لماذا وإلى أين ؟

موريتانيا تجري مناورات حدودية بصواريخ مضادة للدروع والدرونات..ومكاوي يكشف الخلفيات

أعلن الجيش الوطني الموريتاني عن البدء في تنفيذ “رمايات تدريبية”، بالأسلحة الثقيلة مساء اليوم الأربعاء في منطقة الطويله وشمالها، غير بعيد من المحور نواكشوط أكجوجت، وفق جدول زمني موزع على يومين.

وفي تفاصيل المناورات، أكد الجيش الموريتاني في بيان له، اطلعت عليه “آشكاين”، على أن تدريباته ستنطق من “يوم 17 يوليو الجاري، عبر رمايات بالصواريخ المضادة للطائرات على أهداف مسيرة منها رمايات ليلية، فيما ستستأنف يوم 19  من هذا الشهر، برمايات بالصواريخ المضادة للدروع”.

وطمأن الجيش الموريتاني، في بيانه، المواطنين  بشأن “اتخاذ كافة التدابير الأمنية لتنفيذ هذه الرمايات التدريبية”، داعيا “سكان مدينة نواكشوط، وسالكي طريق نواكشوط – أكجوجت إلى الحيطة والحذر، وتجنب عبور منطقة الرماية”.

وتأتي هذه التدريبات النوعية للجيش الموريتاني بعد أسابيع قليلة من قيام جبهة البوليساريو بتدريبات بالذخيرة الحية، ومحاكاة تنفيذ هجوم على قاعدة عسكرية بالاستعانة بطائرة مسيرة معدة للاستطلاع، كما أن التدريبات  الموريتانية تأتي في سياق محموم بالتوتر المسلح على حدودها مع مالي والجزائر، وهو ما يعطي لهذه التدريبات ابعاد مختلفة.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير العسكري المغربي، عبد الرحمن مكاوي، أن “موريتانيا في الآونة الأخيرة واجهت العديد من التحديات والمخاطر على حدودها سواء الحدود مع المالي، أو مع الجزائر أو  مع المغرب”.

عبد الرحمن مكاوي ــ محلل سياسي وخبير عسكري مغربي

وأكد مكاوي، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “ميليشيات فاغنر والجيش المالي سبق لهم أن تسللوا إلى الأراضي الموريتانية وأحدثوا فوضى في الكثير من القرى، كما أن البوليساريو تسللت وتتسلل إلى الحدود الموريتانية وإلى موريتانيا، من خلال الحدود الجزائرية أو قرب الجدار الأمني الذي بنته القوات المسلحة الملكية المغربية”.

وشدد مكاوي على أن هذه التحديات والمخاطر المتعددة، ينضاف إليها تهديدات جماعة نصرة الاسلام والمسلمين التي يقودها أغ إياد غالي، وكتيبة ماسينا، واللذان ينتميان إلى كتيبة القاعدة في المغرب الإسلامي، حيث أصبحت هذه الجماعات تتوفر على أسلحة متطورة وتتحرك على شكل جيوش صغيرة مما يهدد استقرار وأمن مالي، دون أن ننسى أن أكبر مخيم للاجئين في موريتانيا هو مخيم تامبيرا الذي يجمع الكثير من اللاجئين الماليين والطوارق والفولانيين”.

ونبه الخبير العسكري إلى أن “هذا المخيم يغذي إلى حد ما بعض الجماعات الإسلامية في دول الساحل، وخاصة في مالي، وهذا ما يفسر تهديدات الجيش المالي وفاغنر لموريتانيا”.

وأبرز أن “مناورات الجيش الموريتاني قرب ولاية النعامة تتم بأسلحة اقتنتها مؤخرا من فرنسا والصين، وهي أسلحة على شكل صواريخ مضادة للدروع ودفاعات جوية ضد المسيرات، ورادارات متطورة للتشويش على كل طائرة مسيرة في سماء موريتانيا”.

وتابع أنه “بعد انتخاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وهو جنرال خريج الاكاديمية العسكرية بمكناس سنة 1974، قرر أن ينهج سياسة صارمة ضد التسللات إلى بلاده، سواء تلك القادمة من الحدود المالية أو الحدود الجزائرية، من خلال تهديدات جماعة نصرة الاسلام والمسلمين أو كتيبة ماسينا أو جبهة البوليساريو التي أصبحت تستوطن في بعض المناطق شمال موريتانيا لتقوم بهجماته ضد أوسرد أو السمارة”

وخلص إلى أن “موريتانيا التي كانت تتوفر، في عهد محمد ولد عبد العزيز، على لوائين فقط، أصبحت الآن تنهج سياسة دفاعية مهمة وقوية للرد على كل هذه التحديات والمخاطر التي تواجهها في المنطقة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x