لماذا وإلى أين ؟

اقرطيط يبرز خلفيات انتقاد بوتين لفوز الجزائرية خليف في الأولمبياد ومهاجمة إعلام الجزائر له

أعاد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى الواجهة جدل ذكورية الجزائرية إيمان خليف، إلى واجهة الاحداث التي شغلت الرأي العام الدولي.

بوتين يدخل على الخط

واعتبر بوتين خلال لقائه مع طلاب مدارس في كيزيل، أن فوز الملاكمة الجزائرية إيمان خليف “غير عادل” و”هراء”، رغم أنه “ولم يذكر بوتين إيمان بالاسم”.

وأضاف بوتين: “إنهم يقتلون الرياضة النسائية (..) يمكن لأي رجل ببساطة أن يعلن نفسه امرأة ويشارك في أي رياضة دون إعطاء أي فرصة للنساء للفوز بمراكز الميداليات ناهيك عن المراكز الأولى”، بحسب ما أوردت “أسوشيتد برس”، يوم الاثنين 2 شتنبر الجاري.

وتابع قائلا “قال رجل إيطالي ذو لحية إنه أعلن نفسه امرأة لكي يلكم وجه ذلك الشخص الذي كسر أنف المرأة الإيطالية”، في إشارة مبطنة منه إلى تقارير في وسائل الإعلام الروسية بشأن تصريحات ملاكم إيطالي عن رغبته في قتال إيمان.

الإعلام الجزائري يهاجم بوتين

ما هي إلا فترة وجيزة من تصريحات بوتين التي ملأت الوكالات الدولية، حتى شرعت الصحافة الجزائرية في مهاجمة بوتين ووصفته بـ”المتورط شخصيا”.

وتثير خرجة بوتين العديد من التساؤلات عن وضع علاقات بلاده مع الجزائر، ما إن كان تصريحه نتاج توتر خفي بين روسيا والجزائر، بناء على أحداث مالي وما نقلته تقارير إعلامية عن كون روسيا أبلغت الجزائر غضبها  من عدم إعطاء معلومات استخباراتية عن وجود جنود أوكرانيين في مالي إلى أن تكبدت فاغنر الخسائر الكبيرة هناك”.

خلافات وغضب روسي من الجزائر

وفي هذا السياق، أوضح الباحث في العلاقات الدولية، لحسن اقرطيط، أنه “بعيدا عن تصريح الرئيس الجزائرية إيمان خليف وما يتعلق بهذا الشأن الرياضي البحث، فإن النظام الجزائري يتحرك في فلك روسيا، خصوصا في جانب مهم من الاستراتيجية الروسية في القارة الافريقية وبالضبط بشمال إفريقيا، علما أن الجزائر تربطها اتفاقات كثيرة مع روسيا، عسكرية على الخصوص، حيث أن جزء من الترسانة العسكرية الجزائرية قادمة من روسيا”.

واستبعد اقرطيط، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “تكون علاقة الجزائر بروسيا علاقة ندية، نظرا لأن روسيا قوة عالمية بينما النظام الجزائري وضع نفسه في المحور الروسي، ما يعني أنه لا يمكن الحديث عن علاقة شراكة بين الجزائر وروسيا، نظرا لأنها دولة صغيرة الحجم(الجزائر) ما يعني أنها عنصر في المحور الروسي”.

وفيما يتعلق بالخلافات بين الجانبين، أبرز أن “حقيقة الأمر هو وجود استياء روسي من أداء النظام الجزائري في المنطقة وعدم رضا سياسي كبير من جانب الكريملن فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للجزائر في منطقة الساحل والصحراء، وخصوصا داخل ليبيا وشمال مالي، على اعتبار ان الأداء السيء للنظام الجزائري يؤثر بشكل كبير على الأجندة الجيوسياسية لروسيا”.

وأضاف ان “المأزق الحقيقي للنظام الجزائري يمكن في عجزه عن إدارة التناقضات في الأجندات السياسية والجيوسياسية بين فرنسا وروسيا والولايات المتحدة  التي اصبحت لاعبا رئيسيا في منطقة الشمال الإفريقي والساحل بشكل عام”.

واستدل على قوله بما ” يحدث في الداخل الليبي والداخل المالي، من مواجهات وخلافات وتناقضات على مستوى الأجندات السياسية والجيوسياسية في ليبيا، وصل إلى حد المواجهة، كما حدث في شمال مالي، ما بين الازواد من جهة  والحركات المسلحة بمالي، والجيش المالي من جهة أخرى  ومجموعة فاغنر التابعة لروسيا، وهي المجموعات التي وصلت إلى جنوب الجزائر، بل كانت هناك اتهامات بتورط الجيش الجزائري في زعزعة الوضع والاستقرار السياسيين داخل مالي، وهو  ما ترفضه روسيا جملة وتفصيلا،  على اعتبار أن سلوك الجيش الجزائري يؤثر على الأجندة الروسية في منطقة مالي”.

“نفس الشيء يحدث في شرق الجزائر فوق ترابها”، يسترسل المتحدث “حيث كانت مواجهات بين الفرقاء الليبيين جيوسياسيا، علما أن جزء منهم يتحرك في الفلك الغربي، سواء الفرنسي البريطاني أو حتى الامريكي، وفريق ليبي آخر يتحرك في فلك روسيا”.

وأبرز  أن هذا يعني أن إدارة هذه التناقضات على مستوى الأجندة الجيوسياسية هي ما تشكل مأزقا حقيقيا للنظام الجزائري، فهو لا يريد القطيعة السياسية والدبلوماسية  مع فرانسا، ولا يريد معاداة الولايات المتحدة الامريكية ويرغب في الحفاظ على علاقاتها مع أمريكا، وهو ما يجعل المسألة معقدة للحفاظ على الولاء لروسيا”.

وأشار إلى أن “هناك خلافات بدأت تطفو على السطح بين الجزائر وروسيا، وهو ما يعبر عنه حلفاء روسيا في المنطقة، سواء حفتر في ليبيا أو الجيش المالي والدولة المالية التي اتهمت الجزائر بشكل مباشر بالتخل في شؤونها وبزعزعة استقراراها”.

وخلص إلى أن “هذا الخلاف الجزائري الروسي يبدو من خلال العلاقة المستقرة بين روسيا والمغرب، وهو دليل كافي للحديث على ان النظام الجزائر عاجز عن إدارة التناقضات بين مختلف هذه الاجندات في المنطقة، وبالتالي يضع مستقبل علاقاته مع روسيا  في المجهول، حيث لا يمكن، لا على المستوى، البعيد أو المتوسط، إدارة هذه الازمات من طرف النظام الجزائري، لأنه لا يمتلك أجندة سياسية حقيقية للمنطقة ولا رؤية سياسية للسياسة الخارجية للمنطقة  تمكنه من ضبط هذه التناقضات لصالحه، وفي القادم من الأيام سيتضح هذا  الخلاف المتنامي  وعجز  النظام الجزائري في إدارة التناقضات في منطقة الساحل وشمال إفريقيا”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x