية، وقمة عربية أوروبية وقمة عربية إسلامية أمريكية)، والقمة العربية الصينية التي استضافتها السعودية نهاية العام الماضي.

وعلى امتداد تاريخها، شهدت جامعة الدول العربية عقد اجتماعات قمة في ظروف تاريخية فارقة. وتصدرت القضية الفلسطينية جدول أعمال القادة العرب منذ أول قمة عربية طارئة سنة 1946 في القاهرة تلتها القضايا المتعلقة باستقرار الوضع الأمني في المنطقة العربية. وشددت قمة القاهرة في مضامين قراراتها على وجوب تنقية الأجواء العربية من الخلافات، ودعم التضامن العربي وترسيخه.

وتعد قمة الدار البيضاء التي عقدت في شتنبر سنة 1965 من المحطات الفارقة في تاريخ هذه القمم ، حيث توجت أعمالها بالموافقة على ميثاق التضامن العربي والالتزام به ودعم قضية فلسطين في جميع المحافل الدولية وتأييد نزع السلاح ومنع انتشار الأسلحة النووية وحل الخلافات الدولية بالطرق السلمية.

أما قمة الرباط في 26 أكتوبر 1974، و التي شاركت فيها جميع الدول العربية ومن بينها الصومال التي حضرت لأول مرة في مؤتمر قمة عربي، فتبنت قرارات تاريخية من بينها على الخصوص التحرير الكامل لجميع الأراضي العربية المحتلة عقب عدوان يونيو 1967.

قمة الرياض الطارئة (أكتوبر 1976) عقدت بدعوة من السعودية والكويت لبحث أزمة لبنان، واتخذت القمة قرارات مهمة، تناولت الدعوة إلى ضرورة وقف الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1975 وتعزيز قوات الأمن العربية الحالية لتصبح قوات ردع داخل لبنان، وإعادة الحياة الطبيعية إلى البلاد.

ومن القمم الفارقة في التاريخ العربي الحديث، أيضا، هناك قمة بغداد 1978، والتي إلتئمت بسبب ما نتج من تباينات عربية حول ملف السلام مع إسرائيل عقب توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد سنة 1978.

أما قمة فاس الطارئة (شتنبر 1982)، فقد أرخت لتحول هام في ملف التعامل مع القضية الفلسطينية، وتم خلالها إقرار مشروع عربي للسلام مع إسرائيل ، من بين بنوده انسحابها من الأراضي المحتلة عام 1967، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

ومن أبرز القمم العربية أيضا قمة الدار البيضاء الطارئة (غشت 1985)، والتي أكدت الالتزام الكامل بميثاق التضامن العربي وقررت تشكيل لجنتين لتنقية الأجواء العربية.

أما قمة الدار البيضاء الطارئة (ماي 1989)، فتم فيها إعادة مصر إلى عضوية الجامعة العربية. وانعقدت قمة القاهرة الطارئة (أكتوبر 2000) إثر الأحداث التي عرفتها الأراضي الفلسطينية (الانتفاضة الثانية)، وتضمن بيانها الختامي قرارا بإنشاء صندوقي تمويل باسم “انتفاضة القدس” و”صندوق الأقصى”.

أما قمة مكة الطارئة ( مايو 2019) فقد أدانت في بيانها الختامي الأعمال التي تقوم بها المليشيات الحوثية الإرهابية، وما تقوم به إيران من سلوك ينافي مبادئ حسن الجوار، مما يهدد الأمن والاستقرار في الإقليم.

وتأتي القمة العربية العادية الـ33 في البحرين ( 16 ماي) في توقيت تاريخي دقيق وفارق من ع مر الأمة العربية، تشهد فيه العديد من التحديات والتهديدات والنزاعات الإقليمية، سواء على الصعيد السياسي أو الأمني أو الجيوسياسي، لعل أهمها الأوضاع في غزة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
متابع
المعلق(ة)
16 مايو 2024 18:04

مجهود ديبلوماسي كبير و راءد و تاريخي قام به جلااة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه من خلال الدعوة الى العديد من مؤتمرات القمة العربية من اجل رأب الصدع و تقريب وجهات النظر و التوصل الى حلول مرضية لجميع الاطراف لاشكالية الشرق الاوسط على وجه الخصوص

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x