2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الدقون: “حياة الماعز” تحفة سينمائية أثارت جدلا صحيا

الفيلم الهندي “حياة الماعز” أثار جدلاً واسعاً منذ عرضه على منصة “نتفليكس”، حيث يستند إلى قصة حقيقية عن عامل هندي يُدعى “نجيب” وصل إلى السعودية في أوائل التسعينيات، ليجد نفسه ضحية لنظام الكفالة، حيث استُعبد في ظروف قاسية بالصحراء لمدة ثلاث سنوات قبل أن يتمكن من الهرب. رغم محاولة صناع الفيلم التأكيد على أن العمل لا يحمل إساءة لأي دولة أو شعب، إلا أن المشاهد الخليجي، وخاصة السعودي، لم يستقبل الفيلم بذات الروح، حيث رأى فيه نقداً لاذعاً لنظام الكفالة في السعودية وما يتيحه من انتهاكات لحقوق الإنسان.
أثارت مشاهد الفيلم، الذي استغرق تصويره خمس سنوات بين الهند والأردن والجزائر، استياءً واسعاً بسبب تصوير شخصية “الكفيل” السعودي بطريقة نمطية سلبية، تصفه بالجشع والقسوة. هذا التصوير أثار انتقادات شديدة، حيث اعتبر البعض أن الفيلم يستغل موضوع العمالة الأجنبية في السعودية لتقديم صورة غير واقعية ومتحيزة، في وقت تحاول فيه المملكة تحسين صورتها عالمياً ضمن رؤية 2030. كما أضاف الفيلم مزيداً من الزيت على النار في النقاش حول حقوق العمالة الأجنبية في الخليج، ما دفع بعض الأصوات للدفاع عن واقع الحال في السعودية آنذاك، مؤكدين على أن ما قدمه الفيلم لا يمت للحقيقة بصلة.
النقد لم يتوقف عند حدود القصة فقط، بل طال أيضاً دقة تصوير الأحداث التاريخية والاجتماعية في السعودية. وفي هذا الصدد، أجرت صحيفة “آشكاين” الإلكترونية، حورا مع المخرج المسرحي والسينمائي والإطار في وزارة الثقافة، حمزة الدقون، ضمن فقرة “ضيف الأحد”، لمناقشة بعض جوانب هذا العمل السينمائي. هذا تص الحوار:
بداية من هو حمزة الدقون ومسارك المهني والفني، وتجاربك السنيمائية ؟
حمزة الدقون فنان، ممثل ومخرج سينمائي ومسرحي خريج كلية الآداب والعلوم الإنسانية دراسة العليا شعبة السمعي البصري ماستر الفيلم الوثائقي، إطار بوزارة الثقافة. اشتغلت كممثل ومخرج بعدة أعمل سينمائية ومسرحية كممثل، أنتجت وأخرجت مجموعة من الأشرطة الوثائقية والروائية؛ مثل “ماتنسانيش يا طنجة”، “الحلوى لحمرا”، “الرقصة الأخيرة” و “الحساب”.
كيف تقيم فيلم “حياة الماعز” من حيث القصة والإخراج، وهل ترى أنه استحق الجدل الذي أثير حوله؟
بعيدا عن أي مواقف مسبقة، تابعت الفيلم باهتمام شديد، وخرجت ببعض الملاحظات. فمن ناحية الموضوع، حاول الفيلم أن يكون وفيا لوقائع قصة واقعية عاشها مواطن هندي مع قضية ” الكفيل” المميزة للمجتمع الخليجي و عبرها تناول مشكل العمالة المهاجرة وما تعانيه من آلام وتعسفات، ولا سيما إن كان مؤهلها الوحيد هو قوتها العضلية.
وأعتقد أن الفيلم نجح في توضيح الصورة وتبليغ الرسالة ولكنه بالغ في بعض من هوامشها. ورغم أنه يبقى من الأفلام المهمة في الساحة السينمائية التي أثارت الجدل وهذا هو دور السينما خصوصا من الجانب الموضوعي الذي من خلاله نطرح قضية إنسانية مهمة وقابلة للنقاش.
ما هي أبرز نقاط القوة والضعف التي لاحظتها في الفيلم، وكيف أثرت على تجربتك كمشاهد وناقد؟
من ناحية الإبداع الفني، الفيلم ممتع ومثير وفيه من التشويق ما يشد الأنفاس.. فعلا السينما الهندية تطورت كثيرا من حيث الصناعة والاحتراف حتى وإن ظلت وفية لـ”تيمتها” العاطفية. فعلى هذا المستوى، أقر بأن الفيلم جدير فعلا بالمشاهدة لعدة أسباب : تصوير رفيع المستوى، رؤية إبداعية في أكثر من زاوية، تركيب موسيقي جيد، آداء احترافي ولعب فني بلا أخطاء (أو على الأقل أخطاء بسيطة وغير مؤثرة)، تماهي كبير مع الشخصيات، مؤثرات فنية غاية في الإتقان، مناظر طبيعية أخاذة ومنسجمة مع البناء الدرامي لتطور الاحداث، باختصار، تحفة فنية تحوي كل مكونات الإبداع السينمائي من حيث الفرجة والابهار. بالنسبة لي يبقى فيلم جيد جدا فنيا وتقنيا موضوعيا أيضا.
الفيلم أثار ردود فعل متباينة بين الجمهور والنقاد. كيف ترى دور السينما في طرح مواضيع مثيرة للجدل؟
السينما هي جزء لا يتجزأ في تشکيل الرأي العام العالمي. حيث تلعب المنتجات الثقافية دوراً کبيراً في تشکيل القيم والاتجاهات. كما أن الأفلام بشکل خاص هي من أبرز هذه المنتجات الثقافية. الفيلم أداة سياسية وخطاب اجتماعي وسياسي يمکن من خلاله النظام السياسي أن ينشر أفکاره ويسيطر على الجماهير، بل أيضاً الفيلم هو وسيط سينمائى سمعي-بصري يمکن أن يتجلى به الفکر السياسى فقد لعبت وتلعب السينما دائما دوراً کبيراً في تشکيل الإتجاهات.
السينما کوسيلة إعلام سمعية-بصرية هي أحد أبرز وسائل الإعلام الجماهيرية ويتميز الفيلم بالعديد من الخصائص الذي تجعله شديد التأثير على تشکيل الرأي العام، من خلال تسليط الضوء على صورة العربي في السينما الغربية. وفيلم “حياة الماعز” ربما استعمل بعد بثه وخاصة على مواقع التواصل، لانتقاد السعودية والخليج، وبشكل مكثف أيضا.
برأيك، هل يمكن أن يساهم هذا الجدل في تغيير مسار صناعة الأفلام في المستقبل، أم أنه مجرد حدث عابر؟
بالنسبة لي كواحد من صناع الصورة في المجال السينمائي أرى أن من دور السينما أن تساهم في بلورة المفهوم الشامل للإنسانية ومضمونها الفلسفي وجعلها نقطة قوية في تغير المسار الصناعي للسينما خصوصا في السنوات الحالية، حيث أصحبت قادرة على خلق نوع من الجدل الهادف من خلال الأفلام المقدمة من طرف المخرجين و المنتجين، وفيلم “حياة الماعز” يعتبر من الأفلام التي خلقت جدل صحي لتغير نمط الحياة الإنسانية في قالب درامي محكم.
للاسف لو كان هذا المقال يتحدث عن بلدك عزيزي الكاتب لما رأينا كل هذه الهرطقات في مقالك المبجل. عملت بالسعودية ازيد من ثلاثين سنة ومن تعاملي في عملي وبنظام الكفاله لم اجد سوي كل الخير ولاتوجد مشاكل واكيد اي مجتمع لن تجده كله ملائكة والعكس صحيح
يقال ان الفلم يستند الى قصه حقيقيه. من وثق القصه؟ وما ادرانا انها حقيقيه وراوي القصه هو العامل الهندي ربما كانت التفاصيل مختلفه كليا عما ورد في الفلم ونحن نعرف خيال صناع الأفلام الهنديه.