لماذا وإلى أين ؟

الشيات: روسيا لم تكن أبدا ضد الوحدة الترابية المغربية

نوهت السفارة الروسية بالمغرب، أمس الأحد فاتح شتنبر 2024، بالعلاقات التاريخية التي تجمع روسيا بالمملكة، والتي دخلت عامها 66 على التوالي،

وقالت السفارة، في منشور على موقع “إكس”، إن “اليوم الأول من شتنبر يصادف الذكرى الـ66 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والمغرب التي أقيمت في 1 شتنبر 1958، مبرزة أن “هذا اليوم  يؤكد على العلاقات العميقة الجذور بين البلدين، والتي تتسم بالتضامن والاحترام والتفاهم المتبادل والقيم المشتركة”، وهو التوصيف الذي يأتي في ظل ما تشهده علاقات روسيا من تقلبات مع عدة دول، ما يعطي لتوصيف سفارتها قراءات متعددة.

وفي هذا الصدد، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الاول بوجدة، خالد الشيات، أن “العلاقات المغربية الروسية تتسم في الغالب بما وصفه السفير الروسي، وهو الاستقرار والاستمرارية، علما أن التعامل التاريخي بين البلدين كان يحترم الدولتين معا، إذ حتى في العهد الذي كان فيه الاتحاد السوفياتي كانت علاقات المغرب مع المعسكر الشرقي بزعامة الاتحاد  السوفياتي علاقات طبيعية وعادية، رغم أن المغرب كان يوصف بأنه حليف أكبر للمنظومة  الليبرالية”.

خالد الشيات ـــ أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية

وذكر الشيات، الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، أن “هذا العالم الذي كان فيه الاتحاد السوفياتي كان مناسبا أبضا للمغرب ليحقق التوازن مع القوى الأخرى، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما جعله أيضا ينضم إلى منظمة عدم الانحياز”.

وأبرز أن “المغرب تجمعه بروسيا اليوم علاقات اقتصادية قوية جدا”، مشيرا إلى أن “هناك مسارا استراتيجيا وضعه جلالة الملك خلال زيارته إلى روسيا، ومسارات متطورة في قطاعات كثيرة جدا، بما فيها قطاع الطاقة النووية، والطاقات المتجددة، والصيد البحري وغيرها”.

ويرى الشيات أن ” هذا الوصف الذي وصفت به العلاقات المغربية الروسية وصف طبيعي وعادي، في إطار الاحتفاء بالعلاقات الروسية المغربية التي دخلت عامها 66، يؤشر على عدم القطيعة والاستمرارية في العلاقات بين البلدين”.

ورغم هذه المعطيات الإيجابية حول علاقات البلدين، تساءل الشيات عن “مسار هذه العلاقات وتطويرها، دون أن ننسى بأن روسيا دولة دائمة العضوية غي مجلس الأمن، وهي الدولة الوحيدة التي كانت لها مواقف لا تساهم بطريقة شاملة في المصالح المغربية وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، وإن لم تكن روسيا أبدا ضد الوحدة الترابية المغربية”.

وخلص إلى أن “هذا التوازن الذي يمكن أن يحققه المغرب بين روسيا ومجموعة من الدول، هو توازن صعب في إطار العلاقات الاستراتيجية، ولكن المغرب يراهن على أن يكون دولة لها علاقة مع كل هذه الدول والقوى، بما فيها روسيا والصين والولايات المتحدة والدول الأوروبية”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x