لماذا وإلى أين ؟

بوخبزة يبرز آثار اعتراف دول أوروبية بفلسطين على مسار القضية

اعترفت كل من النرويج وإيرلندا وإسبانيا، اليوم الأربعاء 22 ماي 2024، بدولة فلسطين كدولة مستقلة، في خطوة تأتي في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، عقب هجوم “طوفان الأقصى” غير المسبوق الذي شنته حركة حماس، في 7 من أكتوبر 2023، عبر ذراعها العسكري “كتائب القسام”.

وأوضحت الدول بأن الخطوة تأتي في إطار مساعيها للدفع بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني إلى التسوية من خلال حل الدولتين، وهو ما ردت عليه إسرائيل باستدعاء سفيريها من النرويج وإيرلندا، في حين هددت باتخاذ خطوات في حق إسبانيا في حال نفذت وعدها بأن يكون يوم 28 من هذا الشهر موعدا لإعلان اعترافها الرسمي بدولة فلسطين.

وتثير اعترافات هذه الدول التساؤل عن أثرها على مسار القضية الفلسطينية، خاصة بعد الجمود الذي عرفه تنزيل الاتفاقات الموقعة بين أطراف النزاع منذ مؤتمر مدريد 30  أكتوبر سنة 1991  واتفاقية أوسلو في 13 شتنبر سنة 1993، وما إن كانت هذه الاعترافات ستسحب معها اعترافات جديدة.

في هذا السياق، يرى الخبير في العلاقات الدولية وأستاذ العلوم السياسية والعميد السابق لكلية الحقوق بتطوان، محمد العمراني بوخبزة، بأن “إسبانيا والنرويج لهما رمزية كبيرة، على اعتبار أن الدولتين احتضنتا مفاوضات بشأن حل القضية الفلسطينية، من خلال اتفاقات أوسلو واتفاقات مدريد، ومن هذا المنطلق يمكن أن يكون لهذه الخطوة رمزيتها وتأثيرها”.

أستاذ العلوم السياسية والعميد السابق لكلية الحقوق بتطوان: محمد العمراني بوخبزة

وأوضح بوخبزة في حديثه لـ”آشكاين”، أن “حل الدولتين ارتبط بمفاوضات مدريد ومفاوضات أوسلو، ما يعني أن النرويج وإسبانيا لهما التزام أخلاقي تجاه القضية نظرا لأن الدولتين معا احتضنتا هذه المفاوضات”.

واعتبر المتحدث أن “هذا الاعتراف من هذه الدول بمثابة اختراق كبير جدا للقضية الفلسطينية، على اعتبار أن التأخر الذي حصل لتنزيل مختلف التوافقات في مفاوضات أوسلو ومدريد كان له أثر كبير على مستقبل حل القضية الفلسطينية، بحيث إنها دخلت حالة الموت السريري بحكم السياسات التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة في إسرائيل”.

وأكد أن “هذا اختراق مهم جدا سيفتح المجال أمام العديد من الدول لكي تحذو حذو إسبانيا والنرويج، رغم أن دور إيرلندا مهيم أيضا في تبني هاته الخطوة، إلا أن إسبانيا والنرويج تبقى أكثر أهمية ورمزية”.

ولفت الانتباه إلى أن “هذا الاعتراف جاء في سياقات مهمة جدا، إذ بالعودة إلى عدد الدول التي صوتت لصالح قرار انضمام فلسطين للأمم المتحدة، فهذا يعني أن هناك مؤشرات إيجابية قد تدفع بعض هذه الدول التي صوتت إيجابا على هذا القرار كي تتخذ هذه الخطوة كما اتخذتها إسبانيا والنرويج”.

وخلص إلى أنه “من المكاسب التي تتحقق الآن على أرض الواقع لصالح القضية الفلسطينية، هو هذا الاعتراف، وكما يقال فإن أول الغيث قطرة، فاليوم 3 دول، وقد تأتي سلسلة جديدة من الدول التي تعترف في حق فلسطين لكي تكون دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x