لماذا وإلى أين ؟

حرية أم ”خيانة”؟ .. زيارة شباب مغاربة لإسرائيل في ظل الحرب تُثير الجدل

بالموازاة مع العدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وخلف أزيد من 29 ألف قتيل، يقوم 24 شابا مغربيا بزيارة لإسرائيل، من تنظيم جمعية “مغرب التعايش” بالتعاون مع مؤسسة “شراكة” الإسرائيلية، بتمويل من الحكومة الألمانية.

زيارة شباب مغاربة الداعمة لإسرائيل خلفت ردود واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل تزامنها مع خروج مئات الآلاف من الشباب والشابات، طلاب الجامعات بدول غربية، للتنديد والاستنكار بما ترتكبه إسرائيل من إبادة في حق الشعب الفلسطيني، وهو ما يدفع إلى التساؤل حول ما إن كانت الزيارة المشار إليها حرية اختيار وتعبير عن موقف أم أزمة هوية وفقدان حس الانتماء لقضية؟

خونة يسترزقون

غفري محمد منسق سكريتارية الجبهة المغربية لدعم فلسطين، رفض وصف الزيارة بكونها تدخل في إطار ”حرية تعبير”، بل هي، وفق المتحدث ”خيانة للضمير الإنساني”.

وأوضح غفري، متحدثا لجريدة ”آشكاين”، أن من يتضامن الآن مع الشعب الفلسطيني ليس فقط العرب أو المسلمين، بل مختلف الأجناس والديانات من القارات الخمس.

وشدد على أن ذلك يدل على أن هناك ”جرائم وإبادة مدانة ترتكب فعلا”، مشيرا إلى أن إقدام هؤلاء الشباب المغاربة على القيام بزيارة إلى إسرائيل في الوقت الحالي، فهم بشكل من الأشكال يسيئون لصوة بلادهم وللنظام المغربي وكأنه هو من أرسلهم”.

غفري محمد
غفري محمد

وقال: ” هؤلاء يسيئون لصورة البلاد والمؤسسة الملكية وللحكومة ولكل المؤسسات الأخرى يطعنونها من الظهر من أجل الارتزاق”.

وكشف أن من يزور إسرائيل في الوقت الراهن ”فهو يقوم بارتزاق واضح وفاضح”، مؤكدا أن حتى ”أعتى اليهود المساندين سابقا للصهيونية ويدعمونها ماديا ومعنويا، سيحجمون حاليا عن الزيارة”.

من يتحمل المسؤولية؟ يجيب غفري أن القضية ببساطة لا تحتمل تأطيرا سياسيا أو حزبيا أو أن الإعلام أو التنظيمات لم تؤدي دورها، بل ”الخائنين يوجدون في جميع الشعوب بغض النظر على المستوى الثقافي والتأطير”.

وأشار إلى أن ”الخيانة حالة شاذة”، موضحا أنه متفق ”مع أن يسترزق البعض وتضبر على راسها، لكن ليس في هذه القضية”، التي باتت محط شبه إجماع عالمي.

حق مكفول دستوريا 

من جهته أكد الناشط الأمازيغي، عبد الله الفرياضي، في تصريح خص به “أشكاين”، على أن زيارة هؤلاء الشباب إلى إسرائيل تعتبر من صميم “حقهم في حرية التنقل والتعبير، المكفول ليس فقط بمقتضى الفصلين 24 و25 من الدستور، ولكن أيضا بمقتضى مختلف التشريعات الدولية”.

عبد الله الفرياضي
عبد الله الفرياضي

وأضاف الفرياضي: “لهذا السبب فإن حملة التخوين التي تطالهم من قبل تحالف التيارين العروبي والإسلاموي تعتبر مصادرة سافرة لهذين الحقين، وانتهاكا صارخا لجميع التشريعات الوطنية والدولية، لا سيما وأن ما صدر عن هذين التيارين من مزاعم وافتراءات كاذبة تتوفر فيه أركان جملة من الأفعال المجرمة قانونا، لا سيما جرائم التشهير، والمس بالحياة الخاصة للأفراد، والتحريض على الكراهية، والقتل، فضلا عن التبليغ عن وقوع جريمة مع العلم بعدم حدوثها..”.

ليخلص المتحدث ذاته إلى القول: “الواقع أن عناصر هذين التيارين قد تغولوا، وصاروا يهددون السلم الاجتماعي بالمغرب، ولهذا السبب يعتبر في نظري تدخل رئاسة النيابة العامة ضروريا للدفاع عن حرمة القانون المنتهكة أولا، ولاسترجاع هيبة دولة المؤسسات ثانيا، ولتوفير الحماية لهؤلاء المواطنين ثالثا”.

زيارة تخدم الصالح العام 

ياسر الوادي
ياسر الوادي

في المقابل، يرى ياسر الوادي، الإعلامي والنشاط الحقوقي، بأن وفد الشباب المغربي أُستقبل في إسرائيل بـ ”الأحضان وبحفاوة”، مبرزا أن الزيارة كانت ستقتصر على بضع أيام فقط، لكن بسبب ”كرم الضيافة’‘ ستستغرق 16 يوما.

وشدد الوادي، في تصريح لجريدة ”آشكاين”، على أن الزيارة ”تخدم العلاقات المغربية الإسرائيلية وتساهم في تطويرها”.

وأوضح: ”همنا هو الصالح العام، والعلاقات الإسرائيلية المغربية تخدم هذا الأمر، كما أنها في صالح الوطن”.

وبخصوص اتهامات الخيانة التي باتت تلاحق كل مغربي يزور إسرائيل، خصوصا في الظرفية الراهنة التي تشهد إبادة للفلسطينيين؛ أكد المتحدث أن ”هذا الموضوع لا يخصنا”، رافضا أن تتم مناقشة ما سماه بـ ”الجانب الضيق في القضية من أجل ضرب المصالح المغربية”.

وقال الوادي: ”لولا إسرائيل فإن المغرب سيكون في وضع آخر”، مشيرا إلى أن المملكة تستمد قوتها من ”مسؤولين إسرائيليين أغلبهم من أصول مغربية”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

9 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
سارة
المعلق(ة)
22 سبتمبر 2024 16:44

خونة نتبرأ منهم ومن أمثالهم . ليسو مغاربة بل هم صهاينة لا أصل لهم. باعو جذورهم ومبادئهم. المغاربة يحبون فلسطين بل هما شعب واحد.

أمازيغي حر
المعلق(ة)
11 يوليو 2024 20:02

حسبنا و نعم الوكيل

احمد
المعلق(ة)
11 يوليو 2024 12:50

ما قام به هؤولاء الشباب في الظرفية الحالية بوعي اوغير وعي، يسائل منظومة القيم التي اصبحت سائدة في غياب تاطير واع من الحمعيات والاحزاب التي تعنى بإشاعة المبادى الانسانية والقيم النبيلة التي تناصر الحق في الحرية ومناهضة الظلم، والتي عبر عنها كل احرار العالم من كل الديانات والاتجاهات السياسية المناصرة لحقوق الانسان، ولا علاقة لها بما يدعي هؤلاء من انها تيارات إسلاموية، التي تبرر تبريرا وقحا ما أقدم عليه هؤلاء في ظرفية دقيقة جدا، وتسيئ الى إجماع الشعب المغربي.

علي
المعلق(ة)
11 يوليو 2024 08:27

خيانة من
كفى من الوصاية والتخوين

Chami
المعلق(ة)
11 يوليو 2024 06:51

ليس من حقهم رفع العلم المغربي رمز المقاومة والتضحية. انهم منعدموا الشرف والرجولة.

Fadli
المعلق(ة)
11 يوليو 2024 05:52

اذا لم تستحي فافعل ما شئت.

مريمرين
المعلق(ة)
11 يوليو 2024 04:30

يقول سي ياسر الوادي إن الوفد اسْتُقْبِلَ “بالأحضان و بحفاوة” ، و نسي أن تلك “بالأحضان و بحفاوة” قَتَّلَتْ و تُقَتِّلُ آلاف الأطفال و النساء والشيوخ بدم بارد، حتي المستشفيات و المدارس و مؤسسات الأونروا لم تسلم من بطش “بالأحضان و بحفاوة” و التي أَفْتَتْ مرة باستعمال القنبلة النووية…
“بالأحضان و بحفاوة” المُدانة دوليا بالإبادة الجماعية وبجرائم الحرب، هي من جعلت الطلاب في أوربا و أمريكا وفي كل أصقاع العالم يحتجون على جامعاتهم لقطع الشراكة مع الجامعات العبرية ..
لكن سي الوادي في وادي غير وادي المغاربة…

البقالي
المعلق(ة)
10 يوليو 2024 23:52

أمثال هؤلاء هم الذين يصلون إلى مراكز المسؤولية العالية…لذلك هناك مص للدماء الدروايش…النهب والاختلاس وتلاعب بالقانون..حدث ولاحرج

ابو زيد
المعلق(ة)
10 يوليو 2024 23:50

راينا كيف رقصوا بينما قصقت اسرائيل في نفس اليوم مدرسة للانروا و سقط عشرات الاطفال من بين الضحايا!! ذهبوا باسك الصداقة فهل تشفع لهم بدخول غزة لدقيقة تحت حمايتهم لتقديم التعازي؟؟؟
راية هذا الوطن اكبر من ذاك الحدث!!!
طبعا سيخرج علينا دائما من يرى غير ما نحس به و نتألم له…هل هي خيانة؟؟؟ هل نشعر بالراحة و الاطمئنان حينما نرى صور الاشلاء؟؟؟
هل سألتهم كيف كانت نفسيتهم و هم يتجهون الى هناك؟؟؟ لن نحكم على رقصهم اشباعا لرغبات نفسية تعلم في اعماقها انها تسبح عكس المنطق!!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

9
0
أضف تعليقكx
()
x