2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

استقبل الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، أمس الأربعاء 24 يوليوز الجاري، بمقر هذه الإدارة، اللواء كاسوم كوليبالي وزير الدولة، وزير الدفاع وقدماء المحاربين ببوركينا فاسو، الذي يقوم بزيارة عمل للمملكة يرافقه فيها وفد هام، وسفير بوركينافاسو المعتمد بالرباط.
وأفاد بلاغ للقوات الملكية المسلحة بأن “هذه الزيارة، التي تندرج في إطار تعزيز وتنويع التعاون الثنائي بين البلدين، تميزت بالتوقيع على اتفاق للتعاون في المجال العسكري بين المغرب وبوركينافاسو، تتعلق بمجالات التكوين والتدريبات والتمارين والدعم التقني وتبادل الخبرات والصحة العسكرية، وذلك بحضور الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، وهو ما يدفعنا للتساؤل عن الخلفيات غير المعلنة لهذه الزيارة التي تأتي في سياق إقليمي محموم بالتوتر في منطقة الساحل.
وفي هذا السياق، أوضح المحلل السياسي والخبير العسكري المغربي، عبد الرحمن مكاوي، أن “هذه الزيارة لوزير الدفاع ببوركينافاسو ولقائه مع المسؤولين المغاربة، على رأسهم، الوزير المكلف لدى رئيس الحكومة بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، والمفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قائد المنطقة الجنوبية، الجنرال، محمد بريط، نتج عنها التوقيع بالحروف الأولى على اتفاقية تعاونية ثنائية في جميع المجالات، وخاصة ما تعلق بالتكوينات، لفائدة الضباط البوركينابيين في الأكاديميات المغربية، وفتح المجال للطبة العسكريين في تخصص الطب العسكري، علاوة على تبادل الخبرات في هذا المجال”.

ويرى مكاوي، الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، أن “المملكة المغربية قد تكون وافقت على تكوين قوات الكوموندوس البوركينابية، كما فعلت مع دول أخرى وتنظيم مناورات مشتركة في هذا البلد الإفريقي، الذي ينتمي إلى دول الساحل”.
وتابع أن “بوركينافاسو هي عضو نشيط في تحالف دول الساحل المكون من مالي والنيجر وبوركينافاسو، والأخيرة مهددة دائما من طرف داعش في الصحراء الكبرى والقاعدة في المغرب الإسلامي، خاصة تنظيم نصرة الإسلام والمسلمين، ما يعني أن التهديديات التي تواجهها بوركينافاسو متعددة، خاصة ما تعلق بمجال الإرهاب”.
وأضاف أن “خلفيات هذا اللقاء متعددة، والطلبات أيضا متعددة، خاصة ما يشمل مواجهة تحديات الإرهاب في مثلث الموت “ميناكا” الذي يهدد الأمن والاستقرار في جمهورية بوركينافاسو”.
ونبه الخبير العسكري نفسه، إلى أنه “بالإضافة إلى هذه النقط العسكرية التي تهم بوركينافاسو، فيما يخص التعاون العسكري مع المغرب، فهناك المبادرة الأطلسية للمغرب وتفكيك العزلة على دول الساحل”.
وخلص إلى أن “بوركينافاسو تشهد تحديات تنموية كبيرة، وهي تراهن على هذا المشروع الملكي فيما يخص المبادرة الأطلسية، خاصة أن بوركينافاسو ومالي والنيجر تجمعهم اتفاقيات دفاع مشترك، وهو ما يعزز التعاون العسكري، ليس مع بوركينافاسو وحدها، بل مع هذا التحالف الذي يضم مالي والنيجر وبوركينافاسو”.