2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
مديرية الأمن تكرم القُدْوَات وبنسعيد يحتفي بالتفاهات

تزامن حدثا تنظيم المعرض الدولي للكتاب بالرباط من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وأيام الأبواب المفتوحة لمديرية الأمن الوطني بأكادير، يجعلنا في وضع مقارنة كنا في غنى عنها في وقت سابق، خاصة أن هاذين الحدثين استقطبا الكثير من المغاربة الذين تفاعلوا مع نوعية المعروضات وطرق التنظيم وغير ذلك من الرمزيات.
ويبدو من الوهلة الأولى أن الحدثين لقيا انتشارا كبيرا بين فئة واسعة من المغاربة وإشعاعا واسعا فاق حدود المملكة، إلا أن لكل واحد منهما رسائله التي سوقها وأوصلها للمجتمع المغربي أو للمجتمعات القريبة منا جغرافيا، ولعل العنوان الأبرز للحدثين هو أن أحدهما يكرم القدوات في حين يروج الثاني للتفاهات.
أغلب المغاربة وفئة واسعة من غير المغاربة تابعوا “الفضيحة” الجديدة التي تنضاف إلى الفضائح المتتالية لوزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، بعد استقباله واحتفائه “الكبير” بالممثل ومغني الراب المصري محمد رمضان، الذي يجر وراءه الشبهات وينشر التفاهات، داخل أروقة المعرض الدولي للكتاب، حين تحول الوزير إلى “كيد” لمغني عرف بأغانيه ”الهابطة”، بل بلغ الأمر إلى حد اللجوء إلى القضاء من أجل منعه من الغناء والتمثيل والتشطيب عليه من نقابة الفنانين في بلده مصر.
الخطير فيما يقدم عليه الوزير بنسعيد في كل مرة، هو الهرولة وراء التسويق فارغ المعنى والإشعاع السلبي أو ما يعرف بـ”البوز” للأنشطة التي تنظم تحت إشراف وزارته، ويحب أن يتصدر عناوين الصحف وصفحات المواقع الرقمية الوطنية والدولية دون أن يضع خطة تواصلية تركز على الرسائل الإيجابية التي يجب أن تصل إلى المتلقي وتستقر في مخيلته في ظل التدفق الكبير للمعلومات، وهو ما أوصله إلى الوضع الراهن، انتقادات كثيرة ومطالب بإقالته من الحكومة وأصبح وزيرا مشهورا مشهودا له بالرداءة والتفاهة.
عكس ذلك تماما، سوقت الإدارة العامة للأمن الوطني من خلال أبوابها المفتوحة المنظمة بأكادير، صورا مشرفة ورسائل عميقة تبرز هوية الشعب المغربي وتاريخه العميق من خلال عدد من الخطوات البسيطة التي كان لها صدا إيجابيا لدى الزائرين للأيام المفتوحة أو للمغاربة الذين تابعوا ذلك عبر وسائل الإعلام.
في خطوة تحمل دلالات هامة لشباب وأطفال الشعب المغربي، استقبلت الإدارة العامة للأمن الوطني مختلف طلاب وطالبات المدارس القرآنية بسوس العالمة داخل أروقة الأبواب المفتوحة، وكرمت الشباب والشابات اللواتي يتابعن حفظ القرآن وتعاليم الدين بالمدارس التي تركز على الإسلام السمح والوسطي كما عرفت بذلك بلادنا منذ قرون خلت.
من جهة أخرى، احترمت الإدارة العامة للأمن الوطني خصوصية المنطقة السوسية، حيث ركزت على الحروف والرموز الأمازيغية في الهوية البصرية للأيام المفتوحة والتواصل مع المواطنين بـ”السوسية” واستقبالهم بعبارة “برّْكَات” التي تعني مرحبا بكم، ما خلف صدا طيبا لدى المواطنين.
وإن كانت الإدارة العامة للأمن الوطني قد نجحت في الدورات الأربع الأولى للأبواب المفتوحة في تسويق مضمون “الشرطة في خدمة المواطن”، فإنها نجحت في الدورة الخامسة في تسويق مضمون “الشرطة تحمي الأمن الروحي للمغاربة” وكرمت القدوات في مجال حفظ القرآن الكريم والتدين بالإسلام السمح والمعتدل.
الغريب في كل ما سبق، هو أن الوزارة المكلفة بالإتصال هي التي فشلت في التواصل، وأصبح الوزير “للي كنتسناو براكتو” يخرب مجال الثقافة المغربية والهوية الإصيلة للمغاربة، وما نماذج حفلات “طوطو” والإحتفاء بمحمد رمضان إلا غيض من فيض من الفضائح المتتالية للوزير الهاوي محمد مهدي بنسعيد.