2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
نظام الجزائر يبحث عن دعم إسرائيل من خلال التعاقد مع اللوبي اليهودي بأمريكا (باحث)

فجرت الأسبوعية الفرنسية “جون آفريك”؛ فضيحة دبلوماسية للنظام الجزائري، تمثلت في توقيع حكومة الجزائر عبر سفيرها لدى واشنطن، عقد (لوبيينغ/ ضغط) مع شركة معروفة بروابطها المعقدة مع إسرائيل تدعى (BGR Group (BGR Government Affairs, LLC).
فبغض النظر على تكاليف العقد وكيفيات توقيعه، تثير هذه الصفقة علامات استفهام عريضة حول سبل تعاطي النظام الجزائري مع ملف القضية الفلسطينية التي ظل يتغنى بالدفاع عنها، وما إن كان هذا العقد المبرم بين الجانبين هو تمهيد لتطبيع علاقات الجزائر مع إسرائيل.
وفي هذا السياق، أوضح الباحث في العلاقات الدولية، لحسن اقرطيط، أن “الهاجس الكبير للنظام الجزائري هو الحفاظ على استمرار النظام، وبالتالي فالقضية الفلسطينية هي مجرد رسم تجاري في الخطاب الدعائي للجزائر”.
ويرى اقرطيط، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “بحث النظام الجزائري عن جماعة مؤيدة وداعمة لمواقف النظام ينطلق من مصلحة هذا النظام، ومصلحته تتمثل في الاستمرارية وفي الدعم الدولي للجزائر في العديد من القضايا، وخصوصا أمام العزلة التي يعيشها هذا النظام على الصعيد الإفريقي ومع دول الجوار، ما يعني أنه يبحث عن متنفس دولي”.
وأشار إلى أن “دور جماعة الضغط معروف، يتجلى في التأثير في مراكز القرار والبحث عن تأييد ودعم في ملفات عديدة، لكن مصلحة النظام الجزائري من هذا التعاقد هو البحث عن استمراريته، أمام الاختراقات التي حققها المغرب، سواء في ملف النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، أو الاختراقات التي حققها على المستوى القاري والإفريقي والشراكات الدولية، ما يعطي مشهدا لتعزيز مكانة المملكة دوليا على حساب انحصار وعزلة يعيشها النظام الجزائري”.
ولفت الانتباه إلى أن “التعاقد مع هذه الشركة يهدف للبحث عن استمرارية المنافسة في ملف النزاع المفتعل حول الصحراء، وفي نفس الآن، فهو يهدف إلى أن ترتد الولايات المتحدة الأمريكية عد اعترافها بمغربية الصحراء، ما يعني أن هذا النظام الجزائري الذي يقدم نفسه على أنه مدافع على القضية الفلسطينية، يبحث في الوقت نفسه عن التقارب مع إسرائيل”.
وشدد على أن “هذا يعكس ازدواجية الخطاب لدى النظام الجزائري، بين ما تعلنه خارجيته وبين أهداف النظام ، حيث أنه يرغب في التقارب مع إسرائيل، وإلا ما كان ليوقع العقد مع جماعة الضغط، التي تعتبر إسرائيل مؤثرة فيها، بل إن لإسرائيل أصولا مالية فيها، بل إن جماعة الضغط هذه موالية لإسرائيل بشكل كبير، وبالتالي فالنظام الجزائري يبحث عن اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية، أي أنه يبحث عن دعم إسرائيل”.
وخلص إلى أن “إسرائيل لها علاقات استراتيجية مع المملكة المغربية والدول العربية التي تتمتع بالاستقرار، ودول قوية، من بينها المغرب، وهذا التعاقد ينم عن تخبط السياسة الخارجية الجزائرية وغياب الرؤية في العلم الدبلوماسي لدولة الجزائر”.