لماذا وإلى أين ؟

قصة الغُلام ..!

بقلم : عبد القادر العفسي

ما يرد قد تتطابق أحداثه وشخصياته الواردة وصفا أو توصيفا أو تلميحا في الواقع و أي تشابه فهو صدفة و خيال لا غير ،و وجب التنويه أن الكتابة الساخرة بأنماط تعبيرية أخرى هنا لا تستهدف أي طرف أو التنمر بل تروم لإبراز بعض الحقائق و تناقضاتها عبر مقاومتها و إيقاف مفاعيلها . انتهى .

بعد أن أصبت بالخصوصية تجلت ذاتي و تجردت دون صفة و لا اسم و دون حال ، ترأت الحقيقية خلف المرآة و تجلى الذوق و أبصرت السير و تقدم بقائي على فنائي فأدركت الفتح و غبت عني و عن حالي ، فتم الوصل لي و لا لغيري فأضحى التصرف و لسان الحال و الفعل مُتَصَرف فيها ” وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ” ، لترفع الحُجب و تبرز سرائر الحق لتؤوني الحقيقة ولم تغشى البصيرة …

و بعد أن تساءلت عن الأشياء المستتارة تركت هذا للقلب لسلك الغيوب دون ان افقدني ليحضر عالم المعاني و يشرق بذاتي الفيض و يصير كل الممكن موجود بوجود واحد جل عظيم شأنه لأنجو بلطائفه ، لأسأل نفسي ثانية و أجيب بنفس السؤال الذي يسألون : فماذا لو صعدنا السماء بالحبال ؟ ماذا لو طار الفيل و أمتلك أجنحة ؟ فماذا لو أصبحت الدولة عادلة لمحاكمة الجناة الحقيقيين بدل قرابين جوفاء؟ ماذا لو لم يقتلوا أنبيائنا نفسيا أو اغتالوهم رمزيا … ( شوقي الخاتر ، العمراني ، صحارى ، حسن الرامي …فنانون وكتاب ومبدعين ناشطون و الكثير الكثير ) ؟ ماذا لو رأينا القردة تغسل ملابسها ؟ ماذا لو علم المخزن أننا نعلم أن تلابيب القرار بيدهم و على أن أدواتهم السياسية قذرة ملطخة بالدموع و القذارة ؟ ماذا لو علم البعض من وكلناهم العنف المشروع بتعاقد دستوري أنهم كائنات مثلنا لا تمتلك أي صفة من الصفات الإلهية ؟ ماذا لو علم البعض من أصحاب التشكيلات بأدوات الدولة و هم خارجها قد سبقتهم بادرة فمهم و الضيق من مسلكهم فحق عليه القول ؟ فمادا لو رأينا أشجار الصنوبر تبكي حزنا ؟ .

ماذا حدث بعدها ! بعدها أخدني الحال و قادني أربعين ليلة و اعتزلت الناس أربعون يوما ، و أنا بين الجبال المقفرة ، وبين أعين الشمس و النهر و الشجر و الحجر دون لقمة جاثم في أرض أهلها لا يشبعون ، فأضحت الإشارة و النظرة واللمحة تتناسب مع سياق الوحي الكلامي فاحي إليّ ما احي من قول عن قصة الغُلام .

إنّ قصة هذا الغُلام الذي ولد من الخاصرة و تقمص دور الطيور و ظل سره مدفون في العدم إلى أن قادتني صدفة الاعتزال و خبايا الجبال إلى الوقوع على عش بيض الحجل لأكتشف صورته موشومة على البيض أو شئنا أن صورته مطابقة لبيض الحجل .

و لأنه جُبِل على الهضم ليل نهار لم يعد بيعه لا للإسمنت و لا أجور و لا حديد و لا قديد و لا لحبه العميق ” للطاووس ” و لا سَبيه لمؤدية الأصوات اليابانية ” ميوري شيمابوكورو” و لا الخدمة الإلزامية لأي مُعين بظهير أو تنفيذ خيار الهُيام بتجنيد ! فقفز قفزته الأولى و حوّش على شقة بإحدى الشوارع الرئيسية بقرية الصياح ليكتبها في اسم أخيه و يحولها إلى استقبال وفود قوس قزح …!

والتبرير لهذا الانتقال الطبقي كان لزاما إيجاد سيولة مالية لشق الطريق ولو بأعمال الدين والورع ، وليس أسهل من ركوب وديان و مركبات توريد أي شيء حتى ولو كان غبارا أو غبرة سوداء أو بيضاء ! لا يهم فهي مما خف حمله و كثرت غلته ، لكن بعدما خبا ضوء القنديل بين وديان القرية انكشف المستور وظهر ما كان يدور ، و نزلت الملائكة لصاحب الموطور في المدينة و الأعمدة الهرقلية و تتبع مسار التنين إلى قرية التفاحات الذهبية ..

حدث بعدها ! أن ظهرت الأنوف قد ازكمتها الغبرة البيضاء و لم تعد تشم من الفساد إلا الأوراق الزرقاء ، فكانت صيحة تقتلع أملاك ” العوامرة ” و شقق العرائش التي راكمها الحجل و بيّض بيضه فيها ، خاصة إذا تدخلت الجمارك لمصادرة ممتلكاته المتأتية من الغبار و أزالت عمامة السياسية عن هذا الملف ، لعل و عسى يبيض وجه الحجل و يواتي ميولاته القزاحية ..!

و إلى أن يعود الحال و حالات التجلي سنراقب ما هو مُحال حتى ينكشف الحال . انتهى .

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x