2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

شهدت مدينتا طنجة وتطوان في الأسابيع الأخيرة جدلاً واسعاً نتيجة تفجر قضيتي نصب كبيرتين أثارتا قلق السكان المحليين وأطلقتا سلسلة من الشكاوى أمام السلطات القضائية. تتعلق القضية الأولى بعملية نصب مرتبطة بالتسويق الهرمي في طنجة، بينما ترتبط الثانية بعملية نصب عبر وعد برحلة وهمية إلى تركيا في تطوان.
التسويق الهرمي
تفجرت في مدينة طنجة قبل أسابيع قضية نصب كبيرة تتعلق بالتسويق الهرمي، حيث تم توقيف ثلاثة أشخاص على ذمتها، فيما لا تزال التحقيقات مستمرة مع عدد من المتهمات الأخريات المعروفات بـ”الأدمينات”. هذه القضية أثارت ضجة كبيرة في المدينة، حيث وصل عدد الشكاوى المقدمة إلى النيابة العامة بطنجة، حسب مصادر موثوقة، إلى الآلاف بمعدل أكثر من مائة شكاية يومياً. المبالغ التي تم الاستيلاء عليها في إطار هذه العملية تُقدر بملايين الدراهم، ويُعتقد أن المبالغ المفقودة راوحت السبع مليارات سنتيم.
الضحايا الذين قدموا شكاويهم أفادوا بأنهم تعرضوا للإغراء بأرباح خيالية من خلال نظام التسويق الهرمي، إلا أنهم فقدوا أموالهم بعد انكشاف الخدعة. وقد قامت السلطات بتعميق التحقيقات للوصول إلى جميع المتورطين وضمان إعادة الأموال إلى أصحابها.
سياحة إلى تركيا
أما في مدينة تطوان، تقول المصادر، أن عدد شكاوى المواطنين ضد سيدة تُتهم بالنصب عليهم من خلال وعدهم برحلة سياحية إلى تركيا، تتصاعد بشكل كبير، وهو الوعد الذي تبين لاحقاً أنه مجرد وسيلة للاحتيال. السيدة، التي تعمل في شركة للتدبير المفوض بتطوان، جمعت مبالغ مالية كبيرة من الضحايا، حيث فاقت قيمة المبالغ التي حصلت عليها مليوني سنتيم عن كل ضحية الذين وصل عددهم إلى العشرات، قبل أن تختفي عن الأنظار.
الضحايا الذين اكتشفوا أنهم تعرضوا لعملية نصب جماعية، توجهوا بشكاويهم إلى النيابة العامة في تطوان، التي اطلعت صحيفة “آشكاين” الإلكترونية على نسخ منها، مطالبين بالتحقيق الفوري واسترداد أموالهم. وقد بدأت السلطات بالتحقيق في هذه الشكاوى، ولكن حتى الآن لم يتم العثور على المتهمة أو استرجاع الأموال.
مأساة “مجموعة الخير”
وقد اهتزت منطقة بنديبان بمدينة طنجة، مساء الخميس 8 غشت الجاري، على وقع حادثة مأساوية، على وقع إقدام إحدى القاطنات بالحي، وهي امرأة أربعينية على وضع حد لحياتها بشرب مادة “الماء القاطع” داخل منزل بالعرائش. وقد استدعت الحادثة تدخل السلطات المحلية، حيث تم نقل الهالكة إلى المستشفى الجامعي بطنجة من أجل تلقي الإسعافات اللازمة، لتلفظ أنفاسها الأخيرة هناك.
وحول أسباب إقدام الهالكة على فعلها، يرجح أن السبب الرئيسي هو تورطها في عملية نصب كبيرة تتعلق بالتسويق الهرمي، والذي تديره مجموعة تسمى “مجموعة الخير” في مدينة طنجة. وفقًا للمصادر المحلية، كانت الهالكة تلعب دور “الأدمينة”، وهي المسؤولة عن جمع الأموال من المشاركين في هذا النوع من التسويق الهرمي، حيث قامت بجمع مبالغ من محيطها قبل أن تفاجئ بخير عملية النصب.
تداعيات اجتماعية وقانونية
هذه القضايا أثارت قلقاً واسعاً بين السكان، حيث أصبحت عمليات النصب ظاهرة مقلقة تهدد الأمان الاقتصادي للأفراد. خاصة وأن عمليات النصب هاته سبقتها عمليات أخرى مشابهة، كعملية نصب سابقة بطنجة وتطوان ومدن أخرى بربوع المملكة تحت اسم “هبة الإرث”.
وعزى البعض انتشار هذه الجرائم إلى ضعف التوعية القانونية وعدم فهم الأفراد لطبيعة بعض العمليات التجارية المضللة مثل التسويق الهرمي. من جهة أخرى، يطالب البعض بتشديد الرقابة على الشركات والمؤسسات التي تتعامل مع الجمهور للحد من مثل هذه الممارسات.
استنفار أمني
السلطات الأمنية والقضائية في كل من طنجة وتطوان تواجه الآن تحدياً كبيراً في التعامل مع تزايد شكاوى النصب. وهناك دعوات لتكثيف جهود التحقيقات وتسريع الإجراءات القانونية لضمان محاسبة المتورطين وحماية المواطنين من الوقوع في مثل هذه الفخاخ مرة أخرى.
ومن جانبها، أكد مصدر أمني مسؤول، أن السلطات الأمنية تأخذ هذه القضايا على محمل الجد، وسيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لردع هذه الأنشطة الإجرامية مستقبلا، فضلا عن استرداد حقوق أصحابها.
تشديد المراقبة
في ظل هذه التطورات، تبرز الحاجة الماسة إلى تعزيز التوعية المجتمعية بأهمية الحذر من العمليات التجارية غير الموثوقة وضرورة التحقق من مصداقية أي عرض تجاري قبل المشاركة فيه. كما يجب على الجهات المختصة زيادة الرقابة على الأنشطة الاقتصادية التي قد تكون عرضة للاستغلال من قبل المحتالين.
ويجعل تصاعد عمليات النصب في المدن المغربية، السؤال مشروعا حول مدى كفاءة الإجراءات الوقائية المتبعة حالياً، ويؤكد على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لحماية المواطنين من هذه الجرائم التي تهدد استقرارهم الاقتصادي والاجتماعي.
للاسف اين دور السلطة فيما يحدث
لماذا لا تنشر إعلانات في القنوات العمومية تحذر المواطنين من النصب والاحتيال
وتطالبهم بالتبليغ باي شيء يثير الشبه
ونفس الشيء تتغافل عنه شركات الاتصال التي يقع زبنائها ضحايا ارقام نصابين
ويظهر ان هاته الشركات لا يهمها الامر بقدر ما يهمها ان تحقق ارباح من كلا الطرفين
في هذا الوطن هناك اهمال في كل شيء
في حين انه في الدول الغربية نجد شركات الاتصال الابناك ترسل بين الفينة والتخرى رسائل لزبنائها تنصحهم وتحذرهم
.. يا عباد الله استفيقوا… الربح السريع للمال لا يكون إلا عن طريق القمار أو عن طريق السرقة التي ضمنها النصب و الاحتيال, وهذا محرم أخلاقيا و دينيا. و المثل الدارج يقول “الطماع تيقضي عليه الكذاب”. ربح المال الحلال، لا يتأتى إلا عن طريق العمل، و العمل فقط.