2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية، الأربعاء، إعادة انتخاب البطلة الأولمبية المغربية، نوال المتوكل، نائبة لرئيس اللجنة لولاية تمتد لأربع سنوات.
وانتخبت المتوكل، إلى جانب الأرجنتيني جيراردو ويرثين، نائبين لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية، خلفا لجون كوتس (أستراليا) وسير ميانغ إنغ (سنغافورة) وتبدأ فترة ولايتهما في العاشر من أغسطس المقبل، وفق بيان للجنة.
وسبق للبطلة المغربية الأولمبية السابقة أن تم انتخابها لنفس المنصب، في الفترة الممتدة ببين 2012 و2016، كما سبق لها أن انتخبت عضوة في اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الدولية في مرحلتين، بين 2008 و2012 وبين 2020 و2023.
وعبرت المتوكل في تصريحات لوكالة الأنباء المغربية الرسمية، الجمعة، عن سعادتها بانتخابها نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية، مضيفة أنه “فخر للمغرب ولكل الرياضيين في بلدي”.
وتابعت “أشكر زملائي في اللجنة الأولمبية الدولية، الذين وضعوا ثقتهم في شخصي، وعلى رأسهم رئيس اللجنة الدولية. إنه لشرف ومسؤولية أن أرفع عاليا قيم الحركة الأولمبية”.
وتعد البطلة المغربية أول سيدة من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تحرز ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية، حيث بقي تألقها في سباق 400م حواجز بلوس أنجلس الأميركية عام 1984 خالدا في تاريخ هذه الرياضة.
“من زيرو إلى هيرو”
ولدت نوال المتوكل في الـ15 من أبريل عام 1962 في الدار البيضاء وترعرعت في كنف أسرة رياضية حيث كان والدها يمارس الجودو بينما كان إخوتها يمارسون ألعاب القوى.
التحقت نوال بالنادي البلدي البيضاوي وهي ابنة الـ15 من عمرها، في زمن كانت فيه هذه الرياضية مقتصرة على الرجال.
في هذا الصدد صرحت نوال في أحد لقاءاتها الإعلامية : “كيف أنسى أنني كنت أجري حافية في ملاعب تفتقد لأدنى المقاييس الرياضية؟ كيف أنسى أنني بدأت ممارسة الرياضة في حقبة كانت خلالها ميزانية الجامعة المغربية لألعاب القوى 60 ألف دولار؟”.
وأضافت “رغم انعدام الإمكانات خلق المغرب بطلين من ذهب هما سعيد عويطة (البطل الأولمبي في سباق 1500م في لوس أنجلس وبطل العالم في سباقات 1500م و500م) ونوال المتوكل”.
وفي عام 1979، كان ظهور نوال المتوكل الأول في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، ثم توالت المشاركات وبدأت ثقة هذه البطلة تزداد وتقربها في كل مرة من منصة التتويج.
وفي عام 1982، أحرزت المتوكل لقبي بطلة أفريقيا في سباقي 100 متر حواجز و400 متر حواجز، وما كان ذلك سوى إعلانا عن ميلاد بطلة عالمية.
عامان بعد ذلك، دخلت البطلة الصاعدة المغربية التاريخ بعد تحقيقها ذهبية سباق 400 متر حواجز في دورة الألعاب الأولمبية بلوس أنجلس، لتكون أول امرأة عربية وأفريقية تحقق هذا الإنجاز.
وعلقت نوال على ذلك الإنجاز بالقول إنه نقلها “من زيرو إلى هيرو” موضحة “كنت أشعر أنني قادرة على الوصول إلى النهائي ضمن 8 عداءات، ولكن المدربين كانوا دائما يطالبونني بثقة أقوى في نفسي لأنهم كانوا يرون أنني قادرة على الفوز بالسباق”.
ولم يكن تتويجها في ذلك اليوم إنجازا شخصيا فقط، بل حدثا أفرح المغاربة ككل، حتى أن العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، أمر بأن تسمى كل مولودة في ذلك اليوم باسم نوال.
إلى جانب ذلك، فازت المتوكل بذهبية الألعاب الأفريقية عام 1985 بمصر وبذهبية ألعاب البحر الأبيض المتوسط لسباق 400 متر عام 1987 في اللاذقية بسوريا، كما كانت وراء تأسيس السباق النسوي بالدار البيضاء عام 1993 الذي صار واحدا من بين الأحداث الرياضية النسوية في العالم.
من المدمار إلى مناصب القرار
في الـ25 من عمرها، قررت نوال المتوكل الاعتزال وهي في قمة تألقها، وعزت السبب في تصريحات صحافية إلى “الضغط” الذي تعرضت له من الصحافة الأجنبية وأيضا لرغبتها في التركيز على دراستها الجامعية بالولايات المتحدة.
سنوات بعد ذلك انضمت المتوكل للرابطة الدولية لاتحادات ألعاب القوى عام 1995، كما شغلت منصب وزيرة الشباب والرياضة في المغرب بين عامي 1997 و1998، وتقلدت المنصب نفسه في حكومة عبد الفاسي بين عامي 2007 و2009.
دوليا، استمر حضور اسم هذه البطلة في مختلف الأحداث الرياضية واختيرت أكثر من مرة لعضوية السباقات الدولية، قبل أن تبدأ مسارها في اللجنة الأولمبية الدولية نائبة لرئيسها عام 2012، وشكل ذلك حدثا استثنائيا أيضا إذ لم يسبق لأي امرأة أفريقية أو عربية أن تقلدت هذا المنصب.