لماذا وإلى أين ؟

مكاوي يربط زيارة وفد عسكري مغربي لإثيوبيا باعتراف قريب بمغربية الصحراء

يقوم وفد رفيع من القوات المسلحة الملكية، خلال هذا الأسبوع، بزيارة إلى إثيوبيا، حيث استقبل يوم الإثنين 15 يوليوز الجاري، رئيس أركان قوات الدفاع الوطني الاثيوبية بعثة هامة من القوات المسلحة الملكية يقودها اللواء عزيز الادريسي.

وأفاد منتدى “فار- ماروك”، أن هذه الزيارة هي خطوة “لإعادة التعاون العسكري و الأمني بين البلدين لما يرقى لتاريخ البلدين العريق”، مشيرا إلى أنها ” تستمر عدة أيام ستقوم خلالها البعثة العسكرية المغربية بزيارات و لقاءات متنوعة لمختلف وحدات ومنشآت الجيش الاثيوبي”.

ويأتي هذا عقب التعافي  التدريجي للعلاقات الثنائية للبلدين، بعدما عرفت إضطرابات في ثمانينيات وبداية التسعينيات إثر اعتراف إثيوبيا بالبوليساريو، توجت عودتها بزيارة ملكية لإثيوبيا سنة 2017 وإطلاق مشروع بناء مصنع أسمدة بإثيوبيا بشراكة مغربية، قبل أن يعقد الجانبان في ماي 2024 مشاورات سياسية تحضيرا للدورة الأولى للجنة المغربية الإثيوبية المشتركة، وهو ما يعطي لزيارة هذا الوف العسكري خلفيات متعددة.

وفي هذا السياق، أوضح المحلل السياسي والخبير العسكري، عبد الرحمن مكاوي، أن “زيارة الوفد العسكري المغربي لإثيوبيا بقيادة الجنرال دو دوفيزيون عزيز الإدريسي، واستقباله من طرف رئيس هيئة الأركان للقوات الدفاع الإثيوبية، الماريشال ناهالو جالو، كانت مناسبة لإحياء العلاقات السياسية التاريخية بين إثيوبيا والمملكة المغربية، والتباحث حول آفاق تعزيز العلاقات في مجال الأمن والدفاع، خاصة أن إثيوبيا دورة محورية في القرن الإفريقي وتلعب دورا مهما في منظمة الاتحاد الإفريقي التي تحتضنها بأديس أبابا”.

وأكد مكاوي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “الجانبان تباحثا آفاق التعاون العسكري الاستراتيجي بين دولتين مهمتين في القارة الإفريقية، خاصة في إطار الاستراتيجية التي ينهجها الاتحاد الإفريقية المتعلقة بـ”إسكات البندقية” ومحاربة الإرهاب في القارة”.

عبد الرحمن مكاوي ــ محلل سياسي وخبير عسكري مغربي

ويرى المتحدث أن “هذه المباحثات ستعزز مجالات الأمن والدفاع بين دولتين إفريقيتين، وهي مناسبة لتعزيز آفاق التجارب بين البلدين، خاصة ما تعلق بمحاربة الإرهاب، علما أن إثيوبيا بلغ سكانها 100 مليون نسبة، وتعرضت لمحاولة تفتيت في العديد من المرات”.

وشدد على أن “هذه الزيارة تؤشر على أن إثيوبيا قد تلعب دورا كبيرا في الاعتراف بمغربية الصحراء في المستقبل القريب، دون أن ننسى بأن العاقات المغربية الإثيوبية كانت متوقفة ومقطوعة خلال سنوات حكم اليسار الماركسي بهذه الدولة، والذي كان يساند الإنفصال في المملكة”.

وخلص إلى أنه “مع وصول أحمد أبي الحاصل على جائزة نوبل للسلام، إلى رئاسة الوزراء، وزيارة جلالة الملك إثيوبيا، علاوة على استثمارات اقتصادية مغربية مهمة في إثيوبيا، كلها مؤشرات تعني أن هناك تكاملا أمنيا اقتصاديا، يعيد البلدين إلى عهد الإمبراطور هيلا سيلاسي الذي لعب دورا مهما في وقف إطلاق النار في حرب الرمال سنة 1963، وقام بالوساطة بين المرحوم جلالة الملك الحسن الثاني، والرئيس الجزائري المرحوم أحمد بن بلا”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x