لماذا وإلى أين ؟

سامير ومؤاخذة 150 مليون دولار

الحسين اليماني*

رغم محاولات بعض الجهات، حجب الشمس بالغربال، تبقى مؤاخذة الدولة المغربية ، بأداء مبلغ 150 مليون دولار أمريكي، في قضية شركة سامير، مبلغا ثقيلا على ميزانية الدولة وخسارة عظيمة تنضاف للخسارات الجسيمة، التي لحقت بالمغرب ، من جراء الخوصصة المظلمة والسكوت على تجاوزات العمودي، طيلة مدة 18 سنة من استغلاله لشركة سامير.

ولاستيعاب ثقل مبلغ 150 دولار أمريكي ، المحكوم به في مواجهة الدولة المغربية ، ما لم يتم مراجعة أو إبطال هذا القرار، فإن هذا المبلغ العظيم، كفيل لبناء 200 ثانوية بمبلغ 7.5 مليون درهم لكل ثانونية إعدادية، وضمان التعليم لأزيد من 128 ألف تلميذ وتلميذة من أبناء الشعب المغربي ، وفي مقارنة أخرى ، فالمبلغ يكفي لبناء مستشفى جامعي يفوق المستشفى الجامعي الجديد بعروس الشمال طنجة.

وأمام هذه الخسارات العظمى للمال العام في شركة سامير ، سواء في مؤاخذة التحكيم الدولي أو في تبديد المال العام في المديونية والغرامات الميؤوس منها، فإن إرجاع الثقة للمغاربة في هذا الملف، يتطلب :

1/ الاستعجال في إحياء تكرير البترول بمصفاة المحمدية وإنقاذ المصفاة من الهلاك التام وضياع قيمة أصولها المحددة في 21.46 مليار درهم في 2016، بعد انتفاء كل مبررات تهرب الحكومة من مسؤوليتها في الملف (الزعم بأن الملف بيد التحكيم الدولي)، واسترجاع كل المكاسب والفوائد التي توفرها صناعات تكرير البترول لفائدة المغرب والمغاربة.

2/ فتح تحقيق شامل لتحديد المسؤوليات، في هذه الخسائر الجسيمة، واسترجاع كل أموال المغرب ، المنهوبة بداخل البلاد وخارجها واستخلاص العبر والدروس من الرهان على الاستثمار الخارجي لضمان السيادة الطاقية للمغرب.

* الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز ورئيس الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
موح
المعلق(ة)
23 يوليو 2024 19:43

حتى و لو الغي القرار، لن يصرف المغرب هدا المبلغ في سبيل بناء مدرسة او مستشفى،
اللهم اديها العامودي حسن ليه،
تانيا من رخص لخوصصة هدا القطاع الحيوي، ؟

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x