لماذا وإلى أين ؟

الفاتحي: تبادل إطلاق النار بين عسكريين جزائريين تعبير على هشاشة القيادة العسكرية

شهدت مدينة وهران الجزائرية، مساء يوم الخميس 25 يوليوز الجاري، تبادل إطلاق نار كثيف بين عناصر الجيش بالثكنة العسكرية بنفس المدينة الجزائرية، وهو ما وثقته أشرطة فيديو من زوايا مختلفة، وسط ذهول المواطنين الجزائريين القريبين من مكان الحادث.

وتناقلت التقارير الإعلامية الحادث الذي دارت رحاه بشارع جيش التحرير الوطني قرب حديقة العثمانية بوهران، في غياب رواية رسمية توضح ما جرى، تاركة رقعة الجدل الكبير في اتساع وسط الرأي العام الجزائري والدولي، وفي ظل تضارب الأنباء غير المؤكدة عن “انشقاقات أو تمرد عسكري في صفوف الجيش الجزائري”، ما يجعلنا أمام تساؤل عريض عن خلفيات هذا الحادث، ولماذا صمتت الجزائر الرسمية عن الخروج بأي توضيح؟

الخبير في العلاقات الدولية ومدير “مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية”: عبد الفتاح الفاتحي

وفيه هذا السياق، اعتبر الخبير في العلاقات الدولية ومدير “مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية”: عبد الفتاح الفاتحي، أن “تبادلا كثيفا لإطلاق النار داخل ثكنة عسكرية بين الجنود تعبير عن هشاشة القيادة العسكرية الجزائرية، بل إن ذلك يؤشر على أن هيبة القيادة العسكرية على محك الالتزام بالتعليمات الواجبة عسكريا وتجاوزها”.

ويرى الفاتحي، الذي تحدث لـ”آشكاين”، أن “أحداثا على هذا المستوى في العادة تستدعي تحركا عميقا لتدارك تداعياته الخطرة، بينما القيادة العسكرية العليا في الجزائر تتعامل معه بتجاهل، في محاولة منها للتستر على حادث دموي يفيد بانهيار مصداقية الجهة الوصية على الثكنة العسكرية في وهران”.

واستبعد الخبير في العلاقات الدولية وشؤون الصحراء، أن “يكون الجنود المشاركين في تبادل إطلاق النار يجهلون واقعا عسكريا مرتبكا يجعل حياتهم في خطر من بعضهم البعض، وهو ما يعكس حجم الارتباك والاستخفاف بمخاطر انزلاقات أمنية مستدامة”.

ولفت الانتباه إلى أن “ترهل أداء القيادة العسكرية في فرض واجب الانضباط العسكري، يترجم حالة الاستخفاف بحياة الجنود مما جعلهم يتصرفون وفق تقدير ذاتي لرد الخطر، الأمر الذي تسبب مما تسبب في ذعر وهلع داخل وخارج الثكنة العسكرية”.

وخلص إلى أنه “من الطبيعي أن تشي مثيل هذه الأحداث عن شبه انهيار في التنظيم العسكري داخليا، إلا أنها من جهة أخرى تفسر واقع الغليان والاحتقان داخل قيادة العسكر الجزائري”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x