لماذا وإلى أين ؟

تونس تصفع الجزائر بالمشاركة في بطولة أفريقية بعاصمة الصحراء المغربية.. والفاتيحي يكشف التبعات

تواصل تونس بعث رسائل إيجابية للمغرب محاوِلة رأب الصدع الذي أحدثه استقبال رئيسها قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو، حيث شاركت تونس في  الدورة الـ45 من بطولة إفريقيا للأندية البطلة للذكور والإناث، التي تحتضنها مدينة العيون كبرى حواضر الصحراء المغربية،  والتي ستتواصل إلى غاية 19 أكتوبر الجاري، تحت إشراف الاتحاد الإفريقي لكرة اليد.

وعلمت “آشكاين” من مصادرها أن الاتحاد التونسي لكرة اليد قرر التراجع عن قرار دعوة فريق الجمعية الرياضية النسائية بالساحل لكرة اليد الانسحاب من البطولة المقامة في مدينة العيون، وهو ما ترجمته الفرحة العارمة للاعبات التونسيات في بهو الاستقبال بفندق المسيرة بالعيون، بعدما ذرفن دموع الحزن من قرار الإنسحاب الأول قبل أن تلغيه تونس وتقرر الإبقاء على المشاركة.

وتأتي هذه المشاركة في ظل محاولات النظام الجزائري سحب تونس إلى معسكر الداعمين للانفصال، كما أنها تأتي في ظل الرسائل الإيجابية التي بعثتها تونس إلى المغرب، كان آخرها تنظيم نشاط رسمي من طرف سفارة تونس، وما سبقه من لقاء بين مسؤولين تونسيين ومغاربة، وهو ما يعطي لهذه المشارة أبعاد وخلفيات ورسائل متعددة.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير في العلاقات الدولية ومدير “مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية”، عبد الفتاح الفاتحي،  أن “المملكة المغربية كيفما كان حال وجهة نظرها تجاه استقبال تونس لإبراهيم غالي، إلا أنها حافظت بشكل كبير على شعرة معاوية، بالنظر إلى ظروف الاقتصادية والسياسية التي تعيشها تونس آنذاك”.

الخبير في العلاقات الدولية ومدير “مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية”: عبد الفتاح الفاتحي

واعتبر الفاتحي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “المملكة واصلت رهانها، كما جاء في الخطاب الملكي، نحو بناء وإعادة إحياء الاتحاد المغاربي مع الدول الأعضاء، ومن بينها تونس، والتي تجمعنا بها علاقات اقتصادية مهمة جدا”.

ولفت الانتباه إلى أن “تونس من خلال مجموعة من التصريحات الصادرة عن مثقفيها، استنكرت وجود حالة الأزمة الدبلوماسية مع المملكة المغربية عقب استقبال إبراهيم غالي، وهو سلوك أجبرت عليه تونس خلال مسارها السياسي، إلا أن تونس رغم ذلك تعي أنها مقبلة، بالضرورة على تعزيز العلاقات مع المغرب في سياق الحفاظ على موقفها المتعلق بالحياد الإيجابي من قضية نزاع الصحراء، والحفاظ على المكتسبات الاقتصادية والتنموية والسياسية في علاقتها مع المملكة”.

ويرى الفاتحي أن “هذه المشاركة التونسية في هذه البطولة هي عنوان وشعار لمرحلة مستقبلية لحل  المشكل الدبلوماسي الذي حدث بشأن استقبال تونس لزعيم الجبهة الإنفصالية، وهي إشارة مؤكدة أننا سنلحظ مستقبلا موقفا على مستوى عالي، أو تبدل زيارات رفيعة المستوى لإعلان مواقف بهذا الشأن، والدفع لتفعيل مجموعة الشراكة المغربية التونسية في المجال الإقتصادي”.

وكانت سفارة تونس بالرباط قد إلى لقاء تواصليا مع الجالية التونسية المقيمة بالمغرب بهدف حثهم على العودة والاستثمار في بلادهم، وهو أول نشاط رسمي من هذا النوع، تنظمه السفارة التونسية لجاليتها بالمغرب في ظل بوادر انفراج الأزمة التونسية المغربية.

ويأتي هذا النشاط، في ظل بوادر انفراج للأزمة التونسية المغربية، تجلت في لقاء وزير الخارجية التونسية النفطي مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، وذلك  بعد فترة وجيزة تهنئة بوريطة للنفطي بتوليه منصبه الجديد، نهاية غشت المنصرم، كما أنه جاء بعد 3 أسابيع  تقريبا من لقاء رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، في 15 غشت 2024، بوزير الخارجية التونسية، نبيل عمّار، قبيل إعفائه من طرف الرئيس التونسي، وذلك خلال مشاركته في الاحتفال الدولي بالذكرى 80 لعملية الإنزال البحري بمنطقة بروفانس، الذي أقيم بمدينة سان رفاييل تحت إشراف الرئيس الفرنسي؛ إيمانويل ماكرون، ووفق ما كشفته وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج في وقت سابق.

وجاء هذان اللقاءان المتقاربان زمنيا، في خضم الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، والتي اندلعت شرارتها، يوم 26 غشت  2022،  بسبب سلوك الرئيس التونسي قيس سعيد، حينما أقدم على استقبال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، ليشارك في أعمال النسخة الثامنة لقمة طوكيو الدولية للتنمية في أفريقيا “تيكاد8″، وهو ما احتج عليه المغرب، في نفس اليوم، باستدعاء سفيره لدى تونس، حسن طارق، للتشاور، وقابلته تونس آنذاك باستدعاء سفيرها لدى المملكة، محمد بن عياد.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

10 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
عياشي
المعلق(ة)
16 أكتوبر 2024 20:46

ههههه صراع اغبياء

Mohamed Riadh
المعلق(ة)
16 أكتوبر 2024 18:24

هذا فتح مبين !!!

نفيسي محمود
المعلق(ة)
16 أكتوبر 2024 09:45

الجزائر سيدة في كل ما تقرره ولا أحد في العالم يجرؤ أن يملئ عليها شيئ، كذلك الشقيقة تونس…؟؟؟

Mhamed Abed henni
المعلق(ة)
16 أكتوبر 2024 06:34

تونس دولة ذات سيادة هي حرة في صنع قرراتها لا دخل لنا فيه . ولكن يجيب اعادة النظر في سياساتنا مع تونس ونضع النقاط على الحروف. ونتعامل معها كباقي الدول. ⛔ لا داعي للعطيفة. ولا سياسة خوا خوا. ويجيب علينا ان نراعي شعبنا فقط لا تونس. ولا المروك ولا موريتانيا كلهم. يبحثون عن مصالحهم فقط. هذا رايي وراي كل جزائري. اذا فرضنا التاشرة على المغرب لازم نفرضها على تونس. هذا هي الحقيقة 🛑

عبدالله
المعلق(ة)
16 أكتوبر 2024 02:34

تصفع …..من عنوان المقال نعرف شخصية الكاتب … الله يصلح الحال

Mouh populaire
المعلق(ة)
15 أكتوبر 2024 21:51

اولا يا سي ابراهيم الجزائر و تونس اخوي و زيد معهم المغاربة احرار و البلد الذي لا يأتمن فهو المغرب وخاصة الناس لتحب التفرقة علي حساب ما اظن انا المغاربة احرار يعرفوا هذا الشئ و أما اللعب أو عدم اللعب في مدينة العيون هذا الأمر تحسمه المسؤولين في الدولة حسب المبادئ لا تجعلوا هذا المنبر للإساءة بعضكم بعض و شكرا

سعيد
المعلق(ة)
15 أكتوبر 2024 15:45

المغرب ينتصر

عبدو
المعلق(ة)
15 أكتوبر 2024 14:53

ماذا عن المؤييدين لتطبيع مع الصهاينة الأعداء لأمة الإيمان و الإسلام هل يعتبر ذالك نعمة و هدية إلهية و ماذا عن عن من هم ليومنا هذا تسير الأمور و الملفات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لهم و عبر دول الإستعمار الماضي ولو بالريموت كنترول و القلم و الورق و كيفما سنكون أو كنا مصيرنا إلى المجهول المغلوبون عن أمورهم و المحرومين من أبسط حقوقنا و لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم

ابراهيم
المعلق(ة)
15 أكتوبر 2024 07:33

الصراحة على المملكة المغربية أن تنظر للأمام فمستقبلنا مع الدول الإفريقية واروبا+ دول الخليج الأوفياء.، أما الجزاىر وتونس وليبيا فبكل صراحة ضررها أكثر من نفعها لأنها غير مستقرة وليست دول يعتمد عليها لأسباب كثيرة ومن أهمها الحقد والحسد للمملكة المغربية.
وأنا أقول مع الوقت ستندم تونس ولن ننسى طعنة الغدر وإن هم سمحوا في أراضيهم للجزائر فنحن والله لن نتخلى على حبة رمل واحدة ولن يكون هنا ممر للجزائر عبر المحيط الأطلسي ولن يذوق الجزائريين سمك المحيط الأطلسي.
عاش الملك وحفظ الله المملكة المغربية من احق
اد الجيران.

الهادي
المعلق(ة)
15 أكتوبر 2024 00:43

والله من أراد أن يتأكد من الخبر يبحث عن الشعب الذي يحتل المرتبة الأولى عالميا في الكذب وانه شعب لا يؤتمن حسب الدراسة التي اجرتها جامعة نوتنهاغم البريطانية هههه اكيد المغرب والله كل ما ينشرون أكاذيب يلحقون الاذى بانفسهم كل العالم عرف ان المغربي كذاب

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

10
0
أضف تعليقكx
()
x