2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
شهاب وشقير يستعرضان ”نعمة” و”نقمة” فوز اليسار في الانتخابات الفرنسية على العلاقة مع المغرب

رغم إجراء الانتخابات في فرنسا والتي تصدر نتائجها، بشكل غير متوقع، تكتل اليسار، إلا أن الغموض لا يزال السائد، حيث لم تحصل أي قوة سياسية على عدد المقاعد التي تخول لها تشكيل حكومة جديدة.
لكن هذه التقلبات في المشهد السياسي الفرنسي، وإن لم تتضح بعد ملامح الوزير الأول الجديد، ستكون لها تداعيات على العلاقات المغربية الفرنسية، في ظل صعود تكتل يساري يدعم الكيانات ذات التوجهات الانفصالية، ما قد يطرح أزمة جديدة/ قديمة، بسبب قضية الصحراء.
تمس هذه المتغيرات في المشهد السياسي الفرنسي، العلاقة بين الرباط وباريس التي تشهد سلفا أزمة صامتة. بعد أسبوع أو أسبوعين سيعين رئيس وزراء جديد وأكثر احتمالا من اليسار. قبل إجراء الانتخابات كانت التوقعات تشير إلى اليمين المتطرف، لكن عكس كل هذه التوقعات مالت الكفة لصالح تكتل يساري.
شهاب: “اليسار نعمة على الجالية ونقمة على ملف الصحراء”
يوسف شهاب، أستاذ العلوم الجيوستراتيجية والتنمية الدولية بجامعة السوربون بفرنسا، قال إنه نبه الرأي العام الوطني المغربي والعربي عموما، على أن في حالة وصول اليمين المتطرف إلى الحكم فإن تداعياته على قضية الصحراء ”إيجابي”، ولكن تداعياته على الجالية المغربية كان سيكون ”صعبا”.

أما الآن وقد ظفر تكتل اليسار بالمرتبة الأولى في عدد المقاعد، فقد انقلبت الموازين. يوضح شهاب متحدثا لجريدة ”آشكاين”، أن حزب ”فرنسا الأبية، كان دائما مع تقرير المصير، ويدعم دعما واضحا وصريحا الجمهورية الوهمية، رغم ما قيل ويقال في الصحافة المغربية، على أن زعيمه جون لوك ميلونشون، من مواليد طنجة”، كاشفا أن هذه الأشياء ”لا منطق لها في العلوم الجيوسياسية، فهو رئيس حزب سياسي يساري”.
في المجمل، يشدد المتحدث على أن ”اليمين في فرنسا نعمة على الصحراء وقد يكون نقمة على الجالية واليسار نعمة على الجالية وقد يكون نقمة على ملف الصحراء”، مبرزا أن ”هذه المعادلة لا بديل عنها، لكن يبقى هناك بصيص أمل في أن يكون هذا الحزب غير متشدد”.
شهاب قال: ”كنا كمحللين نراهن على أن اليمين المتطرف سيخلق أزمة حادة مع الجزائر، والحال أن اليسار الفرنسي المتصدر للانتخابات مستعد للرضوخ للجزائر على الأقل فيما يتعلق بمشكل الذاكرة واسترجاع بعض الأشياء”.
عموما، يضيف المتحدث: ”كي نكون واضحين فإن اليسار الفرنسي كان في عهد الراحل الحسن الثاني وحتى في عهد الملك محمد السادس، ولا يزال وسيظل معاديا للمغرب”.
شقير: العلاقات ستعزز رغم صعود اليسار
في مقابل ذلك، يرى محمد شقير، الباحث في العلوم السياسية، أن العلاقات المغربية الفرنسية ستتعزز ”كيفما كانت الحكومة المقبلة”، نظرا لما وصفه رغبة باريس ”استعادة علاقاتها مع المغرب إلى طبيعتها”.
وشدد شقير في حديث حول الموضوع لجريدة ”آشكاين” على فرنسا ستسعى إلى ”استعادة نفوذها بالمملكة خاصة في ظل التنافس الشرس بين كل من اسبانيا وبريطانيا وألمانيا للحصول على صفقات استثمارية نظرا للأوراش الاقتصادية التي فتحها المغرب خاصة في الأقاليم الصحراوية وكذا الأوراش التي ستفتح في أفق تنظيم كأس العالم في سنة 2030 وما يشتمل عليه مخطط المغرب لسنة 2035”.

فرنسا في النفق
أجمع الباحثان شقير وشهاب على أن فرنسا تعيش في مفترق الطرق في ظل ضبابية المشهد السياسي الحال، الذي قال عنه شقير إنه انقلب من خلال تقدم أقصى اليمين في الدور الأول من الانتخابات لكن لم يصل إلى مرحلة التغيير بحصوله على الأغلبية المطلقة. ولعل هذا ما دفع بباقي الفرقاء من يسار وتكتل حزب الرئيس ماكرون إلى التحالف والتنسيق لمحاصرة اليمين المتطرف، يضيف شقير.
فيما يرى شهاب أن اليسار في فرنسا، ورغم نتائج الانتخابات التي بوأته الصدارة، قد “لا يستطيع الوصول إلى الحكم، وهو غير قادر على إخراج فرنسا من مشاكلها السياسية والاقتصادية ومشكل الهجرة، رغم خرجات زعمائه الإعلامية التي سبقت الاستحقاقات الانتخابية.
وأكد المتحدث أن “فرنسا مهددة في كيانها الاقتصادي، وتحتاج إلى حزب له تاريخ وخبرة ومرجعية، أما اليسار قد يصمد لسنة وقد يضطر الرئيس الفرنسي بعدها لحل البرلمان.