2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

نشر المعهد الحكومي البرازيلي للجغرافيا والإحصائيات “IBGE”، الخريطة الرسمية التي تُعرف بها البرازيل دول العالم، بما فيهم المغرب، والتي ظهرت خريطته كاملة غير مبتورة عن صحرائه، وهي الخريطة التي ستعتمدها باقي مؤسسات البرازيل الرسمية.
ويثير هذا الأمر تساؤلات عن دلالاته، وتقاطعه مع الموقع الذي عبر عنه وزير الخارجية البرازيلي، ماورو فييرا، في لقائه مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة اليوم الجمعة بالرباط، من خلال بيان مشترك للجانبين عبرت فيه البرازيل عن “إشادتها بجهود المغرب الجادة وذات المصداقية للمضي قدما نحو تسوية الخلاف حول الصحراء المغربية، في إطار مبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها المغرب سنة 2007”.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير في العلاقات الدولية ومدير “مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية”: عبد الفتاح الفاتحي، أن “البيان المشترك اليوم بين البرازيل والمغرب أكد على أهمية الحكم الذاتي، والتوقيع على عدة اتفاقيات، لكن بغض النظر عن هذه الخريطة التي نشرها المعهد المذكور، فإن المغرب كسب رهانا في علاقات اقتصادية ومتميزة مع البرازيل، باعتبارها فاعل اقتصادي مهم في العالم يفيد المملكة”.

ويرى الفاتحي، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “البرازيل الآن، رغم سلسة من التحولات السياسية التي عرفتها، يمكن للمملكة المغربية القول إنها قد كسبت صديقا وفيا موثوقا فيه هو البرازيل، بالنظر إلى تجريب مواقف عدد من الحكومات البرازيلية على رغم مسار تداول السلطة في البرازيل”.
وشدد على أن “علاقات سياسية مهمة أصبحت مستدامة بين البرازيل والمملكة المغربية، وهو ما يعزز كذلك موقف البرازيل في دعم ملف الوحدة الترابية، انطلاقا من قناعتها بمبادرة الحكم الذاتي، وهذا نتاج تراكمات اقتصادية كبيرة جدا”.
وخلص إلى أن ” المملكة المغربية لا تعول على البرازيل باعتبار موقفها السياسي تجاه الوحدة الترابية، ولكن أيضا لقوتها الاقتصادية وطبيعة الشراكات التي يمكن أن تنعقد بين الجانبين، في سياق أن المملكة تدعم توجه “جنوب- جنوب” وتشرف عليه بشكل كبير، بل تنشئ مشاريع وتضع استراتيجيات لخدمة هذا الترابط القاري”.