بينما تريد بنعلي استيراد نفايات أوربا إسبانيا تحقق في استيراد نفايات نسيج من المغرب

في الوقت تستعد فيه وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، إلى استيراد آلاف الأطنان من النفايات المنزلية والإطارات من عدة دول أوروبية، من بينها إسبانيا. فتحت سلطات الجارة الإسبانية نفسها، اليوم الثلاثاء، تحقيقا مع مديري شركة متهمة باستيراد أطنان من النفايات هي الأخرى من المغرب.

وحسب مصادر إعلامية إسبانية، فقد فتح عناصر دائرة حماية البيئة (SEPRONA) التابعة للحرس المدني الإسباني للجزيرة الخضراء، تحقيقا مع شخصين يزعم أنهما مسؤولان عن جريمة النقل غير المشروع لأطنان من نفايات المنسوجات. الأشخاص الذين تم التحقيق معهم هم مديري شركة استوردت هذه النفايات من المغرب ونقلتها إلى مدينة سان روكي، عن طريق ميناء الجزيرة الخضراء كنقطة دخول.

وقالت المصادر نفسها، إن التحقيق انطلق بفضل المعلومات التي قدمها فريق دائرة حماية البيئة في قادس، الذي اكتشف عددا كبيرا من أكياس نفايات النسيج المكدسة داخل مستودع في منطقة سان روكي. حيث افتقرت هذه المرافق إلى التراخيص والأذونات اللازمة لإدارة هذا النوع من النفايات، مما أثار الشكوك في وجود جريمة بيئية محتملة. وخلال التحقيق، اكتشف العناصر سفينة أخرى قريبة، مليئة أيضا بأكياس نفايات المنسوجات وتديرها نفس الشركة.

وأشارت المصادر، أن التحقيق مع مديري الشركة يأتي بسبب مسؤوليتهم المحتملة في هذه الجريمة البيئية، والتي يمكن أن يكون لها عواقب قانونية واقتصادية مهمة، كما يواصل الحرس المدني الإسباني الإجراءات لتوضيح جميع تفاصيل هذه القضية وتحديد مدى المخالفات المرتكبة.

وفي سياق ذي صلة، وصل الجدل الذي رافق صفقة ليلى بنعلي وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، لاستيراد أزيد من مليوني ونصف المليون طن من النفايات المنزلية والعجلات المطاطية من دول أوروبية، إلى داخل قبة البرلمان.

وطالب فريق حزب الحركة الشعبية بمجلس النواب، عبر سؤال كتابي موجه للوزيرة بنعلي، بتوضيحات حول الحيثيات التي دفعت الوزارة إلى اتخاذ هذا القرار، معبرا عن مخاوفه من الآثار البيئية والصحية لهذا القرار، مشددا على ضرورة مناقشة الموضوع في اللجنة النيابية المختصة بحضور الوزيرة، بهدف الحصول على معلومات أكثر دقة ووضوحًا حول هذا الملف.

وتساءل ذات الفريق عن عواقب استيراد النفايات على البيئة وعلى الصحة، وكذا الجدوى الاقتصادية من هذه الصفقة ومدى توافقه مع أهداف التنمية المستدامة التي تتبناها الحكومة.

وكانت فعاليات نشيطة في مجال البيئة، قد اتهمت الوزيرة ليلى بنعلي، بتحويل المغرب إلى مطرح لنفايات، عبر قرارها بالترخيص لاستيراد ما يزيد عن مليونين ونصف طن من العجلات المطاطية والنفايات المنزلية من دول الأوروبية.

وقال منسق التجمع البيئي لشمال المغرب، محمد بنعطا، إن وزارة ليلى بنعلي، ذكرت أنه سيتم استيراد 970.896 طنا من نفايات فرنسا، و 20 الف طنا من ايطاليا، و 30.054 طنا من إسبانيا ، و 1.5 مليون طنا من بريطانيا، و 60 ألف طنا من السويد ، و100 الف طنا من النرويج.

وشدد بنعطا، في بيان صحفي،على أن هذا القرار ”يتناقض مع الدستور المغربي الذي ينص على حق المواطن العيش في بيئة سليمة ومع القوانين والاستراتيجيات التي اعتمدها المغرب للحفاظ على البيئة ونمط التنمية المستدامة والانتقال الطاقي العادل”.