2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
“البام” يرشح نجل برلماني تجمعي بخريبكة.. هل يأكل “الجرار” من رصيد “الحمامة” الإنتخابي؟

تفاجأ عدد من المتتبعين للشأن السياسي بالمغرب بإقدام حزب الأصالة والمعاصرة على ترشيح إبن برلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار؛ حليفه في الحكومة، في الإنتخابات الجزئية بدائرة خريبكة المزمع تنظيمها يوم الثلاثاء 22 أكتوبر الجاري.
وبالرغم من أن ترشيح “البام” لنجل برلماني عن حزب “الأحرار” يعتبره البعض “ضربا في أخلاقيات العمل الحزبي والسياسي”؛ إلا أن خلفيات وكواليس هذه القصة ما تزال غائبة لدى العديد من المتتبعين للشأن السياسي، لذلك حاولت “آشكاين” تتبع خيوط القضية وإعادة نسج الأحداث البارزة لهذه القصة السياسية.
قرع طبول الحرب الإنتخابية
القصة بدأت بإعلان المحكمة الدستورية حكما يقضي بتجريد النائب البرلماني عبد الصمد خناني، عن حزب التقدم والاشتراكية بالدائرة المحلية خريبكة من عضوية مجلس النواب، بتهمة “الإهمال الخطير الذي نتج عنه تبديد أموال عمومية” مع الدعوة إلى إجراء انتخابات جزئية لملء المقعد الشاغر. لتقرع “طبول الحرب الإنتخابية” بين الأحزاب السياسية بخريبكة.
وبالرغم من أن المقعد الشاغر كان لحزب “الكتاب”؛ إلا أن التحالف الحكومي كان له رأي آخر، حين استطاع “البام” إقناع حلفائه بدعمه للفوز بالمقعد الثاني له بخريبكة، والشروع في البحث عن مرشح “يمنح” مقعدا برلمانيا “يبدو محسوما” وفق متتبعين.
وصفة “البام” الإنتخابية
بعد حصول “البام” على الدعم من التحالف الحكومي والإلتزام بعدم تقديم مرشخ منافس، لم يبتعد “الجرار” عن “الخزان الإنتخابي” لحلفائه؛ خاصة “الحمامة”، حيث غض الطرف عن “مناضليه” بالإقليم واختار شقيق المستشار البرلماني عن “الأحرار”؛ عبد الرحيم العلافي، من عائلة “آل العلافي” الشهيرة بوزنها الإنتخابي.
مباشرة بعد ذلك، فطن “الأحرار” بوصفة “البام” الإنتخابية التي ترمي لاستنزاف خزانه الإنتخابي بالإقليم عبر محاولة ترشيح شقيق البرلماني العلافي؛ الذي انتخب أصلا عضو بمجلس جماعة حطان عن حزب “الأحرار”، وحاول الإستقالة للظفر بالمقعد البرلماني عن حزب “الجرار”؛ إلا أن حزبه رفض، وأعلن دعم أي مرشح لحليفه شريطة “التقيد بأخلاقيات العمل الحزبي والسياسي” و”احترام التعاقد السياسي مع الساكنة وعدم التفريط في هذا التعاقد”.
وصفة بديلة لأكلة انتخابية
حينما رفض “الأحرار” ترشيح عضوه باسم “البام” في الإنتخابات الجزئية، أصر “الجرار” على “الأكل” من الخزان الإنتخابي لـ”الحمامة” من خلال عائلة آل العلافي، فاتجه لترشيح نجل البرلماني عبد الرحيم العلافي بدلا من شقيقه، وهو ما تم بالفعل.
المثير في القصة، أن حزب الأصالة والمعاصرة مصر على ترشيح شخص من عائلة آل العلافي التابعة لحزب التجمع الوطني للأحرار، وعدم منح التزكية لأي “مناضل” من “البام”؛ خاصة من فئة الشباب، بالنظر إلى أن المقعد محسوم، وفق متتبعين، بنسب كبيرة، وعوض ذلك “يمنح” المقعد” لشاب “لا علاقة له بالسياسة إلا من أباه” وفق متتبعين.
“قتل حمامة” خريبكة
الملاحظ في تفاصيل قصة ترشيح “البام” لنجل منتخب عن “الأحرار”، أن حزب الأصالة والمعاصرة لا يهمه الظفر بالمقعد البرلماني بدرجة أولى، إنما يفكر في انتخابات 2026 وتفاصيلها، ويطرح “سيناروهات” الفوز وقوة المنافسين ورصيدهم الإنتخابي على مستوى الإقليم.
وحيث أن حزب التجمع الوطني للأحرار هو المنافس المباشر لحزب الأصالة والمعاصرة على مستوى إقليم خريبكة، فإن “الضرورة الإنتخابية” والتنافس السياسي تفرض على كل حزب القيام بمناورات و”وصفات” انتخابية ليكون في صدارة المشهد السياسي؛ فهل فعلا يسعى “البام” لاستنزام الرصيد الإنتخابي لـ”الأحرار” بمدينة خريبكة قبل الإستحقاقات الإنتخابية المقبلة؟