لماذا وإلى أين ؟

لعروسي يربط زيارة دي ميستورا لبريطانيا باعترافها الوشيك بمغربية الصحراء

حل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، يوم الأربعاء 18 شتنبر الجاري، في بريطانيا، والتقى بوكيل وزارة الدولة في وزارة الخارجية البريطانية والكومنولث والتنمية، هاميش فالكونر.

وكشف عن فحوى هذا اللقاء هاميش فالكونر في تغريدة له على “إكس”، حيث قال “جرت مناقشة بناءة مع ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، حول أهمية العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة”، مؤكدا على أن “إيجاد حل متفق عليه من قبل الجميع من شأنه أن يسهم بشكل كبير في تحقيق الأمن والرخاء الإقليميين”.

ويأتي هذا اللقاء في ظل الدعم المتزايد للطرح المغربي في هذا النزاع المفتعل، كان آخرها الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء، كما أنه يأتي بعد شهر ونيف من مباحثات هاتفية جمعت وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة.

وفي هذا السياق، اعتبر الخبير في العلاقات الدولية وتسوية النزاعات والشؤون الأمنية، عصام لعروسي، أن “أهم هذه الدلالات، هي تصحيح عمل المبعوث الأممي في الأمم المتحدة من خلال مشاورات مع بريطانيا، وهي طرف أساسي وأصيل في علاقات الشراكة على مستوى المتوسط، خاصة مع المملكة المغربية”.

وأوضح لعروسي، في تصحريه لـ”آشكاين”، أن “موقف بريطانيا متقارب مع الموقف الامريكي فيما يتعلق بمغربية الصحراء، وسيكون أساسا لتدعيم الموقف المغربي بشأن الحكم الذاتي، ومن التطورات التي شهدتها القضية خاصة في العقد الأخير، الذي شهد تقاربا مع الدول التي كانت تتخذ موقفا على الأقل محايدا، لكنها الآن أصبحت تقف مع الحق المغربي في قضية الصحراء المغربية وفي تحريك العملية السياسية”.

الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات الدولية المدير العام لمركز منظورات للدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية، عصام لعروسي

ويرى المتحدث أن “مسألة إيجاد الحل المتفق عليه من طرف الجميع هو مسألة صعبة ومعقدة، خاصة أن ديميستورا بهذا التصحيح، يعبر عن اتباعه الطريق الصحيح، بدل اللجوء إلى الأطراف الأخرى التي تعارض جملة وتفصيلا، كل مقترح يتقدم به المغرب، علما أن هذا المقترح موجود على الأرض”.

ما يعني حسب لعروسي، أن “دي ميستورا صحح مسار الذهاب إلى الجزائر وجبهة البوليساريو، غير الموفقتين أساسا في تدبير هذا الملف، وخاصة الجزائر التي تحشر نفسها في هذا الملف بشكل خطير تهدد به امن واستقرار المنطقة”.

وتابع أن “بريطانيا عنصر أساسي في المعادلة، علاوة على التحولات التي عرفها الإقليم، وهي النقطة التي تجعل دي ميستورا يمتهن الطريقة الواضحة التي يمكن أن توصله إلى أهداف محددة، للضغط على الأطراف الأخرى من قبل الأمم المتحدة”.

وأشار إلى أن “زيارة دي ميستورا تأتي في ظل هذا السياق المتحول والإيجابي الذي يشهد  دينامية إيجابية للمغرب، حيث أن هذه الطريق تؤدي في نهاية المطاف إلى الاعتراف الصريح والواضح لبريطانيا بمغربية الصحراء بعد ذلك، و ديميستورا يعلم حقيقة تقارب الموقف البريطاني مع نظيره الأمريكي، أي أنه استشعر وقوف الموقف البريطاني إلى جانب الأمريكي والفرنسي والإسباني والألماني”.

وخلص إلى إلى أن إحاطة ديميستورا المرتقبة ستكون هذه المرة إيجابية لصالح المغرب، على الأقل ليتضح للعالم على أن هذا الملف المفبرك يجب أن ينتهي، وأن التحديات الأمنية والإرهابية والأمن الشمولي والغذائي والصحي، تضغط على القارة الإفريقية، وتحتم على الدول المتصارعة أن تصل إلى حلول في إطار العمل الوحدوي وليس في إطار الذهاب في اتجاه الدويلات الصغرى”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x