2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

في خطوة شدت أنظار المراقبين لمناورات الأسد الإفريقي 2024، كشف الجيش المغربي عن امتلاكه لوحدات خاصة للقتال في الأنفاق تحت الأرض.
ونشر الحساب الرسمي للقوات المسلحة الملكية المغربية، مشاهد لتدريبات على حرب الأنفاق، مبرزا جانبا من تدخل هذه القوات الخاصة وبعض الآليات التي تستعملها في هذا النوع من الحروب، ولعل أبرزها الروبوت التكتيكي الصغير الأرضي “MTGR”، الإسرائيلي الصنع، المتخصص في اكتشاف الأنفاق، وهو روبوت تكتيكي فريد وخفيف الوزن لجميع التضاريس مع قدرة عالية على المناورة في الداخل والخارج، وتم تصميم MTGR خصيصًا لدعم الوحدات العسكرية ووحدات إنفاذ القانون والسلامة العامة في المواقف القتالية المختلفة حول العالم.
ويفتح اهتمام المغرب بهذا النوع من الحروب التساؤل عن دلالات ذلك، خاصة في ظل انتشار فيديوهات سابقة منسوبة لجبهة البوليساريو تدعي فيها بناء أنفاق تحت أرضية لمهاجمة المغرب.
وفي هذا السياق، أوضح الخبير العسكري المغربي، عبد الرحمان مكاوي، أن “تدرب الجيش الملكي المغربي، وخاصة القوات الخاصة وقوات المظليين على مواجهة حرب الانفاق في المنطقة، سواء تلك المستعملة من طرف ميليشيا البوليساريو الانفصالية أو الجماعات الإرهابية التي تهدد المغرب ولازالت مخاطرها قائمة في المنطقة، مرده تدرب جماعة البوليساريو وبعض جماعات الإرهاب في جنوب الجزائر على استعمال الأنفاق، لتخزين الذخيرة والمؤونة الغذائية في المرحلة الأولى، وفي مرحلة ثانية لاستعمالها للهجوم، سواء من خلال استعمال مقذوفات صاروخية، كمقذوفات “أورك دو ستالين” رقم 7 و 6، وغيرها”.
وأضاف مكاوي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “هذه الأنفاق التي نقلتها حماس عن حزب الله، كانت لها أدوار مهمة في الحرب الجارية بين الإسرائيليين في عدوانهم على قطاع غزة”.
ولفت الانتباه إلى أن ” البوليساريو قد قامت بعدة محاولات لبناء هذه الأنفاق، إلا أن الخبراء الجيولوجيين، خاصة الفرنسيين، الذين يعرفون المنطقة، ويقيمون قواعد في ركان وحماكير وكلوم بشار، يعتقدون أن عناصر البوليساريو لن ينجحوا في إقامة هذه الانفاق لأسباب طبيعية جيولوجية لا تسمح بحفر نفق تحت الأرض كما نرى في غزة وجنوب لبنان وبعض المناطق الأخرى”.

وشدد على أن “هذا لا يمنع من اهتمام الجيش المغربي بالتدرب على الوسائل المضادة لهذه الانفاق، سواء كانت للتدريب أو لتخزين الذخيرة أو لاستعمالات عسكرية، وأن يستعد بيقظة كبيرة على الوسائل المضادة لشل هذه الوسائل اللوجيستيكية للعدو”، مؤكدا على أن “هذه التدريبات مكثفة وتعتمد على وسائل إلكترونية مهمة من خلال التجسس عبر الأقمار الاصطناعية وطائرات الدرون المتخصصة في الملاحظة والرصد والمراقبة”.
وأردف مكاوي أن “هذه العوامل السالفة الذكر دفعت الجيش الملكي المغربي لمتابعة الأمر بكثير من الحذر، غير أن العسكريين الفرنسيين يعتبرون أن بناء هذه الانفاق في منطقة صحراوية لا يمكن نجاحها، بسبب تجاربهم عند تفجير 17 قنبلة نووية في المنطقة، وهو يعلمون أن البنية الجيولوجية لا تسمح ببناء أنفاق طويلة وقابليتها للاستعمال العسكري واللجوستيكي في هذا الميدان”.
وذكر الخبير العسكري “بالدور الأساسي الذي تلعبه فرقة الهندسة العسكرية المغربية التي تقوم بتتبع هذه المحاولات على طول الحدود المغربية الجزائرية، من رأس عجرود بالسعيدية إلى غاية الكويرة، إذ أن فرقة الهندسة العسكرية، بما لها من كفاءات هندسية مهمة ومختلفة، أعدت كثيرا من السيناريوهات لمجابهة هذه التحدي الذي قد تغامر فيه جماعة البوليساريو في المنطقة”.
وأضاف أن “فرانسا عند قيامها بتفجير 17 قنبلة نووية في منطقة ركان وحماكير القريبة من مخيمات تندوف، فإنها قامت بدفن وإقبار النفايات النويية والجرثومية والكيماوية في كل من تندوف وكلومبشار وحماكير”.
وخلص إلى أن “هذه النفايات المدفونة في عمق 20 إلى 40 مترا تحت الأرض، قد تكون سببا في عدم نجاح البوليساريو في حفر الانفاق، بل خطر تلوث وسرطنة كل المرتزقة الذين يحاولون النبش في هذه الأراضي الملوثة أصلا بالنفايات النووية والجرثومية والكيماوية، وهذا بدليل وحجج علمية دامغة تم الكشف عنها مؤخرا”.