لماذا وإلى أين ؟

أوزين: الحزب الاشتراكي الفرنسي يسقط في تناقضات صارخة من أجل تبرير ما لا يبرر

محمد أوزين*
مرة أخرى، يبرهن الحزب الاشتراكي الفرنسي أنه خارج السياق الراهن، غير معتبر ولا عابئ بالتحولات التي عرفها العالم منذ سقوط جدار برلين ونهاية القطبية الثنائية.

فبقراءة أولى للبلاغ الصادر عنه، نكتشف التناقضات الصارخة بين العنوان والمحتوى. فترى كيف يمكن أن نستسيغ في الوقت نفسه ” الحرص على العلاقات مع المغرب” والتعبير عن موقف معارض للحق المشروع للمغرب؟

ومن أجل مداراة ومواراة هذه التناقضات، يختزل البلاغ الموضوع في مجرد “مسطرة العرض على الجمعية العامة الفرنسية”، علاوة على إقحام البلاغ ل «الصيف” وكأن قرارات الدول مرتبطة بالمواسم. قمة العبث في تصريف مواقع سياسية غير قائمة على منطق أو أساس.

هذا الحزب لم يتخلص، على الرغم من شعاراته المرفوعة عن الحق والعدالة، من رواسب المستعمر القديم الذي يريد الحفاظ على دور الوصاية على الدول التي تخلصت من ربقة الاستعمار. ولا تزال ذاكرتنا تستحضر مواقف سابقة بنيت على الابتزاز والمقايضة والمساومة.

بموقفه المنتقد لمسطرة الدولة الفرنسية في الجهر بموقف من قضية الصحراء المغربية، يؤكد الحزب الاشتراكي الفرنسي فشله في فرض ذاته في الفسيفساء السياسية الفرنسية، وبأنه لا يميز بين التدافع الداخلي بين القوى السياسية لبلده وبين المصلحة الحقيقة للدولة الفرنسية، التي تتمثل في استرجاع فرنسا لدورها كبلد مدافع عن قيم الشرعية والمشروعية، وإرسائها لعلاقات مبنية على الندية ومنطق رابح رابح مع المملكة المغربية التي يزداد إشعاعها وتتقوى مصداقيتها إقليميا ودوليا.

في الواقع، لا يعنينا موقف حزب فرنسي يحاول استعادة الروح من خلال إحياء فترة الحرب الباردة، ولكننا ندعو من لا يزال يتشبث بتلابيب الماضي إلى مراجعة الاعتماد على شعارات أبانت الأيام ، عبر أكثر محطة، أن أصحابها أبعد عن قيم الحرية والعدالة والشرعية بعد السماء عن الأرض.

بالنسبة ل”تقرير المصير” كحق يراد به باطل، على الاشتراكي الفرنسي أن يدرك أن أهل الصحراء قرروا مصيرهم منذ عقود من خلال المساهمة في انتخاب من يمثلهم في المجالس المنتخبة وبنسبة مشاركة كبيرة، وهم مستعدون لتنزيل خيارالجهوية المتقدمة ومقترح الحكم الذاتي الذي يعتبر أسمى صيغ التدبير المحلي.

لقد قال المغرب كلمته من خلال تأكيد جلالة الملك محمد السادس على أن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات. فأي صداقة مع المغرب خارج هذا الإطار لا محل لها من الإعراب بل وحتى الوجود؟

*الأمين العام لحزب الحركة الشعبية

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
3 أغسطس 2024 20:50

الحزب الاشتراكي الفرنسي تراجع بسبب تكلس سياسته التي لم تتطور وميلانشو اليوم هو من يمتل اليسار الفرنسي وهو اقوى مساند لموقف المغرب، واقوى متزعم للمشهد السياسي الجديد في فرنسا، وما على الحزب الاشتراكي الفرنسي إلا ان ينفض الغبار عن نفسه ليتصالح مع الفرنسيين اولا قبل ان ينفتح على المغرب.

علي
المعلق(ة)
2 أغسطس 2024 16:23

حزب البحث عن المناصب والمغانم
بزاف عليهوم الاشتراكية

Ougarain
المعلق(ة)
2 أغسطس 2024 15:02

هكذا تكون الوطنية الصادقة، السيد اوزين
كان لزاما على الأحزاب التي تهرج لكل ما يحدث في الشرق الأوسط ان تخرج من جحرها لمحاربة أعداء الشعب المغربي الأبديين وهم خاصة كل اليسار المنكسر الأوروبي وخاصة الفرنسي الذي لا زال يعتقد انه وصي علينا. ولكن هذه هي عقيدتهم ففيما كانت الشعوب الشمال أفريقية تطالب بالاستقلال كان مبتسرونMitterand.F يناهض إرادة هذه الشعوب. ان اليسار والخضر في أوروبا الرمح الإديولوجي الاستعمار ي ملفوف في خرافات حقوق الشعوب. انه يجب استقلال Guadeloupe et les Kanaques et …..عن المحتل الفرنسي. لماذا لا يساندهم هذا الحزب إذا كان له كل هذا الإيثار؟؟؟؟؟؟

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x