لماذا وإلى أين ؟

الجيش الإسرائيلي يقر خطط لشن حرب على لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي “المصادقة” على خطط عملياتية لهجوم في لبنان، في حين يتواصل التصعيد مع حزب الله منذ أكثر من ثمانية أشهر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مع استمرار الحرب في قطاع غزة. ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من  أكتوبر في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي.

والثلاثاء أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين “أجروا تقييما مشتركا للوضع في القيادة الشمالية. وفي إطار تقييم الوضع تمت المصادقة وإقرار خطط عملياتية لهجوم في لبنان”. قبيل الإعلان، كان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد توعّد بالقضاء على حزب الله في حال اندلاع “حرب شاملة”.

تزامناً مع زيارة المبعوث الأمريكي

يأتي ذلك تزامناً مع جولة المبعوث الرئاسي الأمريكي آموس هوكستاين الرابعة للمنطقة منذ 7 أكتوبر الماضي. ولم تكد تنتهي هذه الجولة حتى توالت مؤشرات فشل الهدف المرجو منها، وهو احتواء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني والحيلولة دون اندلاع “حرب أكبر” في المنطقة المثخنة أساسا بالصراعات.

فبعد ساعات من زيارته لإسرائيل ولقائه عددا من مسؤوليها سواء من هم في السلطة وفي مقدمتهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت أو أطراف معارضة ممثلة في يائير لابيد وبيني غانتس، زار المبعوث الأمريكي لبنان والتقى عددا من مسؤوليه على رأسهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش جوزيف عون.

اختراق الأجواء الإسرائيلية

بيد أن النتائج جاءت على عكس المأمول، بحسب مراقبين، فبعد هدوء من جانبه استمر لأكثر من 48 ساعة لم ينفذ خلالها أي عملية ضد أهداف إسرائيلية، استأنف حزب الله عملياته أمس الثلاثاء بالتزامن مع زيارة هوكستاين لبيروت، بل جاء بالجديد وهو بث مقطع مصور قال إنه حصل عليه عبر طائرة مسيرة أطلق عليها “الهدهد” اخترقت الأجواء الإسرائيلية والتقطت صورا لمواقع استراتيجية وحساسة في حيفا شمال إسرائيل، وسط تساؤلات عن كيفية وصول تلك المسيرة إلى هذه المناطق وتصويرها بهذه الأريحية لمدة حوالي 10 دقائق ومن ثم عودتها إلى لبنان دون أي تفاعل من قبل الجيش الإسرائيلي.

وأحدثت هذه الصور حالة من الارتباك داخل إسرائيل، ووصفت وسائل إعلام عبرية محتوى هذا الفيديو بالخطير والأكثر إثارة للقلق منذ بداية الحرب، معتبرة أن نشر مثل هذه اللقطات يعد تباهيا من قبل حزب الله ويحمل رسائل مباشرة على قدرة الحزب على الوصول إلى العمق الإسرائيلي حال تطورت المواجهات شبه اليومية بينه وبين إسرائيل إلى حرب موسعة.

وبينما حاول الجيش فيما يبدو التبرير وسط موجة انتقادات متصاعدة، وتحدث عن رصد 4 مسيرات تابعة لحزب الله خلال الأسبوع الماضي “والتي يبدو أنها معدة لجمع المعلومات والتصوير”. وأضاف أنه “تم اعتراض مسيرتين، وهناك مسيرة ثالثة لم تتمكن أجهزة الرصد من متابعة مسارها، ومسيرة رابعة تقرر عمدا عدم اعتراضها حتى لا تنطلق صافرات الإنذار في كل المنطقة المحيطة”.

وتابع الجيش الإسرائيلي: “المسيرات المعدة لجمع المعلومات والتصوير يصعب رصدها واعتراضها لأنها أصغر حجما ولا تحتوي على متفجرات”. وأقر الجيش بأن نشر هذه اللقطات يؤثر على صورته وأكد أنه يعمل باستمرار على تحسين قدراته الاعتراضية، وكذلك مهاجمة خلايا تابعة للوحدة الجوية لحزب الله، حسبما ذكرت إذاعة الجيش.

وذهبت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى نفس المسار، قائلة إن “منظومة الرصد الجوي الإسرائيلية تابعت مسيرة الهدهد ولم تعترضها لأنها لم تشكل خطرا وخشية من أن يؤدي إسقاطها إلى إصابات”.

ووسط مطالبات بالتحقيق فيما وصف بالإخفاقات بداية من عدم التصدي لهجمات 7  أكتوبر الإرهابية وإحباطها، مرورا بعدم إدراك الأهداف المعلنة للحرب رغم دخولها شهرها التاسع، وصولا لما رصدته “مسيرة الهدهد”، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن “الحرب الصعبة التي نخوضها جاءت مفاجئة ودفعنا ثمنا باهظا لم نر له مثيلا”.

وتعتبر دول عديدة حزب الله، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أعضاء في الجامعة العربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.

وكالات

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
ابو زيد
المعلق(ة)
19 يونيو 2024 20:28

ان تكون لك خطط لا يعني أنك الاقوى!!!
و ان تعلن عن ذلك فهو دليل على تخوف و قلق من الجانب الاخر!!!
الجيش الإرهابي قتل في غزة الاف الاطفال و الشيوخ و النساء و دمر الجامعات عنوة!! و المستشفيات و المساجد!! انه جيش يخاف الراي الاخر فيغتال عمدا الصحفيين!! هذا الجيش الذي حاصر ازيد كن مليوني شخص لما يزيد عن 9 أشهر بعلن انه وضع خططا لضرب لبنان!!
يعني بذلك انه كما في غزة سيدمر كل ما في طريقه!! لكن هيهات هيهات!! هو البوم أضعف بعشرات المرات من السابع من أكتوبر…هو يتخبط بين الانهاك البدني و النفسي…و بين يقينه بان خسائره ستكون اكبر من اي حرب خاضها من قبل!!!

احمد
المعلق(ة)
19 يونيو 2024 18:30

مهاجمة لبنان لن تكون لها نفس التداعيات التي كانت في الماضي وقد تؤدي الى حرب بالوكالة في ضل الحرب الباردة الجديدة بين رفاق موسكو الاسترتجيين والمعسكر الغربي، وقد تكون بداية لشرارة حرب موسعة بين اطراف غير معلنة، رغم ان إسرائيل قد تجد فيها وسيلة لتوريط حلفائها ولتحويل الانظار عن مجازر غزة التي ادانها المجتمع الدولي والشارع الغربي برمته.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x