العجلاوي يكشف السبب الحقيقي وراء تهريب الجزائر عنصر البوليساريو لمؤتمر طوكيو

لم تنته بعد فضيحة محاولة الجزائر تهريب عناصر من جبهة البوليساريو متنكرين باسم الوفد الجزائري إلى الاجتماع الوزاري التحضيري للمؤتمر الدولي التاسع لطوكيو حول تنمية إفريقيا (TICAD 9)، المقرر عقده في 24-25 غشت 2024 في طوكيو.

فبعد الفضيحة الموثقة بالفيديو لتسلل لعنصر البوليساريو وإخراجه يافطة مخالفة للمدعوين، عاد الإعلام الرسمي وغير الرسمي الجزائري للترويج لما سموه “انتصارا للبوليساريو”، مستندين على البيان الختامي لمؤتمر تيكاد.

ولم تكتف الأذرع الإعلامية الجزائرية بما سبق، بل روجت لكون المغرب انسحب من القمة، دون أن يأتوا بدليل واحد، في حين أن البيان الختامي للقمة، الذي اطلعت عليه آشكاين”، لم يشر لما ذكر، وهو ما يفتح المجال للتساؤل عن دلالات العبارات المستعملة في البيان، وما هي غاية الجزائر من ترويج “انتصار دبلوماسي وهمي”  عقب فضيحة تهريبها لعناصر البوليساريو.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير في العلاقات الدولية الباحث في مركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، الموساوي العجلاوي، أنه “قبل أشهر انعقد اجتماع للاتحاد الإفريقي وتحدثوا فيه عن مشاركة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في الملتقيات الدولية، وكان وزير الخارجية الجزائرية يتباكى في ذلك الاجتماع في تعقيبه على القرار”.

وأكد العجلاوي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “هناك نصا وقع الاتفاق عليه في المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي في دجنبر 2016، احتسابا لدخول المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، ينص على مشاركة جميع الدول الأعضاء للاتحاد الإفريقي في الملتقيات الدولية”.

وأبرز أن “هذا النص المذكور لم يعد له وجود بعد الاجتماع قبل الأخير للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، بحيث لم يعد هناك إلزام  بوجود كل أعضاء الاتحاد الإفريقي في الملتقيات الدولية  إذا لم تكن عضوا في الأمم  المتحدة، ما يعني أن نص 2016 أصبح لاغيا”.

وشدد على أن “ما جرى في طوكيو يلاحظ فيه أن عنصر البوليساريو أتى باللافتة مكتوب عليها “الجمهورية الصحراوية” مخبأة في حقيبته، كما وثق ذلك الفيديو، ولو كانوا مدعوين إلى هذا الاجتماع لما تكبدوا عناء مسرحية التخفي، وهو دليل على أنه لم يستدعوا إلى المؤتمر”.

وأضاف أن “محمد سيدي أعلي تسلل إلى الصف الأخير من وراء المدعوين لأخذ صورة ويشرئب بعنقه  لكي يظهر في الصورة ولكنه لم يحمل البطاقة التعريفية التي تكون لدى المدعويين (البادج)، ما يعني أننا نتحدث عن تسلل لهذا الاجتماع”.

وتساءل الخبير ذاته “عن سبب إصرار الدولة الجزائرية على إحضار البوليساريو ولو كانوا غير مدعوين”، مؤكدا على أن “عناصر البوليساريو حضروا لمؤتمر طوكيو بـ”بادجات” جزائرية واقحمت أسماؤهم في لائحة الوفد الجزائري، و”البادج” الذي حمله عنصر البوليساريو كان يخص المدعوين فقط، وبما أنهم غير مدعوين فإن “البادج” الذي حملوه يخص الجزائريين”.

وأشار إلى أن “إصرارا الجزائر على حضور البوليساريو هو من أجل أخذ صورة، وتسويقها داخل المخيمات على أساس أن ما يسمى “القضية الصحراوية” تحضر في مؤتمرات دولية، وكل الحملات التي عقبت أحداث هذه القمة تروج لهذه الأمر”.

ونبه العجلاوي إلى أن “الجزائر تنهجن دبلوماسية التسلل والصور، ودبلوماسية الإعلانات، لأن الجزائر في حاجة لها الآن في خضم التحضير لولاية ثانية لتبون والتي أصبحت محسومة، في ظل الترويج لوعود انتخابية كبيرة من قبيل بعث الغاز إلى لبنان، والقضية الفلسطينية، وكلها مجرد  فرقعات إعلانية للترويج بأن الجزائر تسجل انتصارات دولية، بل حتى ملف الصحراء أقحمه تبون في حملته الانتخابية”.

وأضاف أن “البوليساريو لن تقدم أي شيء في قمة اقتصادية لدول إفريقية مع اليابان، لأنهم فقط يبحثون عن الصورة، في حين أن الفيديو المغربي كشف المستور لما كان يهيأ له بشأن تسلل البوليساريو، والآن أصبح الجميع يتحدث عن فضيحة ولجوء ‘الدبلوماسي’ الجزائري للعنف والذي يعكس تعامل دولته”.

وتابع العجلاوي أن “البعد السياسي لكل ما حدث هو أن ملف الصحراء انتهى عمليا من مرحلة الشد والجذب، وانتقل إلى مرحلة جديدة فيها انتصار للحل السياسي بمبادرة الحكم الذاتي ورفض لكل طروحات البوليساريو والنظام الجزائري، وهي من أهم المكاسب الدبلوماسية المغربية”.

وبخصوص ما روجت له الجزائر والبوليساريو من “انتصارات وهمية” من خلال بيان مؤتمر تيكاد، فندها العجلاوي “بما صرحت به اليابان بأنها لم تستدع البوليساريو”، لكنه تساءل في الوقت نفسه عن “سبب عدم وقوع مثل هذه الأحداث مع روسيا والصين والدول العربية، والاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة الأمريكية”، مبررا ذلك “بوجود موقف رخو لليابان”.

وخلص إلى أن “ما حدث في تونس، تم تبريره بأن الجزائر  قدمت مقابلا لقيس سعيد ليقوم بذلك الدور، لكن كان من المفترض في اليابان أن يطلب من البوليساريو الانسحاب فورا”، مشددا على أنه في “القمم المقبلة على المغرب أن ينسحب في حال حضرت البوليساريو بأي صفة من الصفات”.