لماذا وإلى أين ؟

البجوقي يبرز خلفيات التلويح بورقة مقاضاة غالي بملف جديد في إسبانيا

تتجه حكومة لاريوخا المحلية الإسبانية، حسب ما نقله إعلام محلي، إلى مقاضاة زعيم جبهة البوليساريو؛ إبراهيم غالي، لعدم أدائه ديونا تتعلق بفاتورة المستشفى الذي استقبله في لوغرونيو من 18 أبريل إلى 1 يونيو من سنة 2021، بلغت 45.658 أورو لمدة 44 يومًا، وهي الفاتورة التي لم يدفعها زعيم البوليساريو بعد، وتحاول حكومة لاريوخا تحصيلها من خلال دوائرها القانونية منذ مارس من العام الماضي.

وحيث إن السياسة لا مجال فيها للصدفة، فإن إثارة موضوع مقاضاة زعيم البوليساريو أمام المحاكم الإسبانية، إعلاميا، لابد أن تكون له خلفيات سياسية، خاصة في ظل الوضع الداخلي الذي تشهده المملكة الإسبانية والتجدبات السياسية بين اليمين واليسار.

الكاتب والصحفي المغربي المتخصص في الشأن الإسباني، عبد الحميد البجوقي، يقول إن قطاع الصحة في إسبانيا لا يخضع للحكومة الوطنية (وزارة الصحة) بحيث تم تفويته من الحكومة الوطنية منذ ثمانيات القرن الماضي للحكومات الجهوية، نظرا إلى أن النظام الإسباني هو نظام فيدرالي، لدى من الطبيعي أن ترفع الحكومة المحلية في المنطقة التي يتواجد فيه المستشفى الذي استقبل فيه إبراهيم غالي دعوى قضائية ضد المعني بالأمر.

عبد الحميد البجوقي، الكاتب والإعلامي المغربي المتخصص في العلاقات المغربية الإسبانية

وحيث إن الخطوة التي أقدمت عليها حكومة لاريوخا المحلية لا تخلو من حسابات السياسية، فإن البجوقي يوضح في تصريح لـ”آشكاين”، أن حكومة لاريوخا في زمن قدوم إبراهيم غالي إلى المستشفى كان يقودها الحزب الإشتراكي قبل أن تتحول اليوم إلى اليمين، يعني من الطبيعي تستخدم الحكومة المحلية هذه الورقة ضد الحكومة الوطنية المتورطة في هذا الموضوع من خلال فتح الأجواء لطائرة ابراهيم غالي.

الخطوة التي أقدمت عليها الحكومة المحلية اليمينية في لاريوخا، تشير وفق المحلل السياسي، إلى أن رغبتها في إعادة هذا الملف إلى الواجهة من خلال استغلال ورقة فاتورة المستشفى، خاصة في ظل المواجهة بين التيارين اليميني واليساري الذي تشهده إسبانيا على مستوى جميع الجبهات.

ووفق المتحدث فإن ورقة إبراهيم غالي يتم استغلالها من طرف اليمين في إطار الصراع السياسي الداخلي والبلقنة التي يشهدها المشهد السياسي في إسبانيا، مشددا على أن هذه الأخيرة تشهد عدم استقرار ووضع جد متوتر يمكن أن يؤدي إلى انتخابات سابقة لأوانها.

وخلص البجوقي بالإشارة إلى أن “إسبانيا تشهد صراع بين اليمين المدعوم من اليمين المتطرف وبين الحزب الإشتراكي وحلفائه الذين يعيشون وضعا صعبا في الوقت الراهن، وورقة فاتورة المستشفى الذي استقبل ابراهيم غالي في لوغرونيو استعملت في هذا الصراع”، وفق المتحدث.

يشار إلى أن زعيم الإنفصاليين إبراهيم غالي، كان قد دخل إلى إسبانيا بهوية مزورة بناء على طلب الجزائر، حيث كان يعاني من التهاب رئوي خطير بسبب كوفيد-19، في فاتح أبريل 2018، وهو ما أشعل أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين البلدين.

وانتهت الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا بعدما وجه رئيس حكومة إسبانيا، بيدرو سانشيز، في 14 مارس 2022،  رسالة  وصفت بـ”التاريخية” إلى الملك محمد السادس يخبره فيها بتغيير موقف بلاده، ودعم إسبانيا لمقترح الحكم الذاتي، واعتبراه “بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف” المتعلق بالصحراء المغربية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x