2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
السكري الذي سيقتل إفريقيا

د. خالد فتحي
الجلسة العلمية التي حضرتها بالقاهرة ضمن فعاليات المؤتمر الافريقي الثالث للصحة حول سكري الحمل بافريقيا مفيدة جدا ،بل هي جلسة استراتيجية لنا نحن الافارقة .الأرقام المقدمة مرعبة ،وأرعب منها المنحى التفاقمي الذي تتخذه ،و المستقبل المظلم الذي تنذر به . والذي سيجعل السكري قادرا لوحده على أن يطوح بكل آمال التنمية الافريقية .
في مجال الصحة ،وإسوة بالمجالات الأخرى، تحتل افريقيا دائما المقدمة فيما يخص ترتيب الأمراض و انتشار المشاكل الصحية،و “تحرص” في نفس الآن على المؤخرة فيما يخص نجاعة البرامج و كفاءة المنظومات الصحية لمواجهتها، حتى أنه أحيانا تتحول الجلسات العلمية التي نعقدها إلى جلسات تعذيب و جلد قاس للذات الافريقية ،وتكهن بالأسوأ الذي سيلي السيء . هكذا هي المصائب دائما بإفريقيا، لا تأتي أبدا فرادى .
صحيح أن افريقيا ،بتعددها الإثني ،وتنوع جغرافيتها، وتفاوت منسوب التنمية بين بلدانها ،تتمايز صحيا في الكثير ،وواضح ان عددا كبيرا من دولها حقق إنجازات خارقة في مجال الصحة .لكن الصحيح أيضا أنها تتحد في كونها مهزومة من أدناها إلى أقصاها من طرف مرض يعيث فيها اعاقات ووفيات اسمه السكري.
يوجد بقارتنا أكثر من 25 مليون مصابا. وسيصيرون قريبا جدا اكثر من 55 مواطنا إفريقيا .دول جنوب الصحراء لوحدها سترفع حصتها على سبيل المثال بنسبة ب98% في سنة 2030 فقط .
الدول الافريقية تبدو عاجزة او كالمستسلمة امام مد السكري إما بسبب الإملاق المالي الشديد ،أو بسبب غياب رؤية صحية حكيمة بعيدة النظر . الوضع أخذ ينذر بكارثة في بعض المناطق . ترى هل هناك وضع افدح من أن تتجاوز النفقات المفترضة المطلوبة لمكافحة السكري الميزانيات العامة لبعض الدول .
رزئت افريقيا بالسكري لأنها لم تدر كيف تدبر تحولاتها ، سواء،تعلق الأمر بالتحول العمراني أو الاجتماعي أو الغذائي أو الأسرى . لم تتمكن افريقيا وهي تتحول ،من ان تستفيد من النموذج الغربي و تحافظ في نفس الان على ميزات مجتمعاتها التقليدية التراحمية التي كانت تحمي من عدد من أمراض العصر .ولذلك حين شرعت تتخلص من الأمراض المعدية رويدا رويدا ،بدأت تسقط في بئر الامراض غير السارية السحيق حيث يعربد كل من السكري وارتفاع ضغط الدم . خطورة هذه الأمراض ستفتك بافريقيا أكثر مما تفعله بالعالم المتقدم لأن هذا الاخير يتميز عن قارتنا بامتلاكه الوعي والوسائل والمقدرات العلمية والمادية .
أثبت لنا المؤتمر من خلال الأرقام والمداخلات،أن المريض والحامل الافريقية تعاني أكثر من صنوتها الأوربية فيةحالة السكري . لاوجه للمقارنة بينهما : البنيات الصحية غير مؤهلة وبعيدة ، الخدمات متردية او منعدمة ، والعاملون الصحيون غير مدربين على التكفل بالحوادث الحادة للسكري ، بعض الدول لاتوفر الأدوية الضرورية ، فيها يكلف علاج مريض واحد 50% من ميزانية الأسرة. هكذا صارت مجتمعات بأكملها بسبب ضيق ذات اليد ،وعجز الدولة أو انكارها للمعضلة الصحية ، موبوءة بالسكري ،كتانزانيا، الكاميرون،والكونغو الديمقراطية.غينيا وجنوب افريقيا …الخ . .أغلب المرضى والحوامل في افريقيا يجهلون اصابتهم ،و هذا الجهل يصل احيانا نسبة 100%! .دول المغرب العربي القريبة من أوروبا ليست بدورها احسن حالا من شقيقاتها الإفريقيات .هي أيضا تتخبط وتغوص في وحل السكري .
مصيبة السكري بافريقيا أنه يصيب ضحاياه في سن مبكرة .صار يفضل أكثر الشباب والنساء عماد افريقيا وذخرها.زد على ذلك أن استشراءه في أوساط الحوامل عاد يهدد صحة الأجيال التي تولد بقارتنا . فاطفال السكريات هم سكريون مستقبلا في أغلب الأحوال.
كان ضروريا امام صدمة هذه الارقام والسيناريوهات ،ان نتساءل جميعا خلال المؤتمر لماذا وصلت افريقيا لهذا الحد المخيف ؟ الجواب جاء بسيطا، كونها تركت السمنة تغزو مواطنيها غلى غفلة منهم ،اهملتهم، وتركتهم دون تربية صحية ولاغذائية كانا ضروريين لمواكبة تحولات القارة بعد موجة الاستقلالات.فالسمنة والسكري هما فرسا رهان. بل إن السمنة هي الداء ،والسكري هو العارض .
إن وباء السكري لوحده ليثبت لنا أننا قارة لا تخطط، ،و لا تعبأ بالمستقبل ،و لا رؤية شمولية ومندمجة لها . تعيش الحياة كما تتفق لها .السكري في افريقيا ليس مرضا كباقيةالامراض ،هو الشجرة التي تخفي الغابة، بل هو يفضح اشياء كثيرة،و منها هذه المدن الإسمنتية التي نبتت كالفطر وغالبت الطبيعة بافريقيا فغلبتها ،يعري العشوائية العمرانية التي جعلت من المدن الافريقية مدنا معادية للصحة صديقة للسكري و للأمراض التي على شاكلته…، لامتنزهات، ولا ملاعب للقرب ، و لامراقبة لما يأكل الناس ،وبالتالي يحيلنا هذا الانتشار المأساوي للسكري فيما يحيلنا عليه على الفساد الذي ينخر افريقيا وآثاره الخطيرة التي صارت تهدد صحة الناس.
في السياق الافريقي ،تكون الوقاية من السكري الحل الوحيد المتبقي والممكن لنا. وهذا ماشرحته في مداخلتي. إذ ينبغي في الحشد للحرب ضده أن يتوفر لنا اولا الإعلام المواطن و المدرسة المواطنة لزرع السلوكيات القويمة للصحة عند المواطنين الافارقة. . كما يجب أن نجود أكثر في بعض المجتمعات الافريقية وضع المراة،ونخرجها من محبسيها ،البيت والحي ،لكي ترى الشمس ،وتمارس المشي يوميا ،حتى تبقى سليمة معافاة ،فتتساهم في التنمية وتنجب لها و لنا اطفالا اقوياء اسوياء لم ينخرهم السكري في بطون أمهاتهم. حين تصاب حامل بالسكري ،فهي وابنها مهددان بالسكري الدائم في مستقبل حياتهما. لذا علينا أن نبدأ بالتربية الغذائية للبنت منذ الطفولة ،وعند الزواج وقبل الحمل الأول، وأن نمرر الخطاب حول السكري حين نناقش مع المرأة المتزوجة وسائل منع الحمل أو حين نمنحها شهادة طبية للزواج.علينا أن نسرع أيضا بتخريج أطباء العائلة في كل افريقيا ،ونلزم بذلك كل المنظومات الصحية .وهذا هو الأمل الذي قرر المغرب ان يتمسك به ويشرع فيه قريبا جدا .تلك كانت مداخلتي أو مرافعتي.
في افريقيا تشرئب أعناق الدول الفقيرة نحو الدول الإفريقية المتوسطة كي تساعدها ،لكن هذه الأخيرة ليست بأحسن حالا منها ، ولا تستطيع لها الشيء الكثير . ولذلك أخوف ما اخافه هو أننا سنظل نتفرج على السكري، وهو يجهض أحلامنا جميعا، ويقتل أمام أعيننا افريقيا أمنا التي نحب ،وخصوصا إذا تعطلنا أكثر في ارساءبرامج مكافحة السكري وسكري الحمل التي ينبغي نشرها في جميع الدول الافريقية .وهذا يتطلب قرارات جريئة من لدن صناع القرار الصحي الأفارقة،بل هو ما يستدعي توفر إرادة سياسية قارية تجعل من مكافحة السكري اولوية سياسية واستراتيجية ملزمة قبل محاربة السيدا والملاريا….الخ .
لطالما تعجبت كيف أن قادة الاتحاد الافريقي لا يناقشون مثل هذه التهديدات ،السكري يقتل أكثر مما يقتل الإرهاب ومما تقتل النزاعات بين الدول الافريقية ،ومع ذلك تصر الحكومات على تجاهله ،وعلى أن تنهج سياسة النعامة كي لاتراه. نحن الأطباء من جهتنا لانيأس، وننادي رقعا للحرج ربما بأن مكافحة السكري لابد لها أن تدمج ضمن رؤية افريقيا مزدهرة لسنة 2063.
السكري هو الفخ الذي وقعت فيه افريقيا ،وليس هناك متسع كبير من الوقت امامها للمناورة وتأجيل المعركة معه . لذا يجب البدء من هذه اللحظة الراهنة بوضع استراتيجية شاملة لمكافحته ، من جانبي قدمت رايا اعتبره المشاركون في الجلسة وجيها ،بأن نصدر كفاعلين صحيين افارقة توصية أو إعلان القاهرة حول داء السكري ،الذي يوصي القادة الأفارقة بإلزام حكوماتهم في اقرب وقت ،وليس انتظار 2063 البعيدة جدا ،لجعل محاربة السكري أولوية وطنية من خلال برامج مندمجة تراعي البعد الصحي و التربوي والإعلامي والثقافي والاجتماعي والمجتمعي للمعضلة.هذا هو التعاون الحقيقي الذي تنتظره الشعوب الافريقية من نخبها السياسية والصحية. وهذا هو الإنجاز المرغوب .
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.
Ce que vous dites Monsieur le Professeur il est aussi vrai et aussi Réel , car les peuples qui ne sont pas suffisamment armés en Instruction et en Culture ils ne peuvent savoir , pour éviter le diabète il 3 Règles en Or 1) VARIER LES REPAS 2) BANNIR LE GRAS ET LES SUCRES 3) FAIRE AU MOINS 2000 pas par jour chez nous on Mange tous les jours THÉ ,HARCHA ,MSSEMEN , BAGHRIR TROP GRAS ET TROP SUCRE tous les jours