مقتل عامل صباغة وإصابة آخر في حادث مروع بطنجة

شهد حي طنجة البالية حادثة مروعة مساء أمس، حيث لقي عامل صباغة مصرعه، وأصيب آخر بجروح خطيرة إثر سقوطهما من الطابق الرابع أثناء قيامهما بصباغة واجهة عمارة سكنية. الحادثة استنفرت السلطات المحلية والمصالح الأمنية، خاصة بعد أن خلفت حالة من الهلع بين السكان الذين شهدوا الواقعة.

وحسب المعطيات المتوفرة، فإن العاملين فقدا توازنهما أثناء العمل، مما أدى إلى سقوطهما المفاجئ. تم نقل الضحيتين على الفور إلى المستشفى في حالة حرجة، إلا أن أحدهما فارق الحياة متأثراً بجراحه العميقة، بينما لا يزال الآخر يخضع للعناية الطبية المكثفة في قسم الإنعاش.

هذه الحادثة المأساوية تعيد إلى الواجهة النقاش حول مدى الالتزام بتدابير السلامة في مواقع العمل، خصوصاً في قطاع البناء والصباغة، حيث يتعرض العمال لمخاطر جسيمة في حال عدم توفر وسائل الحماية اللازمة. الحادث يبرز الحاجة الملحة لتعزيز الرقابة على شروط السلامة المهنية في الأوراش الكبرى.

وتعكف السلطات المختصة حالياً على التحقيق في ملابسات الحادث، للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء هذا السقوط المفجع، ولتحديد ما إذا كان هناك تقصير في إجراءات السلامة المتبعة في الورش.

وكانت مدينة طنجة قد عرفت خلال شهر فبراير المنقضي وحده، حوالي أربعة حوادث شغل تعرض خلالها عمال بناء لإصابات خطيرة، ثلاثة منهم بعد سقوطهم من علو عدة طوابق خلال أدائهم لعملهم، بينما أصيب اثنان في حادثة آخر بعد سقوط رافعة ضخمة في ورش بناء.

الحوادث الأربع حسب ما تناقلته مصادر إعلامية متعددة، وهي فقط الحوادث المعلن عنها، لم يكن المصابون فيها يرتدون أي وسائل حماسة من خوذ واقية وغيرها، على غرار حادث سقوط عاملي الصباغة، كما كان المصابون في الحوادث الثلاثة الأولى يستعملون وسائل بدائية في عملهم على واجهة بنايات مثل ما يصطلح عليه محليا ب”البامبا”، وهي رافعة خشبية تقليدية يستعملها عمال البناء أو الصباغة في العمل على واجهات المنازل.