لماذا وإلى أين ؟

بعد اعتراف فرنسا بمغربيتها .. الجزائر تقحم الصحراء في محادثات مع إيطاليا

مازالت تداعيات الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء تربك حسابات الجزائر، إذ لم تجد الأخيرة حرجا في إقحام ملف الصحراء في بلاغ لمحادثات ثنائية جمعت الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية، ونظيره الإيطالي.

فرغم أن بيان الخارجية الجزائرية أكد على أن المباحثات التي جمعت المسؤولين يوم الاثنين 5 غشت الجاري، بالعاصمة الايطالية روما، جاءت في إطار الدورة الثالثة لما تسميه “الحوار الاستراتيجي الجزائري-الايطالي حول العلاقات الثنائية”، إلا أنها فضلت من جديد، إقحام ملف الصحراء المغربية في الموضوع.

وأكدت الخارجية الجزائرية أن أمينها العام لوناس مقرمان، التقى نظيره الايطالي، ريكاردو غواريغليا،  بهدف “تقييم مرحلي للتعاون الثنائي وآفاقه في مختلف القطاعات، على ضوء المخرجات التي تم اعتمادها خلال الدورة الثانية لهذه الآلية المنعقدة بالجزائر العاصمة يومي 2 و 3 يوليو 2024، كما شكلت خطوة مهمة في التحضير  للاستحقاقات الثنائية المقبلة، لا سيما القمة الجزائرية الإيطالية الخامسة”، وهو ما يؤكد الطابع الثنائي الصرف لهذا اللقاء بعيدا عن أي صراع إقليمي مفتعل لا دخل لإيطاليا فيه، ويسير في طريق الطي النهائي بعد اعتراف دول كبرى بمغربية الصحراء، آخرها فرنسا.

وأصرت الخارجية الجزائرية، في بيانها حول اللقاء على إيجاد مساحة لإقحام ملف الصحراء، حيث ذكرت ضمن فقرة صغيرة في نهاية بيانها أنه “خلال هذه المباحثات بين الطرفين، أجرى مقرمان، مع نظيره الإيطالي، مبادلات معمقة حول وضع العلاقات الجزائرية الإيطالية وآفاق تعزيزها، وكذا القضايا الإقليمية والدولية المشتركة ولا سيما الوضع في غزة، ومسألة الصحراء، والوضع في منطقة الساحل والعلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي”.

ويرى مراقبون أن “إقحام الجزائر لملف الصحراء في هذه المحادثات، كما تعودت على ذلك في كل المناسبات، جاء نتيجة حالة الارتباك التي أحدثتها الاعترافات المتتالية بمغربية الصحراء وبمخطط الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب لوضع حل نهائي لهذا النزاع المفتعل”.

وصدر أول رد فعل رسمي من الجزائر على قرار الاعتراف الرسمي لفرنسا بمغربية الصحراء، حيث قررت الجزائر سحب سفيرها من باريس بشكل فوري، اليوم الثلاثاء 30 يوليوز 2024.

يأتي هذا بعد تحول تاريخ في الموقف الفرنسي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء 30 يوليوز 2024، عن الاعتراف الرسمي لبلاده بمغربية الصحراء.

وقال ماكرون في رسالة مفصلة وجهها إلى الملك محمد السادس، والتي تتزامن مع تخليد الذكرى ال 25 لعيد العرش، أنه “يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية”، مؤكدا “ثبات الموقف الفرنسي حول هذه القضية المرتبطة بالأمن القومي للمملكة”، وأن بلاده “تعتزم التحرك في انسجام مع هذا الموقف على المستويين الوطني والدولي”، وفق ما نقله بلاغ للديوان الملكي.

وشدد الرئيس الفرنسي على أن “دعم بلاده لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007 واضح وثابت”، مضيفا أن هذا المخطط “يشكل، من الآن فصاعدا، الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي، عادل، مستدام، ومتفاوض بشأنه، طبقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
8 أغسطس 2024 13:26

هل ايطاليا لها نظام مخبول كنظام الكبرانات حتى تسير في خطى لم تتبعها حتى قبل اعتراف فرنسيا بمغربية الصحراء، وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. ؟

مراقب
المعلق(ة)
8 أغسطس 2024 06:34

مساكين يستحقون الشفقة والعطف

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x