2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أثارت الاستثمارات الضخمة للصين بالمملكة المغربية ذعر الرئيس الجزائري الذي سارع إلى بعث وزير خارجيته أحمد عطاف إلى بكين.
وقال موقع “مغرب أنتلجنس“، إنه قد “تم تكليف وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف بمهمة حساسة من قبل رئيسه عبد المجيد تبون، تتمثل في السفر بشكل عاجل إلى بكين في الصين للقاء وزير الخارجية الصيني، السيد وانغ يي، من أجل إعادة إطلاق المحادثات. الشراكة الثنائية بين البلدين”.
وأوضح الموقع أنه على الظاهر الرسمي، فقد “تركزت مباحثات أحمد عطاف مع نظيره الصيني على علاقات التعاون والشراكة التي تربط البلدين الصديقين، لا سيما تقييم التقدم المحرز في تنفيذ نتائج زيارة الدولة التي قام بها الرئيس، حيث جاء في بيان صحفي لوزارة الخارجية الجزائرية أن عبد المجيد تبون زار الصين منتصف العام الماضي. ولم يغفل المصدر نفسه أن يعلن أن الوزير أحمد عطاف “استعرض مع نظيره الصيني مختلف القضايا التي تهم البلدين في الوقت الراهن، لا سيما العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة”، مؤكدا مجددا “ضرورة تعزيز التنسيق بين البلدين”.
ونبه المصدر ذاته إلى أنه “لا علاقة للهدف الحقيقي وغير المعلن لزيارة أحمد عطاف إلى بكين على الإطلاق بفلسطين، أو حتى بأي تقييم للاتفاقيات التي أبرمت بين البلدين خلال زيارة تبون للصين في يوليو 2023”.
وشدد على أن “الرئيس الجزائري قد أرسل رئيس دبلوماسيته كرئيس لمكتبه، ممثل شخصي للقاء السلطات الصينية بهدف إيجاد حلول لعدم تحقيق العديد من الاستثمارات الصينية التي كان من المقرر أن تتم خلال فترة ولايته الرئاسية الأولى”.
وأكد الموقع نقلا عن مصادر لم يسمها أن “الرئيس الجزائري أصيب بالذعر بعد الإعلان عن العديد من الاستثمارات الصينية الضخمة في المغرب، الجار الغربي الذي يتعرض للشيطنة من قبل النظام الجزائري والذي يعتبره “العدو الأول”، حيث تُرجم تأسيس العديد من المستثمرين الصينيين المهمين في المغرب على أنه اهتمام متجدد غير مسبوق بالمغرب المجاور، بينما تعاني الجزائر منذ بداية ولاية عبد المجيد تبون من عدم الاهتمام المتزايد والسخط من حصة الشركات الصينية”.
وأضاف المصدر أن “الصين، الصديق التاريخي والتقليدي للجزائر، تتجه أكثر فأكثر نحو المغرب، ويكشف الوصول الهائل للاستثمارات الصينية عن نقطة تحول جديدة في الدبلوماسية الاقتصادية الصينية في المغرب العربي”.
وأشار إلى أن “هذا التشكيل يثير استياء النظام الجزائري إلى حد كبير ويهدد بتفاقم عزلته في المنطقة لصالح المغرب الذي يبدو منتصرا أكثر فأكثر منذ نجاحه في إغواء القوى الكبرى في العالم”، مشيرا إلى أنه “لمنع هذا السيناريو الحاسم بالنسبة للنظام الجزائري، أرسل عبد المجيد تبون أحمد عطاف إلى بكين، وكلفه بتقديم العديد من المقترحات الجذابة للشركاء الصينيين، حيث تم الوعد بالعديد من العقود العامة للشركات الصينية في الجزائر، وسيتم إزالة جميع العقبات البيروقراطية أو السياسية.
كما وعد الرئيس الجزائري السلطات الصينية، حسب المصدر المذكور “بجعل الشركات الصينية الشريك المفضل في العديد من المشاريع الكبرى التي يعتزم إطلاقها منذ بداية ولايته الرئاسية”، معتبرا أن هذه “استراتيجية إغراء جديدة لمحاولة صرف انتباه الصينيين عن هذا المغرب المكروه ومنعه من أن يصبح مفترق طرق أساسي حقيقي للاستثمارات الصينية في المغرب العربي”.
وذكر المنبر ذاته أنه “منذ سنة 2022، قفزت التجارة بين المغرب والصين بأكثر من 50 بالمئة، ليبلغ حجمها 7,6 مليار دولار، وعلى صعيد الاستثمارات، أطلق العملاق الآسيوي عدة مبادرات في مجالات استراتيجية على الأراضي المغربية، من بينها ظهور المدينة الصناعية محمد السادس طنجة التقنية، التي تطمح إلى جعل طنجة مركزا اقتصاديا مهما.
كما ذكر بوجود “مجموعة كبيرة من أكثر من 80 مشروعا تستفيد من التمويل الصيني في مرحلة التنفيذ بالمغرب، علاوة على ذلك، يبلغ إجمالي الاستثمارات الصينية المعلن عنها سنة 2023 في صناعة السيارات بالمغرب حوالي 9.5 مليار دولار، وهو رقم قياسي”.