لماذا وإلى أين ؟

مكاوي يكشف دور البوليساريو والجزائر في الحرب الدائرة على الحدود المالية

تعيش الحدود المالية الجزائرية حالة من التوتر غير المسبوق، في خضم قتال عسكري عنيف أدى لوقوع قتلى وإصابات بين عساكر ومجندين، إذ أفادت تطورات الأحداث في مالي، إعلان الانفصاليين الطوارق تحقيق “انتصار كبير” أمس الأحد 29 يوليوز 2024، على الجيش المالي وحلفائه الروس، بعد ثلاثة أيام من “قتال عنيف” في بلدة تينزاواتن القريبة من الحدود مع الجزائر في شمال البلاد.

هذه الاحداث المحمومة بالقتال الدموي وأسر الجنود، تتسارع بشكل مضطرد مما قد يهدد دولا مغاربية محاذية لمالي على رأسها الجزائر وموريتانيا، مما قد يكون له تداعيات على المنطقة المغاربية.

وفي هذا السياق، أوضح المحلل السياسي والخبير العسكري المغربي، عبد الرحمن مكاوي، أن “ما يجري من حرب على الحدود المالية الجزائرية قرب ولاية تينزواتين الجزائرية، والتي هي بالمناسبة ميدنتين، هما تينزواتين المالية والجزائرية يفرقها واد بين البلدتين تتداخل فيه تنظيمات محلية، كتنسيقية الحركات الطوارقية الأزوادية إلى جانب تنظيمات إرهابية تحمل لواء “نصرة الإسلام والمسلمين” التي يقودها أغ إياد غالي، والتي تم تسليحها تسليحا جيدا من طرف المخابرات الجزائرية، علاوة على كثيبة ماسينا الفولانية، التي تحارب إلى جانب القاعدة في المغرب الإسلامي بالإضافة إلى داعش”.

عبد الرحمن مكاوي ــ محلل سياسي وخبير عسكري مغربي

ويرى مكاوي في حديثه لـ”آشكاين”، أن “العوامل المحلية المتداخلة توصلت بأسلحة متطورة جديدة، وغطاء استخباراتي جوي من خلال دائرات الدرون الجزائرية، من إنتاج صيني، والتي تحلق على الحدود الجزائرية المالية، إضافة إلى الصراع المحتدم بين قوى عالمية كثيرة، نذكر منها فرنسا التي تريد معاقبة المجلس العسكري المالي، وروسيا، التي تعد من حلفاء هذا المجلس، إضافة إلى تركيا التي تسلح بشكل كبير قوات فاماس بطائرات مسيرة من طراز بيرقدار، ومدفعية متطورة”.

وشدد على أن “التداخل بين ما هو محلي وبين ما هو خارجي فرنسي تركي، أمريكي إسرائيلي، روسي، في المنطقة، هو الذي جعل الأوراق تختلط فيما بينهما، فالجزائر تلتقي مع المصالح الفرنسية في معاقبة المجلس العسكري الحاكم في مالي والإنقلابيين في دول الساحل بأكملها، ونجد روسيا وتركيا، اللتان رغم خلافتها فهما يساندان العسكر في دول الساحل “.

وأشار إلى “تلقي التنظيمات المختلفة من حركات أزوادية علمانية وتنظيمات تابعة للإسلام السياسي، أو ما يسمى بإسلام الجهاد المزور، التي يقودها إياد غالي في منطقة الصحراء، ما يعني أن الأمر متشابك والحرب مازالت قائمة، خاصة أن المجلس العسكري المالي توصل بمساندة عسكرية من طرف بوركينافاسو ودولة النيجر، حيث تتحدث الأخبار عن تحرك قوافل عسكرية من هذه الدول لمساندة جيش فاماس في منطقة كيدال وغاو”.

وتابع أن “الأخبار المتوفرة تفيد بمشاركة كثيبة من البوليساريو في هذه المعارك، علما أن نفس الكتيبة قد سبق لها مساندة إياد غالي، عندما هجم على مدينة موبتي، بهدف السيطرة على باماكو وإقامة الخلافة الإسلامية”.

ونبه إلى أن “هذا التسليح الحديث تلعب فيه الجزائر دورا مهما، حيث سبق للرئيس تبون أن هدد الزعماء الماليين بتأديبهم وإدخالهم إلى الطاعة الجزائرية وإرغامهم على الموافقة على اتفاق الجزائر الموقع سنة 2015 بين الحركات الأزوادية والحكومة المالية آنذاك، في إطار المصالحة الوطنية”.

وخلص إلى أن “الأمور ستتطور والماليين سيحاولون، حسب تصريحاتهم ، إرجاع كرامتهم وتحرير أسراهم، خاصة أن القوات الروسية قد فقدت العديد من عناصر فاغنر، وهذه الحرب لن تنتهي في الأيام المقبلة بل قد تشعل طول الحدود المالية وقد تصل إلى النيجر و مخيم تيمبرا في موريتانيا، ما يعني أن الأمر يتطور بسرعة وتتداخل فيه عوامل وأياد محلية وإقليمية وأجنبية، وننتظر في قادم الأيام ما ستسفر عنه هذه الأحداث التي تتطور بشكل فظيع”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x