2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

لازالت خيوط الجريمة البشعة التي عرفتها مدينة طنجة تنكشف تباعا أمام مصالح الضابطة القضائية للدرك الملكي، منذ يوم العثور على جثة محترقة داخل حقيبة سفر بأرض خلاء بمنطقة اكزناية ضواحي المدينة، عشية يوم الثلاثاء 21 ماي الجاري، والتي شغلت الرأي العام المحلي والوطني منذ ذلك الحين.
الجريمة حسب مصادر محلية، أودت بحياة شابة تنحدر من مدينة مكناس، وكانت تعمل في صالون حلاقة عند قدومها إلى مدينة طنجة، قبل أن تصبح مسيرة مقهى للشيشة بالمدينة ذاتها.
انطلاق التحقيقات
منذ الوهلة الأولى عرفت عناصر الدرك الملكي، تحت إشراف قائد سرية طنجة، أنها ليست أمام جريمة عادية، وأن الساعات الأولى حاسمة في الوصول إلى تفاصيلها. حيث باشرت حسب مصادر موثوقة، تفريغ تسجيلات كاميرات المراقبة بمحيط مكان العثور على الجثة على الفور.
وأفادت المصادر، أن التسجيلات كشفت أن الجثة تم نقلها من مكان آخر، وإضرام النار بها بمنطقة اكزناية، وذلك على متن سيارة من نوع “ميني ليفان”. لتعكف عناصر الدرك على تنقيط أرقام تسجيل كل السيارات من هذا النوع التي كانت بمحيط مكان العثور على الجثة، وعددها سبع سيارات، واحدة منها فقط كانت مسجلة باسم أم الضحية الشابة المنحدرة من مدينة مكناس.
العثور على السيارة
وأوضحت مصادرنا، أن عناصر الدرك وفور استماعها لأم الضحية بعد استدعائها، وأخذ المعلومات التي تهم التحقيق من أقوالها، باشرت بحثها عن السيارة الضائعة، التي من الواضح أنها كانت تعود إلى الضحية.
وقالت المصادر ذاتها، حسب ما نقلته “آشكاين” في مقال سابق، أن مصالح الدرك الملكي اهتدت عشية أول أمس الجمعة 24 ماي الجاري، إلى مكان السيارة مركونة بمنطقة “حومة دراوة” بطنجة، ليتم قطرها إلى مركز الدرك بطنجة قصد إجراء الخبرات اللازمة عليها.
وأكدت المصادر، أن الخبرة العلمية والتقنية التي أجريت على السيارة، مكنت من العثور على بقع دم يرجح أنها تعود للضحية، مما يؤكد فرضية نقل جثتها عبر سيارتها إلى منطقة اكزناية للتخلص منها.
اعتقالات ومشتبه فيهم
تحريات وفطنة عناصر الدرك الملكي، قادتها يوم الجمعة لتوقيف شاب يقطن على مستوى ذات الحي حيث تم العثور على سيارة الضحية، يشتبه في تورطه بشكل ما في الجريمة، لتقود عملية التحقيق معه إلى توقيف شاب آخر يعمل مغنيا في مقاهي الشيشة والحانات.
المصادر تشير إلى أن التحقيق مع المغني الشاب جاء بعد خبرات على هاتفه وهاتف الضحية، أثبتت أن علاقة غرامية كانت تربطهما، مما جعله مشتبها فيه على ذمة الملف، لكن التحقيق معه كشف خيطا آخر للمحققين لم يتسنى لنا معرفة تفاصيله.
لكن المعلوم لدى مصادرنا، أن المعطيات الجديدة التي وصل إليها المحققون قادتهم إلى مداهمة شقة مفروشة على مستوى منطقة النجمة، والتي يرجح أن مالكها “ح. ا.”، هو المشتبه فيه رقم واحد في القضية، والذي لازال في حالة فرار إلى حدود كتابة هاته الأسطر.
تفاصيل الجريمة
أوضحت المصادر، أن عناصر الدرك عادت من جديد يوم أمس السبت 25 ماي الجاري إلى الشقة المذكورة، وقامت رفقة عناصر الشرطة العلمية والتقنية بإجراء خبرة دقيقة على جميع أركان الشقة، مكنت من العثور على بقايا دم يرجح أنها تعود للضحية.
وأضافت المصادر، أن تركيب الأحداث والوقائع يقود إلى سيناريو قتل الضحية بالشقة المذكورة، وتقطيع أطرافها هناك بشكل بشع، ثم وضعها في حقيبة سفر حتى يسهل نقلها، ومنه نقلها عبر سيارتها إلى أرض خلاء بمنطقة اكزناية وإضرام النار بها من أجل التخلص منها.
وما يرجح الفرضية بشكل أكبر، هو قيام مصالح الدرك خلال اليوم ذاته، بتوقيف حارس العمارة حيث توجد الشقة من أجل التحقيق معه حول شبهة التستر على جريمة، خاصة بعد اختفاء تسجيلات كاميرات المراقبة الخاصة بالعمارة، كما كشفت المصادر.