لماذا وإلى أين ؟

سالم عبد الفتاح: تنظيم مؤتمر أوروبا الداعم للبوليساريو بالبرتغال لن يؤثر على موقفها من الصحراء (حوار)

يرتقب  أن تحتضن لشبونة البرتغالية، يومي 29 و30 نونبر 2024، الدورة 48 من مؤتمر “التنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي (EUCOCO)”، أو ما يعرف في الأوساط الإعلامية بـ”المؤتمر الأوربي لأنصار جبهة البوليساريو”.

وحسب برنامج هذه النسخة، اطلعت عليه “آشكاين”، فإن اختيار البرتغال له “معنى خاص”، مشيرا إلى أن هذه المحطة “ستجمع ممثلين عن منظمات التضامن، والجهات الفاعلة من الحركة النقابية، والمواطنين المنتخبين على مختلف المستويات (المحلية، والإقليمية، والوطنية، وفوق الوطنية)، والأكاديميين، والخبراء والناشطين، من مختلف البلدان”، وكلهم داعمون للطرح الإنفصالي، علاوة على حضور قادة الإنفصال.

ويأتي اختيار جبهة البوليساريو للبرتغال لتنظيم هذه النسخة من مؤتمر “إيوكوكو” بعدما نظمت النسخة السابقة في إسبانيا، وهو ما يفتح التساؤل عن خلفيات هذا التهريب للمؤتمر من إسبانيا، ولماذا تم اختيار البرتغال، وهل لذلك تأثير على الموقف البرتغالي من ملف الصحراء وهي الداعمة لمقترح الحكم الذاتي، علما أنها أعادت التأكيد على دعمها للطرح المغربي في 12 ماي 2023، خلال الدورة الـ14 للاجتماع رفيع المستوى بين المغرب والبرتغال في لشبونة، وهي التساؤلات التي استقت “آشكاين” أجوبتها في حوار مع المحلل السياسي ورئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان محمد سالم عبد الفتاح.

وفي ما يلي نص الحوار:

كيف ترى تهريب هذا المؤتمر من إسبانيا نحو البرتغال ؟

تغيير مكان انعقاد هذه التظاهرة الأوربية المتضامنة مع الجبهة الإنفصالية من إسبانيا إلى البرتغال، يؤشر على انحسار الطرح الإنفصالي في الساحة الإسبانية وعلى تراجع تأييد الجبهة الإنفصالية في الأوساط السياسية والمدنية الإسبانية، نظرا لمجموعة من التطورات، أهمها تكريس التقارب المغربي الإسباني وتعويل مدريد على الشراكة مع الرباط، خاصة ما تعلق بالمشاريع الاستراتيجية الكبرة، في مقدمتها احتضان مونديال 2030 والمشاريع القارية الأخرى.

بالإضافة إلى انكشاف زيف الدعاية الإنفصالية في الأوساط الإسبانية، التي كانت تروج شعارات التحرر والدفاع عن مبدأ تقرير المصير، وانكشاف الانتهاكات الجسيمة المرتبكة من طرف الجبهة الإنفصالية، وتنكر الجهبة لكل شعارات اليسار والتحرر التي طالما روجت لها في الساحة الإسبانية، خاصة مع الحراك الحقوقي المتضامن مع ضحابا الجبهة الإنفصالية ودعاوى قضائية يسلط عليها الإعلام الإسباني الضوء، والمرفوعة ضد قيادات الجبهة الإنفصالية، منذ فضيحة تهريب زعيم الجبهة الإنفصالية بهوية مزورة سنة 2021.

هذه التطورات أفضت إلى تغير المزاج الإسباني العام، الذي بات أقرب إلى الرباط، وأصبح يؤيد التقارب مع المملكة، خاصة مع فشل المناورات الجزائرية الرامية لابتزاز الموقف الإسباني، رغم لجوئها لتوظيف ورقة الغاز والتضييق على الشركات الإسبانية، وتوظيف البيترودولار لمحاولة لاختراق الدوائر السياسية الإسبانية.

طيب..ما أثر احتضان لشبونة لهذه التظاهرة على العلاقات المغربية البرتغالية..خاصة أنه يشهد استقبال وحضور زعماء البوليساريو؟

طبعا.. زعماء الجبهة الإنفصالية يستقبلون في البرتغال وباقي دول الاتحاد الأوروبي بصفتهم الحزبية وليست بالصفة الرسمية من طرف هذه الدول.

لأنه لا البرتغال، ولا إسبانيا، وكل دول الاتحاد الأوربي، لا يوجد من بينها أي دولة تعترف بالكيان الإنفصالي.

كما أن هذه الدوائر المعنية باستقبال القيادات الإنفصالية والتعاطي مع الطرح الإنفصالي، هي دوائر سياسية ضيقة معزولة ومحدودة التأثير، تتمثل أساسا في بعض مجموعات اليسار  المتطرف وبعض الأحزاب الإنفصالية، إلى جانب اليمين المتطرف، وهي مجموعات تعادي المملكة من منطلقات إيديولوجية تتناقض مع المقاربات البراغماتية التي تتبناها دول الاتحاد الأوربي، وفي مقدمتهما البلدين الليبيريين إسبانيا والبرتغال، بحكم القرب الجغرافي مع المملكة، والشراكات الإقتصادية الكبرى التي تجمع هذين البلدين مع المملكة، وهو ما أفضى إلى تبني هذين البلدين لمواقف داعمة للمغرب في ملف الصحراء ومؤيدة للمبادرة المغربية للحكم الذاتي .

عطفا على ذلك..هل يؤشر هذا على تغير في الموقف البرتغالي الداعم للحكم الذاتي ؟

من المستبعد تماما أن يؤثر احتضان هذه التظاهرة في البرتغال على الموقف الرسمي للبرتغال الداعم للمملكة.

خاصة، وأن موقف البرتغال الرسمي ينطلق من منطلقات براغماتية تروم المصلحة الوطنية والأوربية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x