لماذا وإلى أين ؟

مراقب بانتخابات الدومينيكان يكشف دور اعترافها بمغربية الصحراء في إسقاط أطروحة البوليساريو بأمريكا اللاتينية (حوار)

اعترفت جمهورية الدومنيكان، على لسان رئيس جمهورية الدومينيكان، لويس أبينادر، بمغربية الصحراء، وأعربت عن نيتها فتح قنصلية لها في الداخلة.

وصدر، يوم السبت 17 غشت الجاري، عن وزارة الشؤون الخارجية لجمهورية الدومينيكان، بلاغ على إثر الاستقبال الذي خص به رئيس جمهورية الدومينيكان، لويس أبينادر لوزير الشؤون الخارجية، التعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وكلفه بإبلاغ الملك محمد السادس، بـ“الدعم الثابت لجمهورية الدومينيكان لسيادة المغرب على الصحراء وعزمها على جعل افتتاح قنصلية بمدينة الداخلة كأولوية ضمن خطط التوسع المستقبلية”.

هذا الدعم الصادر من الدومينيكان يثير العديد من التساؤلات عن مصير أطروحة الإنفصال في دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، وما إن كان المغرب قد شرع من خلال هذه الخطوة في تقويض أطروحة البوليساريو في أمريكا اللاتينية، وهو ما دفع جريدة “آشكاين” لاستضافة الباحث في السياسات العمومية والعلاقات المغربية اللاتينية، عضو لجنة الاخلاقيات بالأممية الاشتراكية، والمراقب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بالدومينيكان، مشيج القرقري.

وفي ما يلي نص الحوار:

بداية..هل بهذا الاعتراف من جمهورية الدومينيكان يمكن القول إن المغرب شرع في اسقاط التواجد الطرح الانفصالي للبوليساريو بدول أمريكا اللاتينية المعروفة بدعمها للانفصال؟

المغرب يتمتع بصدى جد محترم بجمهورية الدومينيكان، ويعتبر النموذج الأمثل للتعاون مع الدول العربية والأفريقية، كما تلعب صورة صاحب الجلالة دورا أساسيا في التقارب بين الدولتين، حيث يعتبر ملك المغرب شخصية كاريزمية والجميع يقدر الأدوار التي بلعبها على الصعيد الدولي.

تقوم الدبلوماسية المغربية الرسمية منها، عبر سفارة المملكة والبرلمانية والسياسية والشبابية أدوار إيجابية ترسيخ صورة المغرب كدولة نموذج للتطور الاقتصادي و الانفتاح على العالم وإمكانية أن تلعب دور منصة للاستثمار و التبادل التجاري و الثقافي بين دول أمريكا اللاتينية و أفريقيا.

وتأكيد الرئيس المنتخب لولاية ثانية لويس أبينادر على دعم بلاده لمغربية الصحراء واستعداده لفتح تمثيلية دبلوماسية بالأقاليم الصحراوية وبالأخص بمدينة الداخلة، هي خطوة مهمة لعدة اعتبارات,

اولها، أن الرئيس الذي يتزعم “el partido Revolucionario moderno” أو الحزب الثوري الإحداثي، ذو المرجعية اليسارية والمعروف بدوره الكبير داخل منتدى الأحزاب اليسارية بأمريكا اللاتينية، وبالتالي اقتحام معسكر حزبي وسياسي قوي بالقارة، كان دائما معاكسا لقضايانا الوطنية من منطلق الجرب الباردة والاصطفافات التي خلفتها يمين – يسار,

وقد كنت ضمن المراقبين الدوليين ممثلا لحزب الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية المغربي، ضمن منتدى أحزاب أمريكا اللاتينية و الكاريبي، وأعي أهمية ووزن الحزب الثوري الإحداثي PRD داخل هذه المنظومة.

صورة للمحاوَر ضمن وفد المراقبين الدوليين بإنتخابات الرئاسية جمهورية الدومينيكان

الدعم الصريح لمغربية الصحراء، سيشجع عدد من الاحزاب الحاكمة أو المعارضة لأن تراجع موقفها المحكوم بمبدأ دعم الشعوب، والذي كان المغرب أحد داعميه عبر تواجده بحركة عدم الانحياز وفي مختلف المنظمات الدولية.

أغلب الحركات اليسارية بأمريكا اللاتينية، خاصة الموجودة في الحكم، المكسيك، البرازيل، الشيلي، وغيرها، أصبحت تعي أن مستقبل القارة مرتبط بالتعاون جنوب جنوب، أي دعم محور أفريقيا أمريكا اللاتينية، أكبر محور اقتصادي صاعد في العالم وأكبر احتياطي للمواد الخام الاستراتيجية وأكبر منتج الطاقات البشرية.

والخطوة الجديدة لجمهورية الدومينيكان هي أكثر من مهمة، و تدفع في اتجاه التطبيع مع موقف دعم وحدة الشعوب والحق في صيانة أراضيها، علما أن عددا من الدول اللاتينية تعاني من مشاكل مرتبطة بوحدة أراضيها و تعاتب من صمت من تبعات الحركات الانفصالية.

طيب.. هل نفهم من كلامك أن دعم الدومينيكان سيقوض مشروع الانفصال لدى باقي دول أمريكا اللاتينية؟

سيجعل عددا من الأحزاب الحاكمة أو المعارضة، ترى الموضوع من زاوية أخرى غير المرتبطة بما خلفته الحرب الباردة.

وبتالي سنشهد ما يمكن تسميته تأثير الدومينو efecto domino, بتوالي مراجعة المواقف السياسية ثم بعدها مراجعة المواقف الرسمية/الحكومية.

صورة للمحاوَر ضمن وفد المراقبين الدوليين بإنتخابات الرئاسية جمهورية الدومينيكان

من هنا تشجيع كل الأحزاب و المنظمات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية على اقتحام “العرين” القديم و إسقاط الستار وتبيين الحقيقية.

أخيرا.. كيف سينعكس هذا الأمر على مسار العلاقات الثنائية بين البلدين؟

الدولتان يجب أن تجعلا من علاقتهما المتميزة منصة لكل منهما في محيطهم المباشر، سواء اقتصاديا، سياحيا وثقافيا، ومن الممكن أن يتحولا إلى نموذج للدول الصاعدة.

النموذج الديمقراطي في الدومنيك جيد جدا في محيط تبقى فيه اللعبة الديمقراطية غير سليمة، و هي من الدول القليلة التي لا تتدخل عوامل خارجية في السياسة والانتخابات.

كما أن المغرب يشهد تطورا ديمقراطيا مهما، ويصعد في سلم مؤشرات الديمقراطية على الصعيد الدولي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x