لماذا وإلى أين ؟

ما مدى واقعية نسبة نجاح مترشحي الباك هذا الموسم؟.. اكديرة والسحيمي يجيبان

أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، الجمعة 19 يوليوز الجاري، عن النتائج النهائية للامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا برسم دورة 2024، بعد استكمال المداولات بمجموع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين بخصوص الدورة الاستدراكية لامتحانات نيل شهادة البكالوريا.

ولفت المصدر ذاته إلى عدد المترشحات والمترشحين الناجحين، في مجموع الدورتين العادية والاستدراكية، بلغ ما مجموعه 347.861 مترشحة ومترشحا بنسبة نجاح عامة بلغت 79,4 في المائة، مقابل 74,3 في المائة خلال دورة 2023، أي بزايدة بلغت 5.1 في المائة.
نسبة النجاح التي بلغت ناهزت 97 في المائة، كما هو الحال بالنسبة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق، طرحت عدة تساؤلات حول مصداقيتها ومدى عكسها للواق التعليمي بالمغرب، خاصة خلال موسم عرف عدة اضطرابات بسبب احتجاجات الشغيلة التعليمية التي خاضت إضرابات عن العمل تجاوزت الثلاثة أشهر.

محمد اكديرة الخبير في السياسات العمومية والتربوية، يعتبر أن نسبة 79,4 % من الناجحين “خلقت عند بعض الفاعلين تشكيك وشبهة نظرا لأن السنة الدراسية عرفت اضطرابات غير مسبوقة واضرابات نساء ورجال التعليم دامت تقريبا 35 يوم وهمت في بعض الأوقات أكثر من 60% من الأساتذة المضربين”.

وقال اكديرة في تصريح لـ”آشكين”، “أعتقد أن هذه النتيجة تعبر عن وعي عالٍ وانخراط جميع الفاعلين في الحقل التربوي من أساتذة وأسر وتلاميذ وإداريين لتدارك ما ضاع من دروس وتمارين خلال الثلاتة اشهر الاولى من السنة الدراسية”.

مضيفا “في تقديري تظافر الجهود بين جميع الفاعلين والوعي بالمسؤولية ،وبرنامج الوزارة لتدارك ماضاع هو الذي أدى إلى هذه النسبة العالية من النجاح”، مشيرا إلى أن”الأساتذة قاموا بدور جبار في هذه السنة رغم الاضرابات”.

وأجمل اكديرة النقط التي ساهمت في إنقاذ السنة الدراسية والوصول الى هذه النسبة العالية من النجاح في الباكالوريا في “تشكيل لجن اليقظة في جميع الأكاديميات الجهوية للتربيةوالتكوين؛ وإعطاء الأولوية للأقسام الاشهادية؛ و تكييف البرامج وحصرها في حدها الأدنى”، بالإضافة إلى “المرافقة والمصاحبة للتلاميذ من طرف جميع الفاعلين، خصوصا الأساتذة الذين أخذوا على عاتقهم مسؤولية الدعم البيداغوجي”.

وايضا “إضافة اسبوع من الدروس لجميع التخصصات؛ و إعطاء الأولوية للاقسام الاشهادية ؛ و تشغيل آليات الدعم التربوي الرقمي عن بعد TelmidTiceوالذي هم مليونان ساعة من طرف التلاميذ؛ إضافة على المنصات التفاعلية التي تم تطويرها في فترة وجيزة؛ و تشغيل المؤسسات التعليمية خلال الفترات المسائية وعطل نهاية الأسبوع؛ و اعتماد المرونة في برمجة الإمتحانات الموحدة، مع تعزيز التعاون بين جميع الفاعلين واللجوء إلى منهجية الخطط البيداغوجية وتدبير المشاريع. بدون أن نغفل التعبئة المستمرة للأسر والاساتذة والتلاميذ لتدارك الوضعية الدراسية”.

لكن، يستدر ذات الخبير، يبقى السؤال المطروح عن جودة التحصيل: هل كل هذه المجهودات أدت بالفعل إلى تطوير الكفايات المطلوبة في الباكالوريا أم أن التحصيل اقتصر فقط على مرحلة التهييء للامتحانات ؟”

عبد الوهاب السحيمي، الفاعل التربوي، يرى أن نسبة النجاح المعلن عنها “لا تعكس الواقع”، لكون وزارة التربية الوطنية، ” دخلت في السنوات الأخيرة، في سياسة غريبة على المنظومة التعليمة، وسيكون لها مفعول عكسي على جودة التعليم في المغرب، هي سياسة التنجيح”.

وقال السحيمي في حديث لـ”آشكاين”، تعليقا على نسبة نجاح تلاميذ الكالوريا، “المنظومة التعليمية عرفت هذا الموسم الدراسي اضرابات غير مسبوقة، وفي السنوات الماضية شهدنا جائحة كورونا وما فرضته من توقف للدراسة منذ 16 مارس يعني توقف دام حوالي شهرين ونصف. كما لا ننسى الاضرابات التي يخوضها بشكل مستمر فئات واسعة من نساء ورجال التعليم منذ سنوات (الأساتذة المتعاقدون، الأساتذة حاملي الشهادات…). ورغم كل هذه التوقفات الجماعية لنساء ورجال التعليم ألا أن النتيجة النهائية لتلامذة البكالوريا تكون مختلفة تماما حيث يتم تسجيل نسبة نجاح قياسية”.

مضيفا “و إذا رجعنا للتقييمات الدولية التي يشارك فيها المتعلمون المغاربة (PISA ، PIRLSS، TIMSS)، و كذلك التقييمات الوطنية على رأسها (PNEA)، نجد أن التلاميذ المغاربة يحتلون المراتب المتدنية. كما أن التقارير الدولية والوطنية ومنها الصادرة عن مؤسسات رسمية كلها تجمع على التراجع الفضيع لمستوى جودة التعليم في المغرب. فكيف إذن يمكن تفسير هذا التناقض؟”

ويرى ذات الفاعل المثير للجدل، أنه “إذا كانت المنظومة التعلمية تحقق هذه النتائج فمدرستنا المغربية إذن بخير، فلماذا تبدير المال العام لاستقدام مشاريع جديدة لإصلاح التعليم (المدرسة الرائدة، مقاربة طارل…) ؟”

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x