2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
هل يؤزم ملف حراك الريف العلاقات الدبلوماسية المغربية الأمريكية؟

فاروق مهدوي/صحافي متدرب
بعد أن أثر على العمل السياسي في المشهد المغربي، و بعد أن وصل صداه إلى مجموعة من البرلمانات الأوربية، وكان في واجهة الأزمة بين المغرب و هولندا، ها هو ملف حراك الريف يصل إلى الكنغريس الأمريكي ليصبح من الملفات التي تأرق الدبلوماسية المغربية وتحرجها في المحافل الدولية.
البيت الأبيض في الأيام القليلة الماضية، عين ” دفيد فيشر” سفيرا له في المغرب، وعلاوة على الأسئلة المتعلقة بالإرهاب والتعاون الثنائي والعسكري مع دولة شريكة مثل المغرب، وكذلك ملف الصحراء الحاضر في أجندة البيت الأبيض، إزدادت إلى أجندة السفير مهمة معالجة الملف المرتبط بحراك الريف، الذي اعتبرته ملفا ذو طبيعة حقوقية-سياسية .
وتعهد السفير الجديد لواشنطن بالرباط، وفق محضر لجنة الخارجية للشيوخ، أنه بمجرد إلتحاقه بمنصبه الجديد سيعمل جاهدا على معالجة قضية معتقلي الريف مع الدولة المغربية، بطرق تتناسب و العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، و يعزي هذا التدخل إلى المطالب المشروعة و الإجتماعية للمعتقلين.
كما أن السفير الأمريكي أشار إلى “الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان” بمنطقة الريف، وجملها في الأحكام التي صدرت في حق نشطاء الريف و التي وصلت إلى 20 سنة في حق بعضهم.
وقبل تصريحات السفير الأمريكي، كانت الدبلوماسية المغربية قد انتقدت وحاولت التصدي لمجموعة من الدولة الأوربية التي كانت قد عقبت على أحداث حراك الريف، معللة ذلك بأن الملف يبقى داخليا، وأن أي تدخل من طرف خارجي في هذا الملف يعتبر مسا بالسيادة الوطنية للدولة المغربية. ولعل تصريحات المسؤولين الهولنديين، وكيفية تعامل وزير الخارجية المغربية معهم كافية لفهم الرد الحازم على من يتحدث في هذا الملف، حيث وقعت أزمة بين البلدين في أعقاب احتجاج دبلوماسي عنيف من الرباط.
لكن هل تستطيع الدبلوماسية المغربية أن ترد على تصريحات السفير المرتقب لواشنطن بالرباط ؟ أم أنها ستكتفي بالصمت تجنبا لأزمة مع الولايات المتحدة الأمريكية في ظل وجود رئيس لا يتقن إلا لغة التهديد في معاملاته الدولية؟ أم أن تعيين السفير الجديد لواشنطن بالرباط سيكون فأل خير على ملف لازالت مخرجاته لم تتضح بعد؟
ملف حراك الريف بعد أن استطاع أن يخلط الأوراق في الداخل و الخارج، ها هو اليوم يخطو نحو الأمام من أجل تنصيب نفسه كأول ملف دبلوماسي في المغرب، بعد أن سيطر ملف الصحراء المغربية على النقاشات الدبوماسية المغربية سواء إقليميا أو قاريا وحتى دوليا.