2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

حين حل ممثل مصري يدعى محمد رمضان بالمعرض الدولي للكتاب، هرول وزير الثقافة محمد المهدي بنسعيد لاستقباله والاحتفاء به احتفال الأبطال، لكن لم يفعل الوزير نفس الشيء مع مارسيل خليفة القامة الفنية الكبيرة في الوطن العربي، الذي حل ضيفا على معرض الكتاب.
تطرح هذه الإنتقائية وتفضيل مغنيين همهم الوحيد إثارة الجدل وجمع ”اللايكات” على مواقع التواصل الإجتماعي، و”تجاهل” مارسيل خليفة، الذي يعد أحد رموز القضية الفلسطينية، أكثر من علامة استفهام حول ما إذا كان فعلا يسعى الوزير الهاوي إلى تشجيع الثقافة والفن الهادف، أم أن الغرض هو خلق نوع من البهرجة والبوز في حدث تصرف عليها سنويا الملايين من المال العام.
ما لا يعلمه أو لا يريد أن يعلمه السيد الوزير المؤتمن على الثقافة في المغرب، أن الفنان رمضان الذي احتفى به بالشكل الذي شهده العالم، وسط أروقة المعرض الدولي للكتاب في دورته لسنة 2024، وهرول لالتقاط الصور معه كان دوما محط انتقادات لاذعة بسبب أغانيه ”الهابطة”، بل بلغ الأمر إلى حد اللجوء إلى القضاء من أجل منعه من الغناء والتمثيل والتشطيب عليه من نقابة الفنانين في بلده مصر.
بينما في مقابل ذلك، ”دار الوزير عين ميكا”، على أحد أشهر الفنانين العرب ثقافة وفكرا بل وكرس جل حياته للقضية الفلسطينية التي تُعد أيضا القضية الأولى للمغرب والمغاربة، بأغانيه التي كان ولا يزال يرددها الصغير قبل الكبير كلما تعلق الأمر بفلسطين المحتلة وبشعبها.
لا مجال للمقارنة اسي بنسعيد مع وجود بون شاسع، بين مارسيل خليفة أدى أغاني خالدة أمثال ”منتصب القامة”، و”ريتا” و ”أنا يوسف يا أبي” ”يا نسيم الريح”…، وغيرها من الأغاني التي تعود في معظمها لشاعر كبير آخر إسمه محمود درويش، وبين محتوى بلا ذوق ولا معنى، وأحيانا يتم الترويج عبرها للميوعة والممنوعات.

أضف إلى ذلك أن بنسعيد تجاهل شخصا، بغض النظر عن قيمته الفنية هاته، كان قد عبر في أكثر من مناسبة، أنه مغرم بالمغرب الذي يزوره باستمرار، بل تمنى لو كان يوما ما مغربيا.
السؤال مشروع اليوم أن نتساءل لماذا ينهج بنسعيد هذا التوجه في مقاربة الشأن الثقافي والفني بالمغرب، الذي تكرر في عدة مناسبات وكأن هناك إرادة لدى الوزير للتطبيع مع نوع من الفن والثقافة لحاجة في نفس يعقوب يريد أن يقضيها.
نقطة أخيرة أن فضيحة بنسعيد تجاوزت حدود المغرب، حيث أتت سهام النقد من مفكرين وكتاب مغاربيون وعرب، فالكاتب التونسي كمال الرياحي، انتقد ظهور محمد رمضان بالمعرض، وذكر عبر منشور له عبر “فيسبوك” أن ”طقوس توقيع الكتب أصبحت أهم من القراءة نفسها، وهو ما يجعل الكثير من المشاهير التافهين يزوروا معرض الكتاب ويلتقط الكاتب صور معهم برفقة كتابه الذي يأخذه الفنان ويلقيه في سيارته ولا يقرأه”.
ربما لان الأذواق تختلف!!
او لان لغة مارسيل خليفة و كلمات أغانيه لا تتماشى مع ما تم تسطيره له…
او انه لا يحمل نزعة القومية و حس القضايا الكبرى!!
او ببساطة عوموا بحركم او اشربوا منه فاليوم علينا كمغاربة ان نتأقلم مع التفاهة!!