لماذا وإلى أين ؟

هل يمنح المغرب “قُبلة حياة” للبوليساريو بمفاوضات برلين؟

بعد يوم من توجيه، هورست كوهلر، الموفد الخاص للأمم المتحدة بالصحراء المغربية، دعوة إلى وزراء خارجية المغرب والجزائر وموريتانيا والمسؤول عن جبهة البوليساريو الانفصالية، لإجراء مباحثات جديدة للإنهاء النزاع المفتعل، قال البشير آبي، ممثل التنظيم الانفصالي بفرنسا، إنه “من المرتقب أن يعقد كولر، اليوم الأربعاء في برلين الألمانية، اجتماعا مع جبهة البوليساريو؛ وذلك للدفع بمسار المفاوضات المباشرة مع المملكة المغربية”، وفق تدوينه على حسابه بموقع تويتر. ولم تعلن الأمم المتحدة، رسميا بعدُ، عن هذا اللقاء الذي تروج له الآلة الدعائية للجبهة بشكل كبير.

وأكدت قناة “العالم” الإيرانية، في تقرير إخباري، أن المسؤول الأممي عقد لقاءات رفيعة المستوى مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي وجميع الأطراف المعنية بالنزاع، في محاولة منه لإعطاء دينامية جديدة وتصور واضح حول قضية الصحراء المغربية، قبل تقديمه لأول تقرير نهاية شهر أبريل المقبل”.

واعتبر بعض المراقبين، أن “عودة المغرب للجلوس مع البوليساريو وفق الشروط الراهنة في غاية الخطورة، ولن تستفيد منها سوى قيادات التنظيم التي تبحث عن متنفس وشرعية يخرجانها من حالة الموت”، إذ يعتقد، محمد الزهراوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، أن المغرب من خلال عودته إلى التفاوض المباشر مع البوليساريو يقدم ورقة إنقاذ لهذا التنظيم الذي يُحاصره الموت من كل الاتجاهات. وزاد قائلاً: “البوليساريو تحتضر والترياق الذي قد ينقذها من الموت هو عودة المغرب إلى التفاوض معها في الظرفية الراهنة”. وفق ما أوردته القناة الإيرانية.

وحذّر الأستاذ الجامعي، بحسب ذات المصدر، من مغبة التفاوض مع كيان يدعي أنه يتوفر على “مقومات دولة”، وأشار إلى أن البوليساريو تتفاوض مع المغرب على أساس أنها حركة؛ ولكنها تعلن من داخل مؤسسات إفريقية أنها “جمهورية قائمة بذاتها”، مشيرا إلى ان “المغرب جرّب، لمرات عديدة، خيار التفاوض؛ ولكن هناك إشكالات تجعل هذه المشاورات محكومة بالفشل منذ بداياتها، ومن بينها أن “البوليساريو” ليست هي الممثل الوحيد لسكان الأقاليم، بل هناك صحراويون يسيرون مدن الجنوب وفق النموذج التنموي الذي اختاره المغرب، كما أن التنظيم لا يمتلك قرارا في يده حتى يتم الجلوس معه”.

وسبق للمتحدث باسم الأمم المتحدة أن كشف، في بيان صدر أمس الثلاثاء 23 يناير الجاري، أن الموفد الخاص للأمين العام، هورست كوهلر، ينوي في يناير وفبراير تنظيم مباحثات ثنائية مع الأطراف والدول المجاورة، مؤكد أن المشاورات ستكون برعاية الرئيس الألماني السابق التي لم يحدد أي موعد لها، وأنها ستجري في برلين.

من جهة أخرى، فإن الإعلان عن إجراء مفاوضات مباشرة بين المغرب و”جبهة البوليساريو” المدعومة من الجزائر، بالعاصمة الألمانية، يعد إنهاء لمفاوضات “مانهاست” التي عقدت 4 جولات بالولايات المتحدة الأمريكية، منذ سنة 2007، ولعل أن وصول دونالد ترامب، المثير للجدل، إلى البيت الأبيض، ساهم في نقل المفاوضات من مانهاست إلى برلين، خاصة أن مفاوضات مانهاست بدأت بناء على توصية من الأمم المتحدة بعد قطيعة للمحادثات المباشرة بين طرفي النزاع دامت لأكثر من 7 سنوات.

وفي سياق متصل، فإن الدعوة التي وجهها هورست كوهلر، إلى المغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو، تكشف عن السبب الذي دفع رئيس الحكومة الجزائري، أحمد أويحيى، إلى إتهام المغرب بإغراق الجزائر بقوافل من المخدرات و الكوكايين، إذ يشكل هذا الاتهام وسيلة للضغط على كواليس التحضير للمفاوضات المباشرة ببرلين تحت إشراف الأمم المتحدة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x