لماذا وإلى أين ؟

العجلاوي يرصد إشارات إيجابية صادرة عن جنوب إفريقيا بخصوص قضية الصحراء المغربية

تواصل جنوب إفريقيا بعث إشارات دبلوماسية من خلال اللقاءات المتسارعة والمتقاربة في الزمان التي يعقدها مسؤولو

جنوب إفريقيون مع نظرائهم المغاربة، آخرها استقبال وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمس بالرباط، وفدا من جنوب إفريقيا، يقوده أوبيد بابيلا، نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية بحزب المؤتمر الوطني الإفريقي.

ودعا بابيلا، في تصريح للصحافة عقب هذه المباحثات، إلى تكثيف العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلاده والمغرب، كما حث المقاولات المغربية على الاستثمار في جنوب إفريقيا على غرار العديد من الشركات الجنوب إفريقية التي، حسب قوله، موجودة بالفعل في المغرب، مشيدا “بعودة المغرب إلى الدائرة الإفريقية، وهو الفضاء الذي يمكن للبلدين “العمل معا في إطاره لرفع التحديات التي تواجه إفريقيا”.

كما ذكر نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية بالمؤتمر الوطني الإفريقي بـ”الدعم الذي قدمه المغرب لنضال جنوب إفريقيا من أجل نيل الاستقلال”، مضيفا أن المملكة كانت من بين الدول الأولى التي زارها زعيم جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا سنة 1994 بعد استقلال بلاده من أجل التعبير عن شكره للشعب المغربي لمساهمته في تحرير جنوب إفريقيا واستكشاف سبل تعزيز العلاقات الثنائية”.

وتأتي هذه المحادثات في سياق مباحثات متقاربة في الزمان بين مسؤولين من كلا البلدين، حيث جاءت بعد اللقاء الذي أجراه رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، في 20 شتنبر 2024، مع رئيسة الجمعية الوطنية لجنوب إفريقيا، أنجيلا ثوكوزيلي ديديزا، دون نسيان ما سبقه من لقاء عابر جمع بوريطة ونظيره الجنوب إفريقي رونالد لامولا، في 18 يوليوز 2024 بأكرا، على هامش أشغال الدورة العادية الـ45 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي.

فبالإضافة إلى هذه المؤشرات المتتالية، نجد أن نوعية الخطاب المستعمل من طرف الوفد الزائر للرباط أمس الإثنين مختلفة عن سابقها، وتحمل في طياتها الكثير من الدلالات، وهو ما يجعل التساؤل مطروحا عما إن كانت هذه الإشارات مجتمعة مؤشرا على قرب تغير موقف أكبر داعمي الانفصال؟

وفي هذا السياق، أوضح الخبير في الشؤون الأفريقية والأستاذ الباحث في مركز أفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، الموساوي العجلاوي، أن “هناك جزءً داخل حزب المؤتمر الإفريقي يعرف القضية الوطنية جيدا، ويعرفون المغرب جيدا”.

الخبير في العلاقات الدولية الباحث في مركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، الموساوي العجلاوي

وأشار العجلاوي في حديثه لـ”آشكاين”، إلى أن “ورقة الصحراء وفلسطين كانت توظف من طرف الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا، لأنها في سقوط حر على مستوى الرأي العام بدولة جنوب إفريقيا، فتجدهم يستعملون خطاب مساندة الشعوب المستعمَرة والمضطهدة، لكن هذه القصة انتهت بعد الانتخابات الأخيرة”,

ونبه إلى أن “التحالف الديموقراطي وهو الحزب الثاني في جنوب إفريقيا ومشارك في الحكومة الحالية، الشيء الذي جعل حكومة دولة جنوب إفريقي بالشكل الذي كانت عليه تتصرف دون مراقبة، في حين أنها الآن تحت مراقبة داخلية، كما أن جزء كبيرا من الرأي العام الجنوب إفريقي مع المملكة المغربية، وهو ما ترجمته دراسة للمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية”.

وأكد  أن “اللقاء بين رئيس مجلس النواب ورئيسة البرلمان الإفريقي بمثابة بادرة خير، ولقاء أمس هو إشارة، والسياسة إشارات، بالخصوص من لدن دولة جنوب إفريقيا، والأخيرة طلبت الاشتغال داخل الاتحاد الإفريقي على القضايا المشتركة من أجل تنمية القارة، وهذا ما يعني أننا أمام تغير الخطاب، ولم يعد خطاب “المغرب الدولة المستعمرة للصحراء الغربية””.

وشدد على أنه “رغم كل هذا، لا يجب أن ننتظر تغيرا جذريا في موقف جنوب إفريقيا، لأسباب متعددة، وإذا لاحظنا تصريح رئيس الوفد فهم تحدثوا عن تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية، وهذا مطلب قديم منذ 2012 تكلل بشراء رجل أعمال  جنوب إفريقي شراء شركة سهام”.

وأضاف أن “جنوب إفريقيا مهتمة أكثر بالجرف الأصفر وبمنشآت الفوسفاط، وإن كان هناك انفتاح اقتصادي وتجاري فلا بد من أن يكون هناك مقابل سياسي،  وفق أعراف العلاقات الدولية”.

وخلص العجلاوي إلى أنه “رغم أنه لا يُنتظر أن يكون التغيير جذريا وفجائيا في موقف جنوب إفريقيا، فيجب أن نعتبر أن هذه إشارات إيجابية”.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
نور
المعلق(ة)
8 أكتوبر 2024 22:13

جنوب أفريقيا أصبحت من الدول الفقيرة. ونسبة البطالة مرتفعة بين الشباب. فربما فاقت من غيبوبتها ومن صراب الشعب الصحراوي بين قوسين

احمد
المعلق(ة)
8 أكتوبر 2024 19:28

يجب تعديد القراءات لما تقبل عليه جنوب افريقيا مع المغرب،وليس الاعتماد على قراءة واحدة،لأن هذا البلد لا يؤتمن جانبه خاصة وانه يعتبر المغرب مزاحما له في إفريقيا، ومنافسا له في عدة مشاريع.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x