2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

في خطوة أثارت احتجاجات من أعضاء آخرين في الاتحاد الأوروبي، بدأت ألمانيا الإثنين تنفيذ قرارها بتوسيع نطاق إجراءات المراقبة المؤقتة عبر حدودها البرية بهدف مكافحة الهجرة غير القانونية.
وبموجب القرار، ستضاف عمليات تفتيش مؤقتة لمراقبة الحدود مع فرنسا ولوكسمبورغ وهولندا وبلجيكا والدانمارك مماثلة لتلك المطبقة على الحدود مع بولندا وتشيكيا والنمسا وسويسرا. من حيث المبدأ، يحظر فرض ضوابط داخلية مماثلة على الحدود في منطقة شينغن، لكن في حال وجود تهديدات للنظام العام أو الأمن، فهي ممكنة لمدة ستة أشهر مع تمديدها لفترات ستة أشهر لا تتجاوز سنتين.
من جهتها، ردت المفوضية الأوروبية بالتذكير بأن “تدابير مماثلة يجب أن تبقى استثنائية” داعية إلى أن تكون “متناسبة”. وبررت ألمانيا قرارها بأنه سيحد من الهجرة “ويحمي من المخاطر التي يمثلها الإرهاب الإسلامي والجريمة الخطرة”.
وتواجه حكومة المستشار أولاف شولتز ضغوطا متصاعدة للتعامل مع تزايد أعداد المهاجرين والمتشددين بعد هجمات يشتبه بأن منفذيها هم من الإسلاميين المتطرفين.
وقتل ثلاثة أشخاص في غشت في عملية طعن بمدينة زولينغن (غرب)، تبناها تنظيم “الدولة الإسلامية”. وأعلنت السلطات أن موقوفا سوريا في السادسة والعشرين من العمر اعترف بتنفيذها. ومذّاك، عززت الحكومة الألمانية ترسانتها المناهضة للهجرة غير القانونية في سياق انتخابي معقد بالنسبة إليها، مع تحقيق اليمين المتطرف مكاسب كبيرة في انتخابات إقليمية شهدتها مقاطعتان في شرق البلاد في الأول من سبتمبر.
ومن المقرر إجراء انتخابات إقليمية في مقاطعة ثالثة نهاية الأسبوع في براندنبورغ المحاذية لبولندا.
تغيير القواعد الأوروبية
على مدى سنوات، كانت ألمانيا مرحبة جدا بالأجانب واستقبلت أكثر من مليون لاجئ، معظمهم سوريون، خلال أزمة الهجرة في 2015-2016، ثم بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022 حين استقبلت أكثر من مليون شخص إضافي.
وتحت الضغوط السياسية الداخلية، بدأت برلين تشديد موقفها تجاه الهجرة. وقالت وزيرة الداخلية نانسي فيزر “لا يمكن لأي بلد في العالم أن يستقبل اللاجئين بصورة غير محدودة”، حتى لو أن عدد طلبات اللجوء الإجمالي انخفض خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام (160 ألفا) بنسبة 21,7 % على اساس سنوي.
وتوجه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي قاد لسنوات في الاتحاد الأوروبي موقفا متشددا للغاية تجاه المهاجرين، إلى المستشار الألماني على منصة إكس بالقول “نرحب بانضمامك إلى نادينا!”.
وفي هولندا أيضا، كشفت الحكومة أخيرا عن خطط لفرض قيود صارمة على اللجوء. ويريد الائتلاف الحاكم في هولندا والذي يضم “حزب من أجل الحرية” اليميني المتطرف، إطلاق عملية لتغيير بعض القواعد الأوروبية في هذا الصدد.
في النمسا، حذر وزير الداخلية من أن فيينا “لن تقبل بالأشخاص الذين تتم إعادتهم من ألمانيا” بموجب الضوابط الجديدة.
من جهتها، تخطط اليونان التي تواجه حاليا زيادة كبيرة في عدد الوافدين من تركيا، لإرسال وزير الهجرة إلى برلين الإثنين. واعتبر رئيس وزرائها كيرياكوس ميتسوتاكيس أن “الرد لا يمكن أن يكون إلغاء اتفاقية شينغن من جانب واحد وإلقاء المسؤولية على البلدان التي تملك حدودا مع خارج أوروبا”.
وتحدثت وارسو عن إجراء “غير مقبول” مع تصريح وزير الداخلية البولندي توماش سيمونياك بأن “ذلك سيؤثر على ملايين البولنديين، وكذلك الألمان. إن الإنجاز العظيم للاتحاد الأوروبي، منطقة شينغن، معرض للخطر بسبب قرارات مماثلة”. كما يخشى العمال عبر الحدود من التعرض لعرقلة غير ضرورية أثناء تنقلهم.
أ ف ب