2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

شهدت مدينة وهران الجزائرية، مساء يوم الخميس 25 يوليوز الجاري، تبادل إطلاق نار كثيف بين عناصر الجيش بالثكنة العسكرية بنفس المدينة الجزائرية، وهو ما وثقته أشرطة فيديو من زوايا مختلفة، وسط ذهول المواطنين الجزائريين القريبين من مكان الحادث.
وتناقلت التقارير الإعلامية الحادث الذي دارت رحاه بشارع جيش التحرير الوطني قرب حديقة العثمانية بوهران، في غياب رواية رسمية توضح ما جرى، تاركة رقعة الجدل الكبير في اتساع وسط الرأي العام الجزائري والدولي، وفي ظل تضارب الأنباء غير المؤكدة عن “انشقاقات أو تمرد عسكري في صفوف الجيش الجزائري”، ما يجعلنا أمام تساؤل عريض عن خلفيات هذا الحادث، ولماذا صمتت الجزائر الرسمية عن الخروج بأي توضيح؟

وفيه هذا السياق، اعتبر الخبير في العلاقات الدولية ومدير “مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية”: عبد الفتاح الفاتحي، أن “تبادلا كثيفا لإطلاق النار داخل ثكنة عسكرية بين الجنود تعبير عن هشاشة القيادة العسكرية الجزائرية، بل إن ذلك يؤشر على أن هيبة القيادة العسكرية على محك الالتزام بالتعليمات الواجبة عسكريا وتجاوزها”.
ويرى الفاتحي، الذي تحدث لـ”آشكاين”، أن “أحداثا على هذا المستوى في العادة تستدعي تحركا عميقا لتدارك تداعياته الخطرة، بينما القيادة العسكرية العليا في الجزائر تتعامل معه بتجاهل، في محاولة منها للتستر على حادث دموي يفيد بانهيار مصداقية الجهة الوصية على الثكنة العسكرية في وهران”.
واستبعد الخبير في العلاقات الدولية وشؤون الصحراء، أن “يكون الجنود المشاركين في تبادل إطلاق النار يجهلون واقعا عسكريا مرتبكا يجعل حياتهم في خطر من بعضهم البعض، وهو ما يعكس حجم الارتباك والاستخفاف بمخاطر انزلاقات أمنية مستدامة”.
ولفت الانتباه إلى أن “ترهل أداء القيادة العسكرية في فرض واجب الانضباط العسكري، يترجم حالة الاستخفاف بحياة الجنود مما جعلهم يتصرفون وفق تقدير ذاتي لرد الخطر، الأمر الذي تسبب مما تسبب في ذعر وهلع داخل وخارج الثكنة العسكرية”.
وخلص إلى أنه “من الطبيعي أن تشي مثيل هذه الأحداث عن شبه انهيار في التنظيم العسكري داخليا، إلا أنها من جهة أخرى تفسر واقع الغليان والاحتقان داخل قيادة العسكر الجزائري”.