2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

توالت تصريحات قياديين في جبهة البوليساريو تشكك في المشروع الإنفصالي ومدى قدرتها على “إقامة دولة مستقلة”، في ظل الواقع الحالي في مخيمات تندوف.
بعد التحذير الذي أطلقه البشير مصطفى السيد، شقيق مؤسس جبهة البوليساريو، حول وضع المخيمات الذي ينذر بقرب تفكك كيان الإنفصال، حذر ما تسميه جبهة البوليساريو، ممثلها في سويسرا، المدعو أبي بشرايا البشير، من خطورة الوضع القائم، مشككا في قدرة قيادة الإنفصال في بلوغ حلمهم السرابي بـ”إقامة دولة مستقلة”، وهو ينذر بتداعيات على الجبهة الإنفصالية في مناحي مختلفة.
وفي هذا الصدد، قال رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد سالم عبد الفتاح، إن “هذه المواقف الصادرة عن عناصر قيادة والممتعضة من الوضع الذي تمر منه الجبهة الإنفصالية، تؤشر على حال من الفشل والتفكك والترهل التنظيميين اللذان تعيش على وقعهما الجبهة الإنفصالية، فضلا عن حالة الانقسام والاصطدامات التي يدشنها العناصر القيادية فيما بينهم”.

ويرى عبد الفتاح، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “مرد هذا الوضع المتأزم، يعود بالدرجة الأولى، إلى الانهزام والانتكاسات المتوالية التي يتلقاها المشروع الإنفصالي، خاصة في السنوات الأخيرة، الأمر الذي أضعف قدرة الجبهة الإنفصالية على التعبئة والتأطير داخل مخيمات تندوف، وقوض الدعاية السياسة التضليل الذي تعكف عليه”.
منبها إلى حالة “السخط الشعبي العارم لدى ساكنة المخيمات إزاء الإشكالات التي يشهدها تدبير هذه المخيمات، خاصة ما علق بالمساعدات الإنسانية، ما دفع لتصاعد هذا السخط، أصبح يؤزم الوضع داخليا ويثير مثل هذه التصريحات لدى بعض العناصر القيادية التي تحاول التموقع ضمن القيادة الإنفصالية”.
كما أرجع المحلل ذاته ذلك إلى “تراجع الدعم والتأييد الدوليين، ما دفع إلى تنافس العناصر القيادية حول المناصب التي تدر التربح والانتفاع وتراكم الثروة خارج القانون، خاصة ما يتعلق برعاية الأنشطة غير القانونية التي تنشط عليها الجبهة الإنفصالية، والمرتبطة بمخازن السلاح والمساعدات الغذائية والمحروقات”.
وخلص المحلل السياسي أن “ما يؤجج أيضا حالة الانقسام والتفكك داخل الجبهة الإنفصالية، هو انعكاس الوضع الداخلي الذي يعيش على وقعه النظام الجزائري، لاعتبار أن هذه العناصر القيادية الإنفصالية تتنوع ولاءاتها وارتباطاتها بمختلف الأجهزة الأمنية العسكرية الجزائرية، ما يعني انعكاس صراع الأجنحة داخل النظام الجزائري على الوضع في مخيمات تندوف، بحكم أهمية هذه المخيمات لدى المسؤولين الأمنيين والعسكريين الجزائرييين، نظرا لاحتضانها لهذه الأنشطة المدرة للتربح وللثروة التي تسيل لعاب المسؤولين العسكريين الجزائريين وتفتح المجال للصراع والاصطدام وللتنافس فيما بينهم”.