الفاتحي يربط لقاء سيطايل بوزير داخلية فرنسا بتهديد الجزائر بـ”الانتقام”

التقت سفيرة المغرب بباريس، سميرة سيطايل، يوم الإثنين 5 غشت الجاري، بوزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، وتباحثا في عدد من الملفات.

ووصفت سفارة المغرب بباريس المباحثات التي جمعت الجانبان بـالـ“بناءة”، تمحورت حول “الصداقة بين المغرب وفرنسا، والتعاون الأمني ​​ووجهات النظر العديدة لمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية”، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير في العلاقات الدولية ومدير “مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية”، عبد الفتاح الفاتحي، أن “هناك تعاون أمني بين المملكة المغربية وفرنسا في العديد من المستويات، خاصة ما تعلق بمكافحة الجريمة العابرة للحدود وتهريب البشر، والهجرة السرية، والتعاون المرتبط بمكافحة الإرهاب، دون أن ننسى التعاون الكبير بينهما فيما يتعلق بتأمين الألعاب الأولمبية من خلال مساهمة مغربية في هذا المجال”.

ويرى الفاتحي، الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، أن “التعاون الأمني والقضائي بين فرنسا والمغرب كان متقدما بشكل كبير وله تراكمات، حتى قبل الاعتراف الفرنسي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية”، منبها إلى أن “الجديد المضاف اليوم هو كون الجزائر في سياق تهديد وزير خارجيتها تجاه فرنسا عقب موقفها من مغربية الصحراء، وأنها (الجزائر) يمكن أن تجيش وكلاءها وعددا من العناصر التابعة لها لإحداث الفوضى مستغلة عددا من التظاهرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في فرنسا، وفي سياق الأحداث الرياضية الحالية”.

وشدد على أن “ما يهم فرنسا هو أن يكون هناك تعاون على تأمين هذه المرحلة التي تعيش اليوم حالة من التهديد والوعيد الجزائري، والذي تعتقد فرنسا بأنه لا يكون مؤسساتيا بقدر ما يكون عن طريق إثارة الفوضى والبلبلة، علما أن الجزائر لها جالية مهمة في فرنسا، ويمكن أن تكون مساحة حرية التعبير والاحتجاج فرصة لإرباك الموقف الفرنسي على المستوى الداخلي، أو يشكل ذلك محورا للإنتقام الجزائري من فرنسا عقب موقفها الأخير من قضية الوحدة الترابية”.

وخلص الخبير ذاته إلى أن “فرنسا تعول على المغرب، خاصة في المجال الأمني، في سياق هذه التحولات والمتغيرات، وفي ظل تهديد أطراف بأنها ستنتقم للسلوك الفرنسي المتعلق بالاعتراف بمغربية الأقاليم الجنوبية للمملكة”.