لماذا وإلى أين ؟

من يتحمل مسؤولية إخفاق الرياضة المغربية في أولمبياد باريس؟

لا يختلف اثنان على الأداء المتواضع للبعثة الأولمبية المغربية في أولمبياد باريس 2024، حيث لم يحقق المغرب سوى ميداليتين يتيمتين لكل من سفيان البقالي والمناخب المغربي الأولمبي لكرة القدم، وهو ما يرقَ إلى مستوى التطلعات التي كانت معلقة على أكتاف الرياضيين المغاربة. هذا الأداء أثار تساؤلات عديدة حول الأسباب الكامنة وراء الإخفاق، وعمّا إذا كانت هناك استراتيجيات فاشلة أو تحديات لم يتم التعامل معها بالشكل المطلوب.

رشيد الحذيفي – إعلامي المتخصص في الشأن الرياضي وخبير رياضي

في نفس السياق، قال رشيد الحذيفي،  الإعلامي المتخصص في الشأن الرياضي إنه “في الوقت الذي كان ينتظر فيه الجميع تحسن أداء الرياضة المغربيط في الألعاب الأولمبية في باريس، لاحظنا إخفاقات جديدة تسجلها الرياضة المغربية. بل أكثر من ذلك، فتراجع الرياضة المغربية استمر منذ الألعاب الأولمبية في بطين 2008، وواصل أداءه المتواضع في لندن 2012 و ريو ديجانيرو 2016 و طوكيو 2020، ليبقى الحال على ما هو عليه في دورة باريس 2024، لولا ذهبية البقالي وأداء تيندوفت ونحاسية المنتخب الأولمبي التي صنع بها التاريخ كأول منتخب عربي يصل لهذه المحطة، لكان الإخفاق قد طبع المشاركة المغربية”.

وأضاف الحذيفي، ضمن تصريح خص به جريدة ”آشكاين” أنه “من العيب أن نختار أبطالا للمشاركة في الأولمبياد، لا يستطيعون حتى إتمام المنافسة، والذي يؤسف له أكثر، هو تراجع رياضة الملاكمة وألعاب القوى التي كنا دائما نراهن عليها، وخاصة ألعاب القوى التي منحت المغرب أكبر عدد من الميداليات، حيث أن 13 عداء وعداءة شاركوا في أولمبياد باريس، لكن ظل المغرب يراهن على الميدالية النحاسية إلى غاية يوم الأحد الأخير من الألعاب الأولمبية، وأخفاق فاطمة الزهراء الكردادي في الماراثون وهي التي كان يعلق عليها الأمل باعتبارها صاحبة البرونزية في بطولة العالم”.

وأبرز ذات الخبير في الشأن الرياضي أن “هذه الإخفاقات تطرح تساؤلا حول الدور الذي يجب أن تقوم به اللجنة الوطنية الأولمبية التي يرأسها يرأسها فيصل العرايشي، بعدما فشلت في إسعاد المغاربة، وقبل ذلك فشلت في إنقاذ الرياضة المغربية، بعدما صرفت ثمانية ملايير دولار للتحظير للألعاب الأولمبية، فهذا الإخفاق يبرأ أولا من التبذير المالي. ومنه يجب أن نتحدث حول دور الجامعات الرياضية في إعداد الأبطال الأولمبيين، فنحن في حاجة أولا للوقوف عند هذه التجربة الفاشلة من أجل تصحيح المسار، ويبقى الأمل معقود على المستقبل، وطبعا البحث عن سبل جديدة لتحظير الرياضيين بشكل يضمن أن لهم القدرة على المنافسة وتحقيق الإنجازات”.

واسترسل  الحذيفي قائلا:” إننا هنا يجب أن نركز على دور اللجنة الأولمبية، والتي تظم بعد رؤساء الجامعات الرياضية الذين أكدوا على فشلهم، ومنهم جواد بلحاج رئيس الجامعةالملكية المغربية للملاكمة، وفؤاد مسكوت رئيس الجامعة الملكية للمصارعة، فضلا عن رئيس جامعة كرة السلة وجامعة التايكوندو، وهذه هي الرياضات التي كنا نراهن عليها بشكل أكبر. حتى أن عاملا آخر مهم، يتعلق بما الجدوى من المشاركة برياضيين ورياضيات ‘ديال البرستيج والسلام’ بدل تشجيع رياضيين ورياضيات آخرين على الانخراط ولما لا أن يكونوا أبطالا مستقبلا”.

وأوضح الحذيفي أن “الجامعات الرياضية ليس لها سياسة استراتيجية للرياضة، وتغيب عنها أي برامج أو أهداف، وأكثر من ذلك، فإنها تصرف المنح دون حسيب أو رقيب، وهذا ما سيجعلنا دائما نطالب بمراقبة ومحاسبة المال الرياضي الذي يهدر دون تحقيق أي نتائج”. مضيفا، أن “إخفاقات هذه السنة في باريس، تعود بالذاكرة إلى الإخفاقات التي سجلتها المشاركة المغربية في أولمبياد بيكين 2008، والتي على إثرها جاءت الرسالة الملكية للرياضيين في الصخيرات يوم 25 أكتوبر 2008. وهنا يجب الإشارة إلى نقطة مهمة كذلك، وهي أن ما حاول أن يبرر به الإخفاق المدير التقني للجنة الأولمبية المغربية، حسن فكاك، والذي جاء فيه أن النتائج كانت متميزة وأحسن من الدورات الأخرى، فقد ردت عليه العداءة نزهة بدوان، رئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضة، وأخبرته بصراحة أننا دائما كنا في الصفوف الأولى وضمن العشرين الأوائل فيما يخص ألعاب القوى”.

وحول من يتحمل المسؤولية في هذا الإخفاق، قال الحذيفي إن “هناك عدة أوجه لهذا الإخفاق، فلا يعقل أن 60 رياضيا حصدوا فقد ميداليتين، وحتى هاتين الميداليتين فالأولى تأتي في إطار الطفرة الكروية التي تعرقها كرة القدم المغربية بعد مونديال قطر 2022، وهذا يحسن لاستراتيجية الحامعة الملكية لكرة القدم، وبالنسبة لسفيان البقالي وحسن ما يتردد في الأوساط الإعلامي فهو نتاج مجهود فردي، قدمت بعده الجامعة هدية للعداء من أجل طمس فشلها، فلا يعقل أن تكون لديك رياضة مزدهرة على المستوى العالمي ولديك إخفاقات وصعوبات في تدبير الشأن الرياضي محليا، ومن أجل للنجاح مستقبلا أهتقد أنه علينا التركيز على الرياضات التي من الممكن أن نعطي فيها، ونزيد من الاهتمام بالرياضات الجماعية المدرسية، ونتمنى أن يكون هذا الإخفاق آخر الإخفاقات، وذلك لن يكون إلا بمحاسبة من كان وراء هذا الإخفاق”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

4 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
مريمرين
المعلق(ة)
13 أغسطس 2024 12:57

من يتحمل مسؤولية إخفاق الرياضة المغربية في أولمبياد باريس : هو من يتحمل إخفاق إدارة المخطط الأخضر ، هو من يتحمل فشل سياسة إصلاح التعليم ، هو من يتحمل مسؤولية إعمار مناطق الزلزال ، هو من يجعل المواطن يلجأ لملك البلاد لأن الإدارة لم تقم بواجبها ، هو من يعمل ضد الإرادة الملكية الواضحة و المتكررة في الخطابات السامية.

علي
المعلق(ة)
12 أغسطس 2024 19:54

هل انتم جديون ام تذرون الرماد في العيون
لماذا لم تسألوا اين الأبطال السابقين في المناصب
هل سبق لك رؤية مسؤولين بدون ربطة العنق
لقجع هو الوحيد للي عندو ارادة قبل ان تكون لديه سياسة
متلازمة باك صاحبي هي اصل الداء عندنا في نظري
والكل الان ينتظر مرور العاصفة لتعود حليمة الى عاداتها

البركاني
المعلق(ة)
12 أغسطس 2024 18:50

تيمور أو سرطان المنتشر في جسم الادارة المغربية…رؤساء جامعات فاسدين..سؤال ،ما دور الجامعة الملكية للرياضة للجميع ؟

احمد
المعلق(ة)
12 أغسطس 2024 18:24

كل الرياضات قد نجد مبررا لاخفاقها نظرا للفارق الزمني والحظاري مع دول الغرب إلا رياضتين لا تبرران التقاعس والاخفاق، وهي رياضة كرة القدم التي لم يعد هناك ما يبرر فيها التراجع اليوم بما حققته من انجازات وما تضمه من ابطال عالميين، ورياضة العاب القوى التي حققنا فيها منافسة عالمية قوية. في الثمانيات وبداية التسعين، واعطى المغرب ابطالا من العيار الثقيل، لكن سرعان ما تراجعنا ودخلنا في سبات عميق لسنوات بدون ان يتير ذالك اي تساؤل او يؤدي لاي خطوة لتصحيح الوضع.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x