2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

استقبل وزير الشؤون الخارجية المغربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، الخميس 6 يونيو الجاري بالرباط، المبعوث الخاص لرئيس مجلس الشيوخ الفرنسي للعلاقات الدولية ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الفرنسية-المغربية، كريستيان كامبون.
وتأتي هذه الزيارة ضمن سلسلة زيارات يقوم بها مسؤولون فرنسيون إلى المغرب، منذ طي صفحة الأزمة الدبلوماسية التي ألمت بالعلاقات الثنائية للبلدين، وهو ما يثير التساؤل عن طبيعة الملفات التي يمكن أن تكون مطروحة في هذا اللقاء الذي جمع بوريطة مع “كامبون”.
وفي هذا السياق أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن “العلاقات المغربية الفرنسية عموما، توجد في مرحلة فيها إمكانية الرجوع إلى العلاقات الطبيعية التي كانت موجودة من ذي قبل”.

ويرى الشيات، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “أي مبادرة تأتي على المستوى الوزاري، كما حدث على مستوى وزارة الخارجية ورئيس الوزراء الفرنسي، أو بعض الوزراء الفرنسيين، او رئيس مجلس المستشارين الفرنسي، كلها تدخل في هذا النسق الذي من خلال يمكن تحديد شروط وعوامل وضوابط استعادة العلاقات المغربية الفرنسية بوهجها وبمستواها الطبيعي للمسار الذي رمله سابقا، قبل الأزمة التي حدثت بعد التوجه الفرنسي للجزائر على حساب المصالح المغربية”.
وأبرز المتحدث أن “هناك لوبي جزائري قوي في فرنسا يحاول دائما أن يعيد الأمور إلى مستواها الطبيعي بين فرنسا والجزائر، وهناك تحديات كثيرة بين فرنسا والجزائر، أغلبها على الصعيد الثقافي، والمغرب في هذه المرحلة التي تعرف نوعا من النكوص في استعادة الوهج بين فرنسا والجزائر، يستطيع أن يعيد السكة إلى مسارها وأن يتعامل مع فرنسا، كون الأخيرة تجمعه معها علاقات استراتيجية مستمرة ومؤثرة”.
واعتبر الخبير ذاته، أن “هذه الزيارة تدخل ضمن هذا النسق المذكور، أي أنه نوع من التكثيف الذي تعرفه العلاقات المغربية الفرنسية، من الجانب الفرنسي بالخصوص، لتثمين واستعادة وهج العلاقات الثنائية بين البلدية”.
وتابع أن “هذه الاستراتيجية لا مشكل فيها، سوى ما يمكن أن يحدده المغرب من محددات لعودة هذه العلاقات إلى مستواها الطبيعي، حيث أن الارتهان مع الجزائر ومحاولة إيجاد نسق جديد في هذا المنطقة المغاربية، من الجانب الفرنسي، الذي كان يَحْذَر من المغرب، والذي أصبح في مرحلة لاحقة محط انتقادات كثيرة على مستوى الرؤى الاستراتيجية الفرنسية”.
ولفت الانتباه إلى أن هذه الانتقادات مردها “وجود نوع من التسرع في الذهاب نحو الجزائر، ومحاولة الوازن بين العلاقات المغربية الجزائرية الفرنسية، وهو ما لم تحقق منه فرنسا الكثير من المزايا سوى بعض المزايا الآنية، كما هو الحال لمسألة الغاز والبترول وغيرها”.
وخلص إلى أن “العلاقات المغربية الفرنسية ستبقى في مستوى استراتيجي مهم بالنسبة لفرنسا، واستعادة الثقة على مستوى مسارات العلاقات بين الجانبين، لا بد أن تتم من خلال تكثيف الزيارات التي يقوم بها مجموعة من المسؤولين الفرنسيين، ومنهم رئيس مجلس المستشارين الفرنسي، الذي يأتي في إطار هذه الكثافة التي تؤدي في نهاية المطاف إلى وضع خارطة طريق طويلة الأمد لتعزيز العلاقات المغربية الفرنسية “.